مغربية تحيد عن دراسة العلوم الصيدلانية لتستقر على مسار التقنيات الإلكترونية
آخر تحديث GMT 19:01:18
المغرب اليوم -

طورت مبتغياتها بعيدًا عن الأدوية ووصلت لإنتاج السيارات في ألمانيا

مغربية تحيد عن دراسة العلوم الصيدلانية لتستقر على مسار التقنيات الإلكترونية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مغربية تحيد عن دراسة العلوم الصيدلانية لتستقر على مسار التقنيات الإلكترونية

مريم يسفي
الرباط - المغرب اليوم

حادت مريم يسفي عن دراسة العلوم الصيدلانية لتستقر على مسار التقنيات الإلكترونية، مطورة مبتغياتها بعيدا عن صناعة الأدوية حتى وصلت إلى أحزمة إنتاج السيارات في ألمانيا.

طوت العائدة جذورها إلى "أولاد حدو"، في جهة الدار البيضاء ـ سطات، ما يزيد عن عقد ونصف العقد في تجربة هجرة جاءت بالصدفة؛ لكنها تبقى متشبثة بدوافع التطور التي اختارتها منهجا لحياتها.

تشبث بالدراسة

ازدادت مريم يسفي في مدينة الدار البيضاء خلال أول عام من عقد ثمانينيات القرن الماضي، وفي منطقة "العنق" بالعاصمة الاقتصادية للمملكة كبرت حتّى قصدت ألمانيا.

استهلت مريم الدراسة في ابتدائية ابن عباد، متعلّمة في شق المؤسسة الخاص بالبنات، ثم انتقلت إلى ثانوية الزرقطوني من أجل استيفاء سنوات التحصيل الإعدادي.

المرحلة الثانوية التأهيلية جعلت يسفي ترتاد شعبة العلوم التجريبية في ثانوية شوقي، وبهذه المؤسسة حصلت على شهادة الباكالوريا الخاصة بها قبل استهلال التعليم العالي.

وتقول مريم إن التشبث بالدراسة قد وسم حياتها دوما، بفضل التشجيع الكبير الذي لقيته في ذلك من لدن والديْها، وقد جربت دراسة البيولوجيا والجيولوجيا في جامعة الحسن الثاني.

فكرة الهجرة

تكشف مريم يسفي أنها استشعرت ضيق الآفاق المستقبلية أمام خطواتها الجامعية، حيث كانت تعوّل على نيل دبلوم السلك الأول من كلية العلوم قبل تقديم طلب الالتحاق بالتكوين الصيدلاني.

وتردف "ابنة البيضاء" أنها لم تكن مهووسة بالهجرة حتى تأثرت بآراء صديقات وأصدقاء لها جربوا هذه الخطوة، خاصة أولئك الذين نقلوا إليها امتيازات الدراسة العليا في الجامعات الألمانية.

"ابتغيت تطوير نفسي إلى أقصى حد ممكن، وقد أقبلت على دراسة اللغة الألمانية تمهيدا لوصول هذه الغاية، ثم أخذت في مراسلة مؤسسات بهذه البلد الأوروبي حتى نلت قبول بعضها"، تورد يسفي.

دعم طلبة مغاربة

استفادت مريم يسفي من دعم طلبة مغاربة حين وصولها إلى الأراضي الألمانية، سنة 2003، ملتقطة نصائح مفيدة في التعامل مع فضاء استقرارها الجديد وأخرى تحقق الفهام لثقافة المجتمع الوافدة عليه، ولم تكن المعاملة مخصصة لي؛ فقد كان من سبقوا إلى ألمانيا يبادرون لتقديم كل أصناف العون إلى الملتحقين بهم من المغرب، أبسطها يمتد من الاستقبال في المحطات إلى حدود الإيصال إلى دور الطلبة، تشدد يسفي.

المساندة والإرشاد لازما "القادمة من عنق الدار البيضاء" طيلة السنة التحضيرية للدراسات الجماعية، كما رافقاها خلال فترة الخضوع لاختبارات الولوج إلى التعليم العالي بعدد من مدن ألمانيا، وفق إفادتها.

التقنيات الرقمية

قصدت مريم يسفي مدينة "دارمشتات" من أجل الخضوع لتكوين أكاديمي في تخصص التقنيات الرقمية، مبتغية النهل من التجربة الألمانية في هذا المضمار الواعد بآفاق مهنية واسعة بالبلاد الرائدة صناعيا.

وتقول المنتمية إلى صفوف الجالية المغربية إن "هذه المرحلة الدراسية قد كانت مفصلية في حياتها، منطلقة سنة 2004 ومنتهية بحلول عام 2009، بمحتوى تكويني يمتد بين التنظير والتطبيق".

السعادة غمرت يسفي حين وصول لحظة التخرج بدبلوم للهندسة في الميدان الذي ابتغته، وتقرّ بأن هذه الفرحة لم تتأثر كثيرا بتصادفها مع أوج الأزمة الاقتصادية العالمية، إذ إن الهدف كان دراسيا بامتياز.

صناعة السيارات

ظفرت المصطفة بين "مغاربة العالم" بفرصة عمل تلائم طموحاتها، وقد كان ذلك سنة 2011 في مدينة "بايرن" الألمانية، عقب سنتين كاملتين من تخرجها مهندسة في التقنيات الإلكترونية.

بدأت مريم يسفي بعقد اشتغال مؤقت مع شركة "BMW"، المشتهرة في ميدان صناعة السيارات، وتموقعت بين فرق التطوير المتعاطية مع مشاريع تهمّ البحث عن صيغ لمركبات مستقبلية.

إنتقلت المهندسة نفسها من ميدان التطوير إلى مراقبة الجودة، ومن الالتزام المهني المؤقت إلى التعاقد الدائم، مسايرة بذلك مكونات في السيارات من البدء حتى انتهاء مرحلة التصنيع.

وتقول يسفي: "توكل إلي حاليا مهام متصلة بالجودة التقنية، ومن خلالها أحرص على متابعة مكونات تدخل في الصناعة، حيث يبدأ ذلك من طور التوريد إلى استهلال التسويق، مرورا بكل أشواط التركيب".

رهان مكتمل

تعبر مريم يسفي عن رضاها التام تجاه المسار الذي خاضته بين الدار البيضاء و"بايرن"، وتشدد على أن هذا الإحساس يخالجها على الرغم من الصعوبات الميدانية التي توسطتها طيلة سنوات.

"لم أكن ممنوحة ولا مستفيدة من الإمكانات نفسها لمن يجاورونني المكانة الشخصية والمهنية ذاتها؛ لكنني أكملت رهاني بالحصول على ما أردت في التكوين العلمي والممارسة العملية"، تفسر يسفي.

من جهة أخرى، ما زالت طموحات جديدة تعمل على تحفيز مريم في البذل؛ أهمها يتصل بضرورة التقدم في التخصص الهندسي الذي يقترن به اسمها، أو حتى تجريب ما له علاقة بالمجال الذي تضبطه معرفيا ومهنيا.

لائحة الرفض

تنصح مريم يسفي الشبات والشبان البادئين شق مساراتهم بضرورة وضع "لائحة الرفض"؛ يضمّنونها ما لا يتناسب وقدراتهم حتى يتبقى لهم ما يتيح التركيز في السير نحو مستقبل أفضل.

وتؤكد المستقرة في ألمانيا، بناء على تجربتها الخاصة، أن المرء ينبغي أن يكون منفتحا على حلول بديلة، متصورة قبل ملاقاة المصاعب، سواء كان العيش في الوطن الأم وببلد خارجه.

وتختم مريم يسفي بقولها: "على الراغب في الهجرة أن يعرف بأن هذه الخطوة مليئة بالمعاناة أسريا، وشدتها أكثر على من اعتاد العيش بين أقرابه؛ لأن الحياة خارج البيئة الأصلية لا تؤمن بالاتكال على أي كان".

قد يهمك أيضًا : 

المكسيكية فانيسا بونس تُتوَّج بلقب "ملكة جمال العالم 2018"

سعودية ضمن أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة ملكة جمال العالم

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربية تحيد عن دراسة العلوم الصيدلانية لتستقر على مسار التقنيات الإلكترونية مغربية تحيد عن دراسة العلوم الصيدلانية لتستقر على مسار التقنيات الإلكترونية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا

GMT 09:51 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيع حجر "أحجية القمر" في مزاد علني بنصف مليون دولار

GMT 07:14 2015 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الاعتداء على امرأة محجبة في محطة لمترو الأنفاق في فرنسا

GMT 19:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

شريف عامر يستضيف عمرو موسى في برنامج "يحدث في مصر" الثلاثاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib