واشنطن - المغرب اليوم
انتصرت محكمة أكاديمية «وست بونت» العسكرية التابعة للجيش الأميركي لقضية 16 مجندة من أصول أفريقية وبرّأتهن من تهمة خرق القوانين العسكرية التي وجهت إليهن بعد انتشار صورة جماعية التقطت لهن في نيسان (أبريل) الماضي لمناسبة تخرّجهن في الأكاديمية. وتظهر الفتيات بالصورة التذكارية التي انتشرت بكثافة على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، وهن بزيّهن العسكري ويرفعن قبضاتهن في الهواء. وهذا ما اعتبره مدوّنون من المجموعات الأميركية اليمينية ترويجاً سياسياً لحركة «بلاكز لايفز ماتر» المدافعة عن حقوق الأميركيين من أصل أفريقي والتي انطلقت بعد مقتل شاب أسود برصاص شرطي أبيض في فيرغسون في ولاية ميسوري عام 2014.
وانتقدت مواقع على شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الأميركية قرار المحكمة العسكرية تبرئة المتخرّجات، وقالت إن قبضات الفتيات المرفوعة في الصورة وزيهن العسكري تشبه إلى حد بعيد صور انتشرت في ستينات القرن الماضي لميليشيا الفهود السود المسلحة التي شكلها الأميركيون من أصل أفريقي للدفاع الذاتي ومواجهة الاعتداءات العنصرية من المتطرفين البيض. ويرى المنتقدون أن الفتيات الـ 16 المتخرجات ضمن دفعة تضم 1000 من الجنود والمجندات، 70 في المئة منهم من البيض، تقصّدن التعبير عن موقف سياسي مؤيّد لحركة الحقوق المدنية في أميركا. ويمنع قانون الجيش الأميركي العسكريين من التعبير عن آرائهم السياسية وهم في لباسهم العسكري أو خلال أداء المهمات العسكرية. كما يمنع قيام التجمعات الشكلية داخل المؤسسة العسكرية وفي الثكنات والأكاديميات على أسس حزبية أوعنصرية أو دينية.
وذهب بعض المتشددين البيض إلى اتهام السلطات العسكرية بممارسة التمييز العنصري ضد البيض والانحياز لمصلحة الأقلية ذات الأصول الأفريقية، وحذّروا من أخطار انتشار أجواء عنصرية داخل المؤسسة العسكرية. ويقارن هؤلاء بين قرار المحكمة العسكرية تبرئة المجندات وبين قرارها المختلف فيما لو أن القضية تتعلق بصورة تذكارية لمجندين او مجندات بيض احتشدوا تحت علم الفيديرالية. في هذه الحال، ووفق وجهة النظر نفسها، تعتبر الصورة فعلاً عنصرياً ويحاكم الجنود ويعاقبون وتتعالى أصوات المندّدين وتنظّم التظاهرات المدافعة عن حقوق الأقليات.
في المقابل حظيت صورة المجندات المحتفلات بحصولهن على رتب عسكرية في الجيش الأميركي بتعاطف واسع على شبكات التواصل الاجتماعي انتقل إلى الأوساط العسكرية. وأعاد آلاف الناشطين والمدنيين نشر الصورة على نطاق واسع وأجمع المؤيّدون على أن الفتيات أردن برفع قبضاتهن إظهار مدى افتخارهنّ بالانتماء إلى الجيش الأميركي. يؤشر الجدل الذي أثارته صورة المجندات إلى مدى الاحتقان العنصري في المجتمع الأميركي والذي بات يهدد المؤسسة العسكرية. وتفاقم التوتر العنصري لدى البيض في السنوات الأخيرة خصوصاً بعد إعادة انتخاب باراك أوباما لولاية رئاسية ثانية عام 2012. وأظهر استطلاع رأي نشر قبل نحو شهرين أن نحو ستين في المئة من الأكثرية البيضاء في الولايات المتحدة يشعرون بأنهم عرضة للتمييز العنصري أكثر من ذوي الأصول الأفريقية. وقد يكون الخطاب الشعبي لدونالد ترامب مرشّح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية خير من استثمر شعور الأميركيين البيض بالغبن العنصري وبأنهم يخسرون امتيازاتهم كأكثرية في الولايات المتحدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر