رنين سيفين نهاية الثورة مثل نهاية طروادة ولا اعتبرها حقيقية
آخر تحديث GMT 03:46:30
المغرب اليوم -

رنين سيفين: نهاية الثورة مثل نهاية طروادة ولا اعتبرها حقيقية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رنين سيفين: نهاية الثورة مثل نهاية طروادة ولا اعتبرها حقيقية

القاهرة ـ سلوى اللوباني

الناشطة الاجتماعية رنين سيفين، المقيمة في كندا، تكتب القصص القصيرة على سبيل الهواية، قارئة نهمة لجوانب التاريخ والسياسة والأدب العربي والإنكليزي، ناشطة اجتماعية في مجال الشباب والإرشاد، وفي الأعمال التطوعية الخيرية، صاحبة رؤية خاصة جدًا بشأن الثورة المصرية، حاولنا أن نتعرف على أهم سماتها من خلال هذا الحوار.سألها "مصر اليوم" سؤالاً افتراضيًا، بشأن لو أنها قررت كتابة قصة عن ثورة 25 يناير، فماذا سيكون عنوانها، وكيف ستنهيها، فقالت رنين "ستكون باسم حصان طروادة، ونهاية قصتي ستكون مثل نهاية مدينة طروادة ذاتها، دمار  منقطع النظير، الثورة المصرية عمومًا ناقصة تمامًا، لأن المواطن المصري ذاته يحتاج إلى ثورة إنسانية داخلية، فما حدث منذ اليوم الأول للثورة هو مسرحية عبثية على مسرح عالمي، الربيع العربي ثورة تلفزيونية كاملة، ينقصها عمق أيدولوجي حقيقي، يجعلها ثورة تطور، لأنها واقعيًا هي ثورة دينية بنجاح ساحق". كما تحدثت رنين عن ما يشاع بين الناس تحت مسمى "تقسيم مصر" قائلة "هو واقع مجتمعي قبل أن يكون جغرافيًا، الظاهر منها أولاً أصحاب المال، الحاصلين على مستوى تعليمي جيد، بكل أنماط حياتهم الاجتماعية التي تختلف من المدن الكبرى للمحافظات، ولكن تبقى حدود الطبقية واضحة، هذه الطبقة أو الفئة هي من تضخ رأس المال في الأسواق، وبالتالي وجودها ضرورة، و يعتبر عملها الاجتماعي مجرد صورة مكملة للوجاهة، إلا قلة منهم. أما البعد الثقافي لهذه الفئة، فينحصر في الموسيقى والفن، و تتغير ميول هذه الطبقة بتغير السياسة، بمعنى واضح هي ليست طبقة أصيلة، أما الفئة الثانية فهم الفقراء والمعدمين، وهم الأغلبية، و يعتمدون على الأغنياء في إيجاد لقمة العيش، وغياب عامل الاستقرار يؤدي إلى تشوهات نفسية تؤثر بشدة على ردود أفعالهم، ثقافتهم خاصة جدًا، لأنها ثقافة البقاء، بكل ما تحمله من غضب وتحدي، وقدرة على المراوغة والانتهازية والجهل، مما يجعل إمكان التغيير أمرًا ليس سهلاً". وتابعت رنين قائلة "التقسيم الطائفي حاضر وبشدة داخل الذهنية المصرية، وقد بدأ منذ أيام مقولة الرئيس المؤمن، ولست هنا بصدد تقيمم فترة حكم الرئيس السادات، وإنما أرصد فقط بداية زرع الفكرة، التقسيم الجديد الآن تتضح صورته أكثر، حيث احتكار الحقيقة والتدين لطوائف بعينها، فالمصريون تحولوا إلى جزر منفصلة، يربط بينها بعض الجسور، وهي التراث الواحد، وذكريات الحضارة، وأيام الفن الجميل، لكن لا يوجد مفهوم واحد للوطن يربطهم". وعن قدرة مصر على تجاوز هذه المحنة قالت رنين "إن وُجد ما يجبر القوى الخارجية على رفع يدها عن التخطيط المباشر والتنفيذ على الأرض أولاً، لأننا الأن (مفعول به) واعتذر عن استخدام هذا التعبير، ولكنها الحقيقة. وثانيًا، نحن بحاجة إلى رؤية مصرية صميمة، يملكها قادة على مستوى محمد علي، ينظرون للأمام وليس للخلف، فبناء الإنسان المصري بمواصفات إنسان المستقبل مع زخمه الروحي والحضاري الممتد أصبح ضرورة، لأن البديل هو دولة المسوخ". كما تحدثت رنين عن هجرة الأقباط خارج مصر، قائلة "هي ظاهرة رد فعلية، فأنا هاجرت منذ فترة إلى كندا، فهناك دول طاردة وأخرى جاذبة، يهجر الإنسان وطنه عندما تصبح الحاجة ملحة إلى توفير لقمة العيش، وعندما تجد مكانًا أفضل لك ولأسرتك، وهذا حق إنساني أصيل، لو كان الوطن قد وفر حياة كريمة لما هاجر أي شخص". وأضافت "هناك من يهاجر لعدم الإحساس بالأمان، فعندما تشعر بأنك مستهدف دينيًا، أو مستهدف سياسيًا، فإن هذه من أصعب أسباب الهجرة، لأنك تشعر داخليًا بأنك أُجبرت معنويًا على ترك الوطن، كما أن هناك من يفضل الإقامة في بلد يحترم عقلك كإنسان، و ينمي قدراته، و يستثمر في مواهبه، و قد أصبح هذا السبب هو الأكثر انتشارًا بين أفراد الطبقة الوسطى، سواء المسلم أو المسيحي، فتردي قيم المجتمع والتعليم بالإضافة إلى تنامي الطائفية، كلها تعتبر عوامل طاردة قوية من الوطن". وعن فكرة التمسك بالوطن، تقول رنين سيفين أنها "فكرة عقلانية رائعة، نتمسك بالوطن، ولكن إلى حين، فهناك محكات إنسانية حقيقية تجبرك أحيانًا على الرحيل، مثلاً، ابنك لا يستطيع الحصول على عمل، لأنه حليق الرأس، زوجتك تعرضت لمضايقة لأنها سافرة، أو غير مسموح الإدلاء برأيك لأنك ليبرالي، تراكم هذه المحكات يدفعك لتكتشف رداءة الحياة التي نعيشها، وهناك من يعتبر أن مهمته على الأرض أن يكون مثالاً إيجابيًا، وهذا جزء كبير من تعاليم المسيح، قيبقى قادرًا على الصمود أمام هذه الصعوبات، وهناك من يرى بأنه إذا استمر سيفقد إنسانيته، فيقرر الرحيل". كما تطرقت رنين إلى العمل الساسي في مصر قائلة "العمل السياسي عامة بحاجة إلى قدرة كبيرة على التلون، وفي مصر الألوان المتاحة كلها رمادية، بالإضافة إلى غياب النماذج الحقيقية التي يمكن أن تكون قدوة للأجيال المقبلة، فلم أجد منذ 15 عامًا نموذجًا يتلائم مع إمكاناتي، وأثق به تمامًا". وأضافت "حاليًا كل ما هو مطروح على الساحة ينقصه الخبرة الحقيقية، فعندما كنت مقيمة في مصر كان اهتمامي منصبًا على الأقل حظًا، مثل أطفال الشوارع والمرأة المعيلة، من خلال انضمامي لمجموعة تنتمي لأحد الكنائس المصرية، فكنا نقدم المعونات لهم". وعن دور الشباب في بناء مصر، وحالة الإقصاء المستمرة التي يعانون منها قبل الثورة وبعدها، قالت رنين "على أصحاب الخبرة السياسية أن تتضمن رؤيتهم كيفية تسليح الشباب لمستقبل أفضل، ولكن ما هو جاري الآن غياب الرؤية الواضحة، مع ظهور فئة غير قادرة على نقل الخبرة من جيل إلى جيل، إلا في مجال واحد، وأيضًا في مجال التعليم، حتى استاذ الجامعة لم يعد يربي جيلاً، واقتصر عمله على التعليم فقط، فشبه انعدام القدوة السياسية الحقيقية أوصلنا إلى هذه المرحلة، فنحن أمام جيل ثائر حر بحق، لكنه لا يملك وسائل أو خبرة سياسية، كل ما يمكله أفكارًا وأحلامًا وطموحات، فهو بحاجة إلى من يحولها إلى واقع، وهذا يعيدنا إلى مربع كيفية الخروج من الأزمة".  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رنين سيفين نهاية الثورة مثل نهاية طروادة ولا اعتبرها حقيقية رنين سيفين نهاية الثورة مثل نهاية طروادة ولا اعتبرها حقيقية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib