أشادت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، بالتقدّم الذي أحرزته رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعدما واجهت وزراء حكومتها بشأن المفاوضات.
ماي تؤكد تحقيقًا لرغبة مغادرة الاتحاد
وأشارت ميركل إلى أنها تأمل في مواصلة المفاوضات الآن، في أول رد فعل جاد من أحد رؤساء الاتحاد الأوروبي على الخطة المثيرة للجدل، ووقفت ماي بجانب المستشارة الألمانية في مؤتمر في العاصمة البريطانية لندن، وأصرت أن خطتها تحقق ما صوت عليه مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على الرغم من موجة الغضب التي يشنها معسكر الخروج، والاحتجاجات البسيطة التي تمثلت في استقالة بعض وزراء الحكومة.
وجاءت وساطة ميركل، بعدما قدّم رئيس مفاوضات الاتحاد الأوروبي، ميشال بارنيه، غصن الزيتون إلى الممملكة المتحدة، بعدما غيّر من نغمته التفاوضية، وقال إن 80% من الاتفاق قد تم، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع ماي، قالت ميركل إن جميع قادة الاتحاد الأوروبي، سيردون سويًا على مقترح المملكة المتحدة، مضيفة"لقد حققنا تقدمًا، وحصولنا على مقترح على الطاولة يعد أمر جيد".
وأشارت" نتطلع إلى مناقشات شائقة، ولكن هذه المناقشات ستضفي عليها روح الصداقة، أمل التمتع بعلاقات جيدة في المستقبل.".
حماية للاقتصاد وتجنب للحدود الصعبة
ويكون على الرغم من هذا التحذير الصادر من ميركل بشأن العلاقات، فإن موقف ميركل وبارنيه سيشجع ماي، والتي وضعت مصير مستقبلها السياسي أمام ما يسمى بخطة "الطريق الثالث" لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي رفضها بعض وزرائها واستقالوا على خلفيتها.
واستقال كل من ديفيد ديفيس، وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبوريس جونسون، وزير الخارجية، احتجاجًا على الخطة الضعيفة، كما يرفض بعض أعضاء حزب المحافظين خطة رئيسة الوزراء.
وأصرت ماي على أن كان الطريق الوحيد لحماية الاقتصاد، ومنع وجود ما يسمى بالحدود الصعبة مع أيرلندا، بينما في نفس الوقت، تسمح بحرية الحركة وكذلك عقد صفقات تجارية جديدة للمملكة المتحدة.
إنجاز 80 % من المفاوضات
وحذّر بارنية في الأسبوع الماضي من أنه لا يوجد احتمالية بأن الاتحاد الأوروبي سيسمح بوجود تسوية تخص السوق الموحدة، ورغم ذلك، تحدث بارنية إلى مجلس العلاقات الخارجية، وبدا أنه يتبنى موقف أخف، قائلًا "اتفقنا على 80% من المفاوضات بعد 12 شهرًا"، مضيفًا أنه من الضروري الوصول إلى الـ20% المتبقية من الأتفاق بحلول أكتوبر/ تشرين الأول أو نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأكّد بارنيه أنه مسرور من أن المملكة المتحدة تناقش العلاقة المستقبلية، وتتخذ موقفًاوتتجنب الحدود الصعبية بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، موضحًا" نريد توضيح هذه المفاوضات للتحرك قدمًا لأن الوقت بات ضيقًا".
ورفض بارنيه التعليق على تصرف بعض وزراء حكومة تيريزا ماي، قائلًا "كوني مفاوضًا للاتحاد الأوروبي، أتفاوض فقط مع الحكومة البريطانية، وستكون مفاوضتنا المقبلة يوم الأثنين القادم مع رئيسة الوفد البريطاني الذي عينته السيدة ماي".
تُعيد تشكيل الحكومة بعد الاستقالات
وشوهد جونسون في منزله في العاصمة البريطانية لندن، وكذلك في مبنى البرلمان البريطاي، مساء الثلاثاء، بعد الاستقالة؛ احتجاجًا على "الطريق الثالث" خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وجاء على الرغم من غضب أعضاء حزب المحافظين المتزايد من تحرك ماي، لا يبدو وأن جونسون ينتوي فعل شي في الوقت الحالي، ولكن المتحدث الصحافي باسمه، غوتو هاري، أكد أن جونسون يسعى إلى تولي القيادة قريبًا.
واجتمعت ماي مع شخصيات جديدة لتتولى المناصب الشاغرة في حكومتها، خاصة بعد مغادرة ديفيس وجونسون، وأكدت أن الاجتماع الأول كان مثمرُا، حيث تعيد تشيل فريقها، موضحة أن الورقة البيضاء الخاصة بخروح بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتم نشرها يوم الخميس المقبل.
وتتطلع ماي إلى تعيم جيرمي هنت، في منصب وزير الخارجية، أما دومنيك راب، وزيرًا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر