طهران تستعد للذكرى السنوية الأولى لوفاة مهسا أميني
آخر تحديث GMT 00:40:11
المغرب اليوم -

طهران تستعد للذكرى السنوية الأولى لوفاة مهسا أميني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - طهران تستعد للذكرى السنوية الأولى لوفاة مهسا أميني

الشابة مهسا أميني
طهران ـ مهدي موسوي

تستعد السلطات الإيرانية هذا الأسبوع لحلول الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني من خلال إجراءات حازمة تهدف إلى الحيلولة دون أي أعمال تؤثر على «الاستقرار»، وتعيد إلى الشوارع مشاهد الاحتجاجات التي اندلعت في خريف عام 2022.

في الظاهر، تبدو الحياة اليومية في طهران والمدن الكبرى على طبيعتها. ولم يتم الإعلان عن أي حدث عام لإحياء الذكرى التي تتزامن السبت ويوم عطلة في البلاد لمناسبة دينية.
لكن بعض السكان يتحدثون عن وجود أكبر للشرطة في الشوارع والتقاطعات الرئيسية وتراجع ملحوظ في سرعة الاتصال بالإنترنت خلال الأيام الماضية.

واعتمد الرئيس إبراهيم رئيسي نبرة مزدوجة خلال مقابلة الثلاثاء مع شبكة «إن بي سي» الأميركية. فهو إذ أكد جاهزيته لـ«الإنصات»، حذَّر «أولئك الذين يعتزمون استغلال اسم السيدة أميني» لإثارة «عدم الاستقرار في البلاد» من دفع «ثمن باهظ».
وكان نائب رئيس السلطة القضائية صادق رحيمي أكد أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية «تراقب بيقظة» التحركات المحتملة المرتبطة بالذكرى السنوية.
واتهمت منظمات حقوقية غير حكومية في الخارج السلطات الإيرانية بتكثيف حملة توقيف شخصيات وناشطين وأقارب أشخاص قضوا على هامش الاحتجاجات، مع قرب حلول ذكرى وفاة أميني، خصوصاً في مناطق كانت نقطة ثقل في التحركات الاحتجاجية، لا سيما مسقطها محافظة كردستان (غرب).

في 16 سبتمبر (أيلول) 2022، توفيت الشابة الإيرانية الكردية عن عمر 22 عاماً بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس.
وأطلقت وفاتها موجة احتجاج واسعة لم تشهد البلاد مثيلاً لها منذ أعوام طويلة، ورفع المحتجون شعار «زن، زندكَى، آزادى» (امرأة، حياة، حرية). وترافقت احتجاجات الداخل، التي شملت محافظات في الشمال والوسط والجنوب، مع موجة دعم دولية واسعة.

وقتل المئات على هامش الاحتجاجات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، بينما تمّ توقيف الآلاف، وفق منظمات حقوقية. وأعلنت السلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق سبعة من المدانين في قضايا متصلة بالتحركات.
عدَّت السلطات بشكل عام التحركات «أعمال شغب» مدعومة من أطراف خارجية.

وفي نظر العديد من المتابعين، كانت التحركات من اللحظات المفصلية في تاريخ طهران، خصوصاً وأنها مسّت جانباً اجتماعياً يعدّ من ركائز الجمهورية، أي التزام الحجاب واللباس المحتشم.

وقال الباحث الإيراني فياض زاهد: «لم يسبق لأي أزمة في تاريخ إيران أن أدت إلى اتساع الفجوة إلى هذا الحد بين الحكم والشعب». ورأى أنه في حال أرادت السلطات سدّ هذه الفجوة «لا يمكنها أن تعوّل حصراً على الحلول الأمنية والقمعية».
من جهته، رأى الناشط الإصلاحي المقيم في مدينة مشهد (شمال شرق) محمد صادق جوادي-حصار أن «الشعب ما زال يعاني من الصدمة جرَّاء أحداث العام الماضي ويخشى أن تتكرر أعمال العنف».

وبعد احتجاجات واسعة النطاق في الأشهر الثلاثة الأولى، التي تلت وفاة أميني، تراجعت التحركات في أواخر العام، مما دفع مسؤولين إيرانيين إلى التأكيد أن البلاد تغلبت على المخطط المعد ضدها.
وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال إحياء ذكرى الثورة في فبراير (شباط)، إن طهران أفشلت «المؤامرة» التي خطط لها «العدو»، في إشارة لدول غربية دعمت الاحتجاجات تتقدمها الولايات المتحدة.

والاثنين، اتهم خامنئي «الحكومة الأميركية» بتأسيس «خليّة أزمة مهمّتها صناعة الأزمات في الدول ومنها إيران».
وأضاف: «لقد توصّلوا إلى نتيجة مفادها أنه توجد في إيران نقاط عدة تبغي إثارتها لافتعال الأزمات: الاختلافات القومية والطائفية، وقضيتا نوع الجنس والمرأة. هذا هو مشروع أميركا».
وعلى رغم تراجعها، مهّدت الاحتجاجات لاختلاف يبدو جلياً في بعض مناطق طهران والمدن الكبرى، وهو تخلّي العديد من النساء عن وضع غطاء للرأس في الأماكن العامة.

ورأى زاهد أن «نتيجة حراك مهسا أميني هو أن المجتمع الإيراني أصبح أكثر تنوعاً وأكثر حياة. ملابس النساء تطوّرت بشكل ملحوظ. كانت الألوان داكنة في الشوارع، لكن لم يعد الأمر كذلك».في مقابل هذه الممارسات الاعتراضية، عمدت السلطات إلى تشديد لهجتها من خلال الإعلان عن قيود إضافية لضبط الالتزام بوضع الحجاب، مثل استخدام كاميرات مراقبة في الشوارع، وتوقيف ممثلات شهيرات لظهورهن من دون حجاب.

كما يدور نقاش بشأن مشروع قانون لارتداء الحجاب بين أقطاب السلطة مع تشدد المحافظين حيال رفض عدد متزايد من النساء تغطية رؤوسهن.

وأشار أحد أبرز المراجع الشيعية مكارم الشيرازي إلى أهمية «تقديم العامل الثقافي على العناصر الأخرى في مواجهة ظاهرة السفور وشبه السفور»، عادَّاً أن «الممارسات الثقافية تمثل الحل الأفضل لهذه الظاهرة السلبية». وأكد رفضه «العنف والتعسف» في ذلك.
وانتقدت شخصيات إصلاحية إبعاد عدد من أساتذة الجامعات عن مناصبهم. وشكلت المؤسسات التعليمية ميداناً أساسياً للتحركات الاحتجاجية والطالبية.
وعلى رغم الحراك الاجتماعي، تبقى الظروف الاقتصادية الشغل الشاغل للإيرانيين، خصوصاً التضخم السنوي المتسارع الذي يقترب من 50 في المائة.
وقال جوادي حصار: «اليوم، المطلب الأساسي للناس هو تحسين الاقتصاد، ومن بعده الحريات المدنية والسياسية».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إجراءات مشددة في طهران بالتزامن مع ذكرى وفاة مهسا أميني

رئيسي يتعهد بسحب البساط من حركة نزع الحجاب مع اقتراب ذكرى مقتل مهسا أميني

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طهران تستعد للذكرى السنوية الأولى لوفاة مهسا أميني طهران تستعد للذكرى السنوية الأولى لوفاة مهسا أميني



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:12 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يفشل فى إقناع محمد صلاح وأرنولد وفان دايك بالتجديد

GMT 23:32 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تقاريرتكشف بشكتاش يدرس تجديد استعارة النني

GMT 06:21 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد خميس يكشف المستور ويتحدث عن أسباب زواجه الثاني

GMT 01:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اكتشف صفات مواليد الدلو قبل الارتباط بهم

GMT 01:46 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

هناء الرملي تشرح مخاطر التحرش الجنسي عبر "الانترنت"

GMT 16:43 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال يضرب جزر جنوب المحيط الهادئ

GMT 06:08 2022 الإثنين ,26 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأفكار للحصول على ماكياج مثالي لحفل الكريسماس

GMT 14:11 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

أداء أسبوعي على وقع الأخضر ببورصة البيضاء

GMT 14:03 2022 الأربعاء ,19 كانون الثاني / يناير

بنك المغرب يلاحق معطيات زبناء البنوك في الخارج
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib