كوثر حفيظي عالمة مغربية تحدَّت الصعاب وصارت حديث العالم
آخر تحديث GMT 16:22:04
المغرب اليوم -

كوثر حفيظي عالمة مغربية تحدَّت الصعاب وصارت حديث العالم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كوثر حفيظي عالمة مغربية تحدَّت الصعاب وصارت حديث العالم

باحثة الفيزياء المغربية كوثر حفيظي مديرة قسم الفيزياء في مختبر أرجون
الرباط - المغرب اليوم

خطفت العالمة كوثر حفيظي الأضواء، واحتلت صدارة الأعمدة الصحفية في المغرب كما في الولايات المتحدة، بعد تبوئها لأعلى المراتب في البحث العلمي في أميركا. وتشغل الباحثة المغربية، 49 عاما، منصب مديرة قسم الفيزياء النووية في واحد من أكبر مختبرات العلوم بالعالم، وهو مختبر "أرجون" الوطني بالولايات المتحدة.

وتشغل الباحثة المغربية، 49 عاما، منصب مديرة قسم الفيزياء النووية في واحد من أكبر مختبرات العلوم بالعالم، وهو مختبر "أرجون" الوطني بالولايات المتحدة.

بعزيمة وتجلّد تمسكت الشابة بحلمها، وانطلقت كنجمة في سماء العلوم، متحدية ظروفها المتواضعة، لتتقلد هذا المنصب المرموق سنة 2017. وتُعتبر حفيظي أول سيدة تشغل منصب مدير قسم الفيزياء النووية في هذا المركز العلمي التابع لوزارة الطاقة الأميركية، بعدما عملت لسنوات في منصب مساعدة الرئيس العلمي لمختبر توجيه البحث والتطوير، وحيازتها 17 سنة من الخبرة في البحث بالولايات المتحدة وأوروبا.

حلم يراودها منذ الطفولة

غادرت كوثر حفيظي المغرب بعد حصولها على إجازة في الرياضيات والفيزياء عام 1995، قصد متابعة دراستها في باريس في تخصص الفيزياء النظرية. لم تكن الشابة اليافعة تعرف حينها أن مشوار الألف ميل قد بدأ، وأنها وضعت خطوتها الأولى نحو مسيرة استثنائية ستتكلل بنجاح باهر، سيقودها إلى دهاليز البحث العلمي في أميركا ويطبع اسمها في صفحات العلوم والتقنيات الحديثة.

أثناء اشتغالها على أطروحتها للدكتوراه، انتقلت الشابة إلى مختبر جيفيرسون في الولايات المتحدة، حيث مكثت لمدة تسعة أشهر، كانت كفيلة بإشعال شرارة الحلم الأميركي بداخلها.

تمكنت حفيظي من الحصول على الدكتوراه في عام 1999 من جامعة باريس الجنوبية في مجال الطاقة الذرية، لتقرر بعد ذلك الانتقال إلى الولايات المتحدة والانضمام إلى المختبر الأميركي للبحث والتطوير، معلنة عن بداية صفحة جديدة في كتاب حياتها.

فخر الانتماء

في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، قالت العالِمة: "حقا وقعتُ في حب أميركا، وإثر حصولي على الدكتوراه، فتح لي مركز أرجون أبوابه، وهو أحد أرقى وأعرق وأقوى مراكز البحث في العالم، حيث تلقيتُ تدريباً مكثفاً لمدة عامين، تلاه إدماجي ضمن فريق الأبحاث".

وأضافت: "لقد تدرجتُ في الاشتغال على أبحاث متعددة، حتى بلغت منصب مديرة قسم الفيزياء النووية".

وأكدت حفيظي أنها "تشعر بالسعادة لبلوغ هذا النجاح"، معبرةً عن إحساسها بالامتنان للّه.

وأردفت: "الناس لا يرون إلا النجاح، ولكن يجب التذكير بأنني واجهت إخفاقات وإحباطات كثيرة، لكنني أفكر بطريقة رياضية وأرى العالم بطريقة شمولية، جعلتني أتجاوز الصعاب، حيث إن الحياة مجرد اختبار، ويجب أن نحاول دائما أن نبقى إيجابيين، وهو ما فعلته منذ نعومة أظافري، وسأستمر في التعلم والعطاء ما دمت حية".

كوثر "الإنسانة"

أكدت كوثر حفيظي أنها في شبابها كابدت لرعاية إخوتها، لأنها فقدت والدها في سن مبكرة. وحتى بعد زواجها من إبراهيم الذي التقته في صفوف الجامعة في فرنسا، استمرت في دعم والدتها وإخوتها الصغار حتى اشتد عظمهم وأتمّوا دراستهم.

ولا تُخفيِ العالمة المغربية دور زوجها "العظيم" في حياتها ومساهمته في بلوغها أعلى مراتب النجاح، وقالت في هذا الصدد: "أنا محظوظة جدا، لأنني حظيت بزوج رائع يساندني منذ 25 عاما، وهو يعمل الآن معي في المركز".

وتابعت: "لقد آزرني في كل مواقف حياتي، وقبِل أن يسافر معي من فرنسا إلى أميركا لأطارد حلمي، تاركا كل شئ خلفه لمساندتي".

ولفتت حفيظي إلى أنها تسعى بصعوبة إلى التوفيق بين حياتها المهنية المليئة بالأسفار والاجتماعات والندوات العلمية، وأسرتها الصغيرة التي كَبرت بولادة ابنها عمر ذي 17 عاما، مؤكدةً أن "زوجها يقوم بدور كبير في إعالة البيت وفي تربية ابنهما، ويقوم بالمستحيل ليدعها تتفرغ لعملها الشاق".

في جوابها عن سؤال "سكاي نيوز عربية" حول مستوى البحث العلمي في المغرب، قالت الباحثة إن "الجامعات المغربية لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة للارتقاء بالبحث العلمي، حيث إن ميزانيتها لا تتجاوز 0.8 بالمئة من الميزانية العامة".

وتابعت: "هناك جهود فردية أو مجموعات صغيرة تشتغل دون إمكانيات كافية"، مشددة على أن "المغرب يزخر بطاقات وكفاءات عالية تحتاج فقط إلى الدعم والتأطير".

ودعت الدكتورة إلى ضرورة إعطاء الأولوية إلى التعليم، وهو نقاش يتكرر دائما دون جدوى، مؤكدة أن هذا القطاع الحيوي يحتاج، فضلا عن الميزانية، إلى طول النفس، حتى لا يكون هناك هدر للطاقات وإضاعة لجهود المتفوقين، الذين يهاجرون إلى الخارج.

واسترسلت: "تطوير البحث العلمي في بلادنا هو قرار سياسي، إذ يجب النهوض بالجامعات المغربية التي تأتي في تصنيفات متأخرة على المستوى العالمي، كما يجب إعطاء البحث العلمي المكانة التي يستحقها، لا سيما بعد الأزمة الصحية لكوفيد-19".

جمعية لدعم المتفوقين

ضمن جهودها المبذولة من أجل الارتقاء بالبحث العلمي، أسست الباحثة المغربية جمعية، في أكتوبر الماضي، تحمل اسم "كوثر حفيظي للنهوض بالعلوم والتكنولوجيا".

وأبرزت أن جمعيتها هي حلم قديم رأى النور بفضل شراكة مع جامعة الحسن الأول في وجدة (شرقي المغرب). وتهدف إلى تقديم مِنَح اجتماعية للطلبة الفقراء وكذا للطلبة المتفوقين، إلى جانب توفير فرص للتدريب في مختبرات عالمية.

كما تسعى الجمعية إلى تلقين الأطفال مبادئ العلوم في عدد من المداشر والمدن، وذلك عن طريق تنظيم ورشات يؤطرها الطلاب المتفوقون بعد انتهاء فتراتهم التدريبية.

وتطمح الدكتورة أيضا من خلال جمعيتها إلى تحفيز الشباب على إنشاء مقاولات startups مثيلة لوادي السيليكون في الولايات المتحدة، بغرض الحصول على براءات اختراع وتسخيرها لإنشاء شركات للبرمجيات أو للصناعات والتكنولوجيا الحديثة.

قـد يهمك أيضأ :

مغربية تُحقق المستحيل في الفيزياء النووية باكتشاف علمي مذهل

 

"الإيسيسكو" تنعى الخبير المصري في الفيزياء النووية عبد الحميد ندا

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوثر حفيظي عالمة مغربية تحدَّت الصعاب وصارت حديث العالم كوثر حفيظي عالمة مغربية تحدَّت الصعاب وصارت حديث العالم



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:14 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
المغرب اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 19:26 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
المغرب اليوم - الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 18:29 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 21:29 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

"ارتفاع مقلق" بوفيات جدري القردة خلال أسبوع واحد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib