برلين ـ جورج كرم
تُواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، انتخابات إقليمية رئيسية في بافاريا الأحد، وإذا كانت استطلاعات الرأي صحيحة فإن حزبها الشقيق البافاري قد يتجه إلى خسائر فادحة.
ويشير تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية إلى الأوضاع المضطربة هناك، ويمكن أن يفقد الاتحاد الاجتماعي المسيحي السلطة في البرلمان الإقليمي البافاري للمرة الأولى منذ العام 1957، وحتى لو لم يحدث ذلك فإن النتائج ستكون لها تأثير خطير على حكومة ميركل وعلى مدة بقائها في منصب المستشار للبلاد.
وتعقد جميع الولايات في ألمانيا انتخاباتها في أعوام مختلفة، وفي نهاية هذا الأسبوع يأتي دور بافاريا لكن لماذا تشكل انتخابات بافاريا أهمية أكثر من الولايات الأخرى؟
وتوضّح الصحيفة أنه نظرا لأن بافاريا تتميز بثقافة مختلفة عن بقية ألمانيا، والتي تمتد إلى السياسة، فلا يتنافس الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل في الولاية، تاركا إيّاها للحزب الشقيق البافاري الأكثر تحفظا، الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU)، وهو ما أعطى دائمًا لبافاريا صوتًا مختلفا في السياسة الوطنية، إذ إن حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي هو عضو منفصل عن حكومة ميركل الائتلافية، ويمكنه الانسحاب في أي وقت يشاء ويحرمها من تصويت الأغلبية.
وانقسم الحزبان المتنافسان خلال الأعوام الأخيرة بشأن سياسة ميركل للمهاجرين، وقال هورست سيهوفر، زعيم الاتحادين، إن قضية المهاجرين هي "مصدر كل مشاكل ألمانيا".
وحقّق حزب "البديل الوطني لحزب ألمانيا" (AfD) مكاسب في جميع أنحاء البلاد على خلفية مناهضة للمهاجرين، ويخشى الاتحاد الاجتماعي المسيحي من أن رسالة لبديل الوطني قد يتردد صداها في بافاريا المحافظة. واقتناعا منه بقضية المهاجر هدد وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر باستقالته من منصبه وإسقاط حكومة المستشارة الألمانية، وهو ما أثار شكوكا بشأن مستقبل الائتلاف الحكومي، لكن كل الدلائل تشير إلى أن محاولة سيهوفر أتت بنتائج عكسية إذ تراجع حزبه في استطلاعات الرأي منذ تولى ميركل، حيث كان الناخبون غير راضين عن الحكومة الائتلافية والتي كانت مشغولة للغاية في خوض المعارك الداخلية لإدارة البلاد.
ولا تزال ولاية ميشيغان في المركز الأول في استطلاعات الرأي، لكن مع تأييد 33 في المائة فقط، أي انخفاض 14 نقطة مقارنة بالانتخابات الأخيرة في العام 2013، وإذا كانت استطلاعات الرأي صحيحة فستكون أسوأ نتيجة لقوات الاتحاد الاجتماعي منذ العام 1950 وتركها بحاجة إلى شريك في الائتلاف، ويمكن حتى إجبارها على الخروج من السلطة لأول مرة منذ العام 1957، رغم أن ذلك يتطلب تحالفًا غير متوقع من أربعة أحزاب منافسة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر