أميركية عاشقة للبحرين لا تطيق التفكير في مغادرتها
آخر تحديث GMT 02:21:35
المغرب اليوم -

أميركية عاشقة للبحرين لا تطيق التفكير في مغادرتها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أميركية عاشقة للبحرين لا تطيق التفكير في مغادرتها

المنامة - المغرب اليوم

لم تستطع المعلمة "بات بوير" الامريكية التي قضت سنين عمرها في مملكة البحرين ان تحبس دموعها وهي تفكر أنها عأئدة الى بيتها وجذورها في ولاية بنسلفانيا الامريكية. لكنها بعد 37 عاما من العيش مكرمة في العاصمة المنامة رسمت في ذهنها صورة متميزة عن ربوع البحرين وانطبعت في خلدها آلاف الذكريات الجميلة عن الأصدقاء والزملاء والطلاب ومن المشاركة الفاعلة في تربية وتعليم العديد من الأجيال المتعاقبة من الشباب والشابات المستنيرين، أصبحت لا تطيق مرارة التفكير في مغادرة هذه البلاد التي وصفتها بوطنها الثاني. وكانت "بات" قد وصلت الى البحرين في 19 سبتمبر 1976، قادمة من ايطاليا لممارسة مهنة التدريس في "مدرسة البحرين" أو "البحرين سكول" كما يشير لها المواطنون والمقيمون. وقالت بات كان الناس يسافرون على ظهر البوانيش " السفن " إلى المملكة العربية السعودية كما كانوا يقومون بشراء الماء العذب ويتم توصيله للبيوت بواسطة عربات تجرها الحمير وكانت الأوضاع مختلفة ولا يمكن أن أنسى الحفريات الأثرية لحقبة دلمون والتي لم يشاهدها من الأجانب إلا القلائل حسب ما ذكرت وكالة بنا. واضافت ان الامور تغيرت كثيراً على مدى السنوات وتغير شكل كالساحل وهندسة العاصمة وظهرت مدن جديدة وازدادت حركة المرور كثافة وظهرت المجمعات التجارية وحتى ماركات الملابس الراقية التي لم تكن موجودة حينما وطئت قدمها ثرى مملكة البحرين مؤكدة ان ما لم يتغير هو طبيعة الناس الودودين والكرماء من أهل البحرين، خاصة كبار السن الذين لا تكاد روح المزحة والدعابة تفارقهم كما إنهم يتقبلون القادمين من مختلف مشارب الحياة. واشارت "بات" انها عملت كمشرفة اجتماعية للطلاب في السكن الداخلي لمدرسة البحرين وكمشرفة اجتماعية وبعد ثلاث سنوات بدأت في تدريس مادة التربية البدنية لجميع الصفوف الدارسية، وكان هذا بمثابة مغامرة بالنسبة لكل من مدرسي الرياضة والطلاب حيث لم تكن تملك التجهيزات الرياضية المناسبة ولم تكن لديها ملاعب مجهزة بالعشب كما هو الحال الآن .. وقالت لقد كانت فعلا حصص الرياضة مغامرات، ولكن الجميع قبلوا التحدي وثابروا بكل ثقة." وأكدت أنها شخصيا كانت تستمتع بعملها في التعليم في "مدرسة البحرين" والتي كانت من أوائل المدارس في البحرين آنذاك بجانب مدرسة سانت كريستوفر في عوالي ومدرسة الرجاء. وتتذكر الأستاذة "بوير" كذلك كيف كان الماء العذب يتم شراؤه وتوصيله إلى مسكنها بالقرب من مستشفى الارسالية الأمريكية بواسطة عربة يجرها حمار مشيرة الى أنها عاشت في نفس البيت خمسة وثلاثين عاماً وكانت تقوم بغسل الخضروات بواسطة حبوب (ميلتون) كما كانت تتناول حبوب الوقاية من الملاريا وتسافرالى المملكة السعودية بواسطة البوانيش من الفرضة التي كانت توجد بالقرب من موقع مرفأ البحرين المالي حالياً، كما كانت تقيم حفلات منزلية للترفيه إذ كانت لا توجد مقاهي أو فنادق في تلك الفترة." وتحكي "بات" قصة لقائها بالمصادفة مع أمير البلاد المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ، قائلة: "لقد كنت تائهة في الصخير في الشتاء القارس بعدأن تعطلت سيارتها وهى تبحث عن مكان مخيم، وصادف أن تلامحت مجموعة من الرجال كانوا يتحلقون حول نار أوقدوها لأجل التدفئة، وبما أني أخاف من الكلاب فانني اقتربت من حلقة الرجال بحذر وناديت وبصوت خافت مرحبا، مرحبا، مرحبا، ولم يخطر ببالي أبدا أنني على بعد بضعة أمتار من حاكم البلاد. نهض الرجال وتحركوا نحوي وكان في مقدمتهم أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ونظر نحوي وقال لي مازحا: "كنت أظن أنك عصفور يزقزق" ثم أمر بتقديم المساعدة الفورية لي ومرافقتي الى المنامة." كانت "بات" تعتقد أن عملها في أرخبيل البحرين سيكون لأشهر قليلة ولم تكن تعلم أنها ستطيب لها الاقامة في الدولة لمدة تجاوزت الثلاثة عقود ونصفً. وتقول إن الناس يجيئون ويروحون ولكنها اختارت التأقلم مع الثقافة البحرينية وتشعر شعورا عميقا بأنها في وطنها، موضحة "هنا في البحرين تشعر بأنك جزء من هذا البلد وذلك عكس ما تشعر به في ايطاليا أو ألمانيا أو فرنسا على سبيل المثال حيث تظل تشعر بأنك غريب. إلا إنك في البحرين تشعر بروح المشاركة والعشق لهذه البلاد." وتقول الأستاذة "بات" إنها كانت محظوظة حيث عاشت مدة طويلة في البحرين وقامت بتدريس العديد من أبناء العائلة المالكة الكريمة بمن فيهم صاحب الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وتصف بالطالب المتميز وبمثال يحتذى به في الأخلاق والصفات الحميدة في جميع الأوقات. وتذكر "بات"بأنها سافرت من البحرين إلى جميع أنحاء العالم باستثناء العراق، وقد ساعدها السفر والترحال على الالمام بثقافات جديدة وشراء مجموعة من التحف الفنية الرائعة. وفي دارها التقليدية في المنامة تحتفظ بمجموعة من التحف الفنية التي أحضرتها من أسفارها، وقد جمعت تلك الأشياء خلال رحلاتها، منبهة أن كل واحدة منها لها قصتها الخاصة. وتضيف إن البيوت التراثية تتسم بالسحر الخاص والهدوء الرائع وتنضح بعبق التاريخ والماضي بالرغم من استبدال بعضها بشقق اسمنتية، ولكن ما تبقى منها يلزمه الصيانة واعادة الترميم لا الهدم والازالة لكونها مهمة وتساعد في الحفاظ على الثقافة والتراث البحرينيين العريقين. وتقول "بات" إن قصة عشقها للبحرين لن تنتهي أبداً فهي حتماً ستعود إلى البحرين في زيارة مطولة وهي تؤمن بالمثل الشائع بين المغتربين في المملكة بأن سحر البحرين يجذبك للعودة إليها دائما.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركية عاشقة للبحرين لا تطيق التفكير في مغادرتها أميركية عاشقة للبحرين لا تطيق التفكير في مغادرتها



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib