ما زالت الراهبة اللبنانية الفرنسية ماري كيروز تؤمن "بجمال العالم" الذي تفرد عنه كتابا بعدما تناولته في عدد من اسطوانات الترانيم، وهي تؤمن ايضا بالطاقة الايجابية للانشاد الديني "السلاح الوحيد بوجه السلاح".
وجدت الاخت ماري رسالتها في الغناء في بلدها لبنان ايام كان غارقا في الحرب، فيما كانت تتأهب لتكريس حياتها للرهبنة وتدريس الرياضيات والفيزياء.
وتقول في حديث لوكالة فرانس برس "كان لجمال الغناء، حتى في ايام الرعب، اثر في تغيير ميولي ومساري".
في الآونة الاخيرة، نشرت ماري كيروز بالتعاون مع الكاتب الفرنسي المناصر لقضايا البيئة جان ماري بيلت كتابا بعنوان "بيان لجمال العالم" (مانيفست بور لا بوتيه دو موند)، تذكر فيه كيف كانت في الثمانينات "الراهبة الوحيدة تقريبا التي تخوض عالم الغناء الديني كمغنية دولية".
ونالت ماري كيروز اجازة في الغناء الشرقي واخرى في الغناء الغربي، اضافة الى اجازة في العلوم الدينية في لبنان، ثم حصلت على دكتوراه في علوم الموسيقى من جامعة السوربون في باريس حيث تقيم منذ العام 1987.
ومنذ ذلك الحين، تمزج في غنائها بصوتها الرنان التقنيات الغربية للغناء الديني مع الزخارف الصوتية للموسيقى الشرقية ولاسيما التراتيل البيزنطية والسريانية والمارونية.
وهذا المزج بين الثقافات هو في صلب المنهج التعليمي في المعهد الدولي للانشاد الديني الذي اسسته في باريس عام 1994.
وترجع ماري كيروز الفضل في غناها الثقافي الى نشأتها في لبنان "حيث تمتزج التقاليد" المختلفة.
وهي نشطة في اصدار الاسطوانات، ولها عشرون اسطوانة حتى الآن، وكذلك في احياء الامسيات الكبرى، مثل تلك المقررة في مهرجان سالزبورغ في النمسا الصيف المقبل.
- "قتل الجهل" -
تستخدم ماري كيروز عائدات الامسيات التي تحييها لتغطية نفقات الموسيقيين اولا، ثم تخصص الاموال الباقية للمشاريع التعليمية والصحية. وهي تدير مؤسسة "انفانس بور لا بي" (اطفال من اجل السلام) التي تساعد "400 طفل في نحو عشرين مدرسة في لبنان".
وتقول "هذا جهد ضئيل جدا" مقارنة بالحاجات في لبنان، "دون ان احدثكم عن اللاجئين (الذين يوازي عددهم ثلث عدد اللبنانيين) واحتياجاتهم الكبيرة جدا".
تؤكد ماري كيروز ان هدفها "قتل الجهل"، وتقول "رأيت ان الجهل والفقر هما اساس كل الانحرافات وكل الحروب".
وبعد اسابيع على هجمات باريس التي اودت بحياة 130 شخصا في الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، وتلك التي وقعت في بيروت قبلها بيوم واودت بحياة 44 شخصا، تؤكد ماري كيروز ان المهاجمين المتشددين "لا يعرفون من الدين سوى عبارة الله اكبر، وهذا يقودنا مجددا الى موضوع الجهل".
وتقول "مع كل ما يجري (..) بات الحديث عن الدين امرا صعبا..انظروا ماذا يفعلون باسم الدين، يذبحون باسم الدين..لكن الدين ليس هكذا".
تشدد ماري كيروز على ان "السلام لا يبنى حول الطاولات المستديرة، الكلام والكلام فقط لا يفعل شيئا".
اما الانشاد الديني فهو على الاقل يسهم في "التناغم" كما تقول، وهو "جميل ويذكرنا بجمال الله".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر