دمشق - نورا خوام
أكدت سيدة سورية الأولى، أسماء الأسد، تقديم عروض عدّة لها، من أجل الفرار مع أولادها من البلاد التي مزقتها الحرب، ولكنها رفضت جميعها، مبررة ذلك بأنها ألاعيب لإسقاط زوجها.
وكان ذلك في حوار أدلت به السيدة أسماء البريطانية المولد، وزوجة الرئيس السوري بشار الأسد، لشبكة "روسيا 24"، والذي من المقرر أن يذاع في وقت لاحق، كما أنها المرة الأولى التي تتحدث فيها لوسائل إعلام دولية، منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، للمطالبة برحيل زوجها من الحكم.
وعلى الرغم من الخطر الذي تواجهه ببقائها في سورية، إلا أنها أكدت عدم مغادرتها، قائلة "لم أظن يومًا أنني سأكون في بلد آخر... أجل، لقد كانت أمامي فرصة لمغادرة سورية أو الهرب منها، وأن هذه العروض شملت ضمانات للأمن والحماية لأولادي، إضافة إلى تأمين مادي، الأمر لا يحتاج لعبقرية لمعرفة ما يريده هؤلاء الأشخاص بعد تركنا لسورية، فالأمر لم يكن رفاهية لي أو لأولادي أبدًا، لكن الأمر كان محاولة متعمدة لتحطيم ثقة الناس في رئيسهم".
وتم إعلان زواج أسماء الأسد وبشار الأسد، في وسائل الإعلام المحلية، بعد ستة أشهر من توليه للسلطة في عام 2000، وذلك بعد رحيل والده حافظ الأسد، وقامت المصرفية الاستثمارية السابقة بتنصيب نفسها كمدافعة تقدمية عن الحقوق بما تم الإشارة له، بأنها الجانب الحديث من عائلة الأسد، ولم تظهر أسماء للعامة في السنوات القليلة الأولى بعد الانتفاضة السورية، إلا أنها ظهرت بكثرة خلال العاميين الماضيين.
ووقفت أسماء وهي أم لثلاثة أبناء، تدعم زوجها بظهورها القليل للعامة، مكتفية بنشر الصور الشخصية مع أنصار الأسد، والتي تنشر على حساب "انستغرام" الخاص بالرئاسة، ولكن بعد وصول عدد الضحايا في الصراع السوري الآن إلى 300 ألف قتيل على الأقل، وتداول صور لها هي وأولادها يبتسمون في الألعاب الرياضية والتخرج، وهو الأمر الذي نددته الولايات المتحدة، ووصفت الحساب بأنه "حملة علاقات عامة دنيئة".
وتأتي مقابلة السيدة الأسد كما وصفتها روسية بـــ "حسن النية"، وراء قرارها للإعلان عن وقف إطلاق النار في حلب بشكل مؤقت، وذلك بعد يوم واحد من مقتل عشرات المدنيين في موجة من الغارات الجوية القاتلة، وقال الكرملين إنه توقف عن قصف المدينة السورية التي دمرتها الحرب، قبل التخطيط لهدنة مدتها 8 ساعات يوم الخميس المقبل.
وأوضح ديمتر بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن قرار أسماء الأسد "مظهر من مظاهر حسن النية"، فبعد أن كانت حلب مركزًا تجاريًا مزدهرًا في سورية، إلا أنها دمرت جراء القصف الجوي، وكثرة الاشتباكات بين قوات الرئيس الأسد، لاسترداد الأجزاء التي سيطر عليها المتمردون في المدينة، إلا أن الدعم الجوي الروسي للهجمات قوبل باتهامات بارتكاب جرائم حرب، لأنه دمر المستشفيات والبنية الأساسية لمناطق أخرى وسط تهديدات بفرض عقوبات على روسيا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر