كشفت دراسة لمؤسسة ''فاميلي أوبتميرز'' المتخصصة في بحوث الأسرة والحياة الزوجية، عن أرقام صادمة وغير مطمئنة تؤكّد التحول الواقع في المجتمع المغربي، حيث تشير هذه الأرقام إلى أن هناك 8 ملايين مغربية غير متزوجة، و2.8 في المائة من الرجال المغاربة غير متزوجين.
- إشباع الرغبة الجنسية من أسباب عزوف المغاربة عن الزواج
أكّد علي الشعباني أستاذ علم الاجتماع في تعليقه على العزوف عن الزواج في المغرب أن هناك تأخيرًا في الزواج في المملكة المغربية وليس عزوفًا، وذلك بسبب تفكير الراغبين في الزواج بالمستقبل قبل التفكير بالعلاقة مع الشريك، مشددًا على أن بعض المغاربة وبالرغم من تأخرهم أو امتناعهم بسبب بعض العوامل الثقافية والحضارية والمادية فإن الزواج يتم ولو لفترة قصيرة.
وأبرز الشعباني أن العديد من العوامل تكون سببًا كذلك في العزوف عن الزواج من بينها العلاقات الجنسية التي أصبحت متاحة وبالتالي فإن الشباب المغاربة، أصبح بإمكانهم إشباع الغريزة الجنسية في جميع الظروف والأماكن، ولذلك اختار هؤلاء الشباب العزوف أو التأخر عن الزواج إلى العثور على الشريك المناسب.
- شبان مغاربة يعيشون مع نساء من دون عقود زواج
وكشف الشيخ السلفي حسن الكتاني أن أسباب العزوف عن الزواج في المغرب كثيرة ومن بينها الانفلات الأخلاقي والانحراف وتبرج النساء واختلاط الرجال بالنساء، وسهولة الوصول إلى ''الجنس المحرم''، بالإضافة إلى صعوبة الزواج، حيث أصبح الشاب الراغب في الزواج مطالبا بتوفير منزل والحصول على عمل.
وأكد الكتاني أن التكاليف الباهضة التي يُطَالَبُ بها الشاب حتى يتزوج، تجعله يعزف عنه، بالإضافة إلى أن التكاليف الصعبة الخاصة بالطلاق تجعل الشاب يفكر قبل اتخاذ قرار الارتباط، مشيرا إلى أن عزوف الشباب عن الزواج بالمغرب مصدره الثقافة الغربية التي دمرت الدين وفككت المجتمع بدعوى التحرر من الدين والأخلاق والأعراف والعادات وما يسمى بخلية الأسرة، حيث أصبح الرجل الغربي يعيش رفقة المرأة بمنزل من دون عقد وهو ما طبقه شبان مغاربة يفضلون العيش تحت سقف واحد مع ''امرأة'' ويتعاشرون كالأزواج من دون التفكير في الزواج بالرغم من وجود قوانين تمنع القيام بذلك.
وقال الكتاني إن التيار العلماني بالمغرب يريد استنساخ التجربة الغربية في المغرب، وذلك من خلال علمنة قوانين الأحوال الشخصية، حيث أصبح الزواج بأربعة نساء شبه مستحيل والطلاق صعبا على الرجل المغربي ولهذا يفضل المغاربة العزوف عن الزواج والعيش مع ''امرأة'' والدخول في علاقة غير شرعية.
- الجنس الحرام ''الفابور'' من أسباب عزوف الشباب المغاربة عن الزواج
وأكّد الشيخ محمد الفيزازي، أن الزواج واجب، أمر به ''الله'' ورسوله، إلا أن عدم توفر القدرة المادية والجسدية عند بعض المغاربة، جعلهم يعزفون عن الزواج، بالإضافة إلى غلاء المُهُور والهدايا والأمور الخاصة بإقامة الأعراس، واصفًا هذه التكاليف الخاصة بالزواج بـ ''الغول''.
وأشار الفيزازي إلى أن توفر ''الجنس الحرام'' وسهولته من دون أي كلفة إذ لا يكلف الراغب فيه درهما واحدا، ما يجعل الشاب المغربي يعزف عن الزواج، نظرا لإشباعه لرغباته الجنسية مع ''امرأة''، مشددا على أن ممارسة الجنس الحرام أصبح سهلا وحتى في قارعة الطريق ولهذا فالشاب لا يفكر في القيام بخطوة الزواج والارتباط بطريقة شرعية.
وكشف الفيزازي أن الزواج الحلال أصبح صعبًا جدًا في المغرب، لأن الشاب الذي يتقدم للزواج بشابة ويرغب في التعدد يصطدم بالأعراف الفارغة وأمام مجتمع يرفض ''التعدد الحلال''، وأمام دعوات لسياسيين من بينهم إدريس لشكر ونبيلة منيب الداعين لمنع ''الحلال'' وهو أمر خطير.
وأبرز الفيزازي أن تَعسير ''الطلاق'' وتكاليفه الخاصة بالعدة والنفقة والتي تصل للملايين أحيانا، من بين الأسباب التي تدفع بالمغاربة إلى العزوف عن الزواج أو الامتناع عن الزواج مرة أخرى، مشيرًا أن الأسباب الدينية والاجتماعية والسياسية والقانونية، تعد الأسباب الرئيسية التي حرمت الشباب والشابات من الزواج.
- الخيانة والبطالة وقلة ''الفلوس''
و أكد بعض المغاربة أن الخيانة الزوجية والجوانب المادية والبطالة و''الطمع'' والتجارب الفاشلة لآخرين، هي أمور جعلت الشباب والشابات بالمغرب، يفكرون كثيرًا قبل الدخول للقفص الذهبي واتخاذ هذه الخطوة وهو ما يتسبب في التأخر وحتى العزوف عن الزواج.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر