عمان - المغرب اليوم
أطلقت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وشبكة مناهضة العنف ضد المرأة "شمعة"، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، في مؤتمر صحفي، حملة للعنف ضد المرأة. وتتزامن الحملة التي حملت وسم 16DaysJo# مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي بدأ العالم بالاحتفال به منذ عام 1999. وتنفذ منظمات المجتمع المدني في الأردن مجوعة أنشطة متزامنة من بينها نشر الملصقات التوعوية وإضاءة الأماكن الأثرية باللون البرتقالي الذي يرمز لمناهضة العنف ضد المرأة.
وتنحو النساء لعدم التحدث عن العنف الذي يلمّ بهن إن لم تكن الحالة مستعصية، ومن هنا لا تزال الأمم المتحدة تعتبر المعنفات "عالمًا من الصمت".. حالات في الأردن تعكس هذا الواقع المرير.
وتجلس آمال وحيدة في المنزل بعد خروج أطفالها إلى المدرسة، وتتحسس أثر ضربات ألمّت بها بعد "نقاش حادّ" مع زوجها قبل يومين. كتفها الأيمن لا يزال ضعيفًا وبدأت بعض العلامات على يديها بالتحوّل لبقع زرقاء. وما كان "النقاش ليتطور للضرب لولا أني سألته.. كان عليّ ألا أفعل فهو متعب من العمل"، وذكرت آمال لـ"دويتشه فيلي وهي تشكر ربّها على أنها "ضُرِبت دون أن تتأذى" كما حصل لجارة لها كسر زوجها أحد أضلعها قبل سنوات.
وطلبت آمال، هذا الاسم مستعار لها، إذ تحيا مع زوجها منذ أكثر من 10 سنوات ولديها منه 3 أبناء، والضرب إحدى صيغ تعامله معها منذ فترة الزواج الأولى كما أنه في كثير من الأحيان لغته في التعامل مع الأطفال، إلا أنها تصرّ على التأكيد أنه "ليس سيئًا وطيب القلب" كلما حاول أحد انتقاده.
وليست السيدة آمال الوحيدة بكل الأحوال، كما أن حالتها ما هي إلا حالة بسيطة مقارنة بحوادث هزّت المجتمع الأردني في الشهرين الأخيرين لعلّ أبشعها قتل ابن لوالدته بقطع رأسها وفقء عينيها مع بداية نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري. وأحدثت تلك الحادثة الأخيرة نوعًا من التحرك في المجتمع، وغطّاها الإعلام بشكل كبير، كما تفاعل معها المجتمع الأردني متعاطفًا مع السيدة، رغم أن التعاطف بالعادة لا تجده النساء.
وتحدثت رئيسة الجمعية الأردنية لعلم الاجتماع الدكتورة عبلة وشاح عن العنف باعتباره جزءًا من العنف الثقافي في المجتمع ضد المرأة. وأفادت الدكتور عبلة وشاح بأن "الرجل تتم تربيته منذ الطفولة بتمايز مع شقيقاته، ما يعود للذكورية في المجتمع، كما تربّيه والدته على أنه صاحب كلمة ومسؤول ما يجعله لاحقاً يتصرّف مع شقيقته وزوجته وأحياناً أمه ذاتها على ذات الأساس"، تقول الدكتورة وشاح.
وكان "معهد تضامن النساء الأردني"، وهو جمعية غير ربحية تعنى بحقوق المرأة وتمكينها قبيل حادثة قتل الشاب لوالدته بأيام، قد أصدر بيانًا صريحًا استنكر فيه على الإعلام المحلي عدم التناول الجاد لأربعة جرائم حصلت في أسبوع واحد بحق نساء أردنيات، إحداهن زوجة ثلاثينية وأم لطفلين تعرضت للاعتداء من قبل زوجها ضرباً ورفساً بالأقدام مما سبب لها نزيف داخلي نقلت إثره إلى المستشفى إلا أنها فارقت الحياة.
حصلت ثلاث جرائم كانت ضحاياها من النساء خلال ثلاثة أيام لاحقة، إذ قتلت سيدة ثلاثينية وهي أم لثلاثة أطفال خنقًا في منزلها واكتشفت الشرطة وجود آثار كدمات وضرب على جسدها، ثم تناقل الإعلام أن منفذ الجريمة هو طليقها. في اليوم التالي، قتل شقيق شقيقته مطلقًا أربعة رصاصات على رأسها وهي نائمة، بسبب حيازتها لهاتف خلوي ورؤيتها تتحدث به، وأفاد الجاني بأنه ارتكب جريمته "تطهيرًا لشرف العائلة". وفي اليوم اللاحق مباشرة، أقدم شاب عشريني على قتل شقيقته العشرينية طعنًا باستخدام سكين في الشارع العام.
وحدثت كل الجرائم المذكورة، في الأردن خلال أقل من شهر، ما جعل عنوان الحملة السنوية لوقف العنف المبني على النوع الاجتماعي في الأردن تحمل عنوان "أوقفوا جرائم قتل النساء والفتيات"، والتي تبدأ الجمعة "25 تشرين ثاني/نوفمبر" وتستمر لـ 16 يومًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر