الدمام - واس
يتزايد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في حياة الناس، ولكن الأمر يكون له في بعض الأحيان نتائج خطيرة، من بينها الطلاق، حيث حصلت أخيرا حادثتان متشابهتان، إحداها في محافظة حفر الباطن، والأخرى في مدينة الطائف، حيث أقدم زوجان سعوديان على تطليق زوجتيهما بسبب تحميلهما تطبيق إنستغرام.
وذكرت الزوجة -فضلت عدم ذكر اسمها إن "زوجي كان يرفض تحميلي تطبيق إنستغرام بدعوى أنه غير مخصص للنساء، وفي أحد الأيام شاهد البرنامج في جهازي فغضب، وقام بتطليقي، ليس ذلك فقط، ولكن حرمني من رؤية أطفالي بحجة أني امرأة خائنة، وغير صالحة لتربية أبنائي، مشيرا إلى أن طليقي يرى أن تطبيق إنستجرام يسعى إلى إفساد النساء.
أما أم خالد التي تسكن في مدينة الطائف فتروي تجربة مماثلة، وتقول إن "زوجي كان يرفض دائما دخولها برامج التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وفيسبوك، وإنستغرام، وعندما طلبت منه السماح بتحميل تطبيق إنستجرام للتسوق من خلاله كما تفعل صديقاتي رفض بشدة، وفي أحد الأيام قررت أن أحمل التطبيق بعد أن طلبت مني مندوبة تسويق مشاهدة سلعة معينة عبر حسابها عليه، ولكن في اليوم التالي قام زوجي بتفتيش جهازي ليكتشف التطبيق، مما عرضني للضرب، وقام بتطليقي طلقة واحدة مع تهديدي بالاستغناء عني في حال شاهد البرنامج على جهازي المحمول مرة أخرى".
وأوضح المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي إن "برامج التواصل الاجتماعي إحدى الوسائل التي دخلت حياتنا بقوة، وغيرت علاقاتنا الاجتماعية، حتى إنها باتت تحدد مصائر العلاقات الزوجية بشكل مباشر أحيانا وغير مباشر أحيانا أخرى".
وأضاف أن "هناك سوء استخدام واسع لهذه البرامج التقنية، حيث يستخدمها البعض في التطاول على الخط الشرعي، وعلى الأعراف والخصوصية اللازمة في بيت الزوجية، وبالتالي أصبح لدى العامة صورة ذهنية بأن بعض هذه الوسائل إن لم تكن مجملها من الأمور لا يجب أن تكون في أجهزة الأزواج أو الزوجات أو الأبناء بشكل عام، ومن هنا فإن بعض الأزواج عندما يكتشف أن أحد أفراد الأسرة لديه هذا الشكل من التواصل، والذي يرفضه أصلا، تكون ردة فعله قوية، وهو ما يجعل قراره هستيريا أحيانا".
وأضاف "ننصح دائما بأن تؤخذ الأمور بروية وهدوء، وعدم الاستسلام للقرارات السريعة التي قد تخرج بنتيجة يكون من الصعب تداركها، خصوصا لو وصل الحال إلى فراق أو هجر أو طلاق".
وأكد الغامدي أن "على كلا الزوجين الحرص على الشفافية، واللجوء إلى الحوار والنقاش، وإحسان الظن، والتأكيد على الاستخدام الإيجابي للتقنية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر