عرضت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية كنزًا هائلاً من الصور النادرة لأسطورة الإغراء العالمية، مارلين مونرو، كما لم نراها من قبل وتظهر فيها مونرو أقل جاذبية وإثارة مما عهدناه، واستعانت بمجموعة من الخبراء في حياة مونرو لرواية قصتها الخاصة وغير المعروفة قبل اشتهارها باستخدام هذه الصور.
توجه أحد التجار قبل 20 عاما، وهو يحمل صندوق يضم مجموعة هائلة من الصور النادرة و قصاصات الصحف لمونرو، إلى صاحبي متجر عتيق متخصص في الصور التذكارية ويدعي" الخمسينات"، أستريد وبن فرانس، وعرض عليهما شراء الصندوق، وبالفعل اشترى الاثنان الصندوق وأخذاه إلى منزلهما في هولندا، وخزناه تحت أحد المكاتب وأصبح قيد النسيان، حتى عام 2012 عندما اتصل تاجر من الولايات المتحدة وسأل عن العميل الذي كان من أشد معجبين مونرو.
وتذكر بن فرانس الصندوق، وأصيب بالذهول عندما عرف ما يحتويه، حيث يضم أرشيفًا كاملًا من وكالة عارضات الأزياء التي انطلقت منها مسيرة مونرو العملية "الكتاب الأزرق"، كما كانت تضم النيغاتيف والرسائل والبرقيات والصور وأوراق العمل الخاصة بالنجمة العالمية.
وروى أستريد وخبير في حياة مونرو ميشيل مورغان، ومؤلف كتاب "مارلين مونرو ،، حقائق خاصة لم يتم الكشف عنها"، قصة النجمة العالمية قبل اشتهارها، حيث انطلقت حياتها المهنية في عالم الموضة والأزياء، بعد أول لقاء جمع بينها وبين وكالة عارضات الأزياء التي عملت لصالحها بلو بوك، في الثاني من آب/أغسطس عام 1945، حيث قيّمت رئيسة الوكالة إيميلي سنيفلي، مونرو التي بدت مشرقة في ثوب أبيض وتحمل محفظة تضم بعض الصور لها.
وكان يبلغ مقاسها 12، وطولها 5.6، ومقاس الصدر 36 ومقاس الخصر 24 ومقاس الورك 34، وذات عيون زرقاء وأسنان متسقة، وشعر أشقر مجعد حالته سيئة يحتاج إلى التصفيف، وسألتها سنيفلي عن مواهبها في الغناء والرقص، حينها أجابت مونرو بأنها قليلة.
وأجابت مونرو عندما سألتها عن طموحاتها في التمثيل، بأنها لا تطمح للعمل في هذا المجال على الإطلاق، ولم تكن تملك خزانة ملابس خاصة، فكانت لديها بعض الثياب غير الكافية، وبدلة زرقاء و ثوب سباحة، ودفع حماس مونرو وجاذبيتها صاحبة الوكالة إلى تطوير مظهرها وتغييره بالكامل، وتنسيق ملابسها،
ونشأت نورما جين (اسم مارلين مونرو قبل اشتهارها) في دار للأيتام، وكان والدها غير معروف، ووالدتها مختلة عقليا، والتقت زوجها جيمس دوجيرتي عندما بلغت 15 عامًا، وكان شابًا وسيمًا ذو مظهر رياضي، وكانت تبحث عن وسيلة للهروب من دار الأيتام، ولذلك وافقت على الزواج من "دوجيرتي" بتشجيع من والدته وحاضنتها في الوقت ذاته، في سن مبكرة لم تتجاوز 16 عامًا في عام 1942.
انضم جيمس بعد زواجها بعامين، إلى القوات البحرية، وانتقلت مونرو للعيش مع والديه، وحصلت على وظيفة في مصنع لإنتاج الذخائر يدعى "راديوبلين"، وكرهت مونرو طبيعة العمل والحياة مع أهل زوجها، و لذلك لجأت إلى أحد المصورين، لإعداد مجموعة من الصور لها للعمل كعارضة أزياء في سبيل التخلص من واقع حياتها في ذلك الوقت، ووافق جيمس مبدئيا على عملها، إلا أنه أوضح أنه سيسمح بذلك فقط لحين عودته.
ووثقت أسرة زوجها تمامًا بها بينما كانت تعمل في المصنع، نظراً لأن حماتها أثيل تعمل في نفس المصنع وتستطيع أن تبقيها تحت ناظريها، ولكن الأمور أخذت في التدهور عندما توجت مونرو بلقب ملكة جمال المصنع، حينها رأت عائلة زوجها أن الحياة الطبيعية في المنزل لتربية الأطفالـ لم تكن في مخيلتها.
وبلغت الأمور ذروتها، عندما كانت عائدة من عملها كعارضة أزياء، وكانت تقود سيارة زوجها التي تعرضت لحادث مروع عند اصطدامها بسيارة أخرى، كانت تلك بداية النهاية للعلاقة بين نورما جين و زوجها، حيث انتقلت بعد فترة وجيزة للعيش مع حاضنتها السابقة آنا لوار.
واستمر زواجها على الرغم من بعد المسافات لمدة عام أخرى، على الرغم من انغماس مونرو في الملذات مع مصورها ، وفي حين أن مسيرتها المهنية في عالم الموضة والأزياء تسببت في الكثير من مشاكل مع أسرة زوجها، كانت عازمة على استكمالها لأنها المفتاح إلى مستقبل أفضل.
وبدأت وضع حياتها المهنية على أسس صحيحة، عندما بدأت العمل لصالح وكالة عارضات الأزياء "بلو بوك" ومقرها فندق "أمباسادور" في لوس أنجلوس، ولكن شرطة المدينة كانت تراقب أعمال الوكالة عن كثب، لممارستها بعض الأعمال المشبوهة، حيث كانت توفر الفتيات لمرافقة رجال الأعمال الذين يأتون بمفردهم في لقاءات غرامية تبدأ بتناول العشاء.
وأكدت سنيفلي أن مونرو لم تكن تشارك في هذه العلاقات المشبوهة، وكانت تكتفي بإنجاز مهماتها المشروعة فحسب، موضحة أنها يمكن أن تعمل كعارضة أزياء في مجالين مختلفين، إما أن تشارك في مسابقات ملكات الجمال، ولكن كان يمنعها زواجها من ذلك، أو تعرض أزياء المصممين على منصة العرض، وهو الشيء الذي ستتمكن منه بجدارة بسبب شخصيتها اللطيفة والمعطاءة والمحترمة.
ويذكر أستريد "لم تكن تتمتع بالأنوثة والإثارة التي ميزتها في وقت لاحق، ولم تكن مناسبة للعمل كعارضة الأزياء، لأن معظمهن طويلات القامة ومتطورات المظهر ونحيفات الصدر، ولم تكن مونرو تتمتع بأيًا من هذه الميزات، فضلاً عن أن مشيتها كانت تصيبها القليل من العرج بسبب مرض أصيبت به في الطفولة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر