الدار البيضاء-المغرب اليوم
نظمت نساء حزب "الأصالة والمعاصرة" في الدار البيضاء ندوة حول موضوع "أية استراتيجية إعلامية لدعم وتشجيع المشاركة السياسية للنساء" وذلك لمناقشة دور الإعلام في مواكبة المشاركة النسوية في الاستحقاقات الانتخابية، وكذلك الرهانات والمكتسبات التي حققتها المرأة في عديد المجالات وأهمية الإعلام في تشجيع النساء الفاعلات في الحقل السياسي.
وشهدت الندوة حضور عددٌ كبير من مناضلات حزب "البام" وبعض المنتخبين والفاعلين السياسيين من بعض الأحزاب السياسية، فضلًا على مشاركة وجوه إعلامية وأكاديمية وجمعوية مهتمة بالموضوع.
وتطرق المتدخلون في الندوة لعديد المحاور، أبرزها دور الإعلام في مواكبة المشاركة السياسية للنساء، حيث أجمع الحاضرون على أن الإعلام يعتبر بمختلف أشكاله في كل المجتمعات وسيلة أساسية لزرع القيم والأفكار والمبادئ التي من شأنها الدفع بقاطرة التنمية والتأسيس لديمقراطية حقيقية قوامها العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان في بعدها الكوني الشمولي لما يمثله من أمانة ومسؤولية في نقل الرسالة بكل تجرد ومصداقية.
وأضاف بعض المتدخلين في الندوة أن الاستعمار في القرون الماضية كان يحتل الدول بقوة السلاح أما اليوم ومع انتشار العولمة فقد أضحت وسائل الإعلام السلاح الأول والفتاك لنشر ما تريد، مما أكسبها قوة تستطيع التفوق بها، انطلاقًا من الرسوم المتحركة إلى النشرات الإخبارية والأفلام والمسلسلات والبرامج، فضلا على التأثير الكبير الذي باتت تلعبه المواقع الإلكترونية وكل أساليب التواصل الحديثة.
وتناولوا في معرض الندوة بعض وسائل الإعلام التي تحاول تضييق قيمة المرأة و حصرها في زاوية معينة من خلال ربطها بالتسوق والطبخ والتزيين والديكور والأزياء، بينما يغيب الحديث عن التجارب و الإكراهات التي تخوضها نساء مسؤولات يدبرن الشأن المحلي في جماعات قروية في مناطق نائية من المغرب العميق، أو يسيرن مقاطعات و مدن، أو تجارب برلمانيات أو سفيرات أو وضعية المرأة المعنفة أو الخادمة أو المهمشة أو القروية أو المهاجرة، إذ لا يتم تداوله حسب المتدخلين في معظم الأحيان إلا بمناسبات سنوية احتفالية كالثامن من آذار(مارس).
وعابت النساء الحاضرات على وسائل الإعلام محاولة إظهار المرأة بشكل نمطي بغض النظر عن المكتسبات المميزة التي حققتها في عديد المجالات مما يترجم الإصرار على إعادة إنتاج صورتها كجسد مختزل للمتعة والإنجاب فقط، وتغييب نموذج المرأة السياسية المناضلة التي تشارك في بناء وتنمية الوطن.
ودعت المشارِكات في الندوة مختلف وسائل الإعلام انطلاقًا من موقعهن كمنظمة نسائية لحزب اختار الديمقراطية الاجتماعية المنفتحة كمرجعية له، إلى ضرورة فتح نقاشًا جديًا وهادفًا قصد البحث عن استراتيجية إعلامية حذرة ويقظة تشجع النساء على الدخول للحقل السياسي وتؤسس للثقة في النساء المرشحات، كما تواكب وتتابع كيفية موقعة الأحزاب الوطنية لمناضلاتها في اللوائح الانتخابية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر