جهاز الأمن والمخابرات السوداني نجح في تحرير الطبيبة ندى سامي سعد
آخر تحديث GMT 08:54:29
المغرب اليوم -

جهاز الأمن والمخابرات السوداني نجح في تحرير الطبيبة ندى سامي سعد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جهاز الأمن والمخابرات السوداني نجح في تحرير الطبيبة ندى سامي سعد

تحرير الطبيبة ندى سامي سعد
الخرطوم - المغرب اليوم

أكّد جهاز الأمن والمخابرات السوداني، أنه نجح في تحرير الطبيبة السودانية ندى سامي سعد، من قبضة "داعش" في سورية، وهي تلك الفتاة التي ظهرت في تسجيل قصير بثته الإدارة الذاتية الكردية الخميس الماضي، وهي مغطاة بالكامل وتحمل طفلاً أثناء مراسم تسليمها إلى مسؤول في السفارة السودانية في القامشلي، وسيكون ظهورها مصدر سعادة كبيرة لأسرتها، لكن في الوقت نفسه سيبعث الذكريات المؤلمة لرحيل شقيقها أحمد، الذي كان سببًا في إقناعها بالالتحاق بتنظيم "داعش" المتطرف في عام 2015، ولقي حتفه ضمن فوج كان يغادر الموصل عند اشتداد معارك تحرير المدينة من قبضة التنظيم.

وفي مؤتمر صحافي قصير، قال رئيس العلاقات الخارجية في إقليم كردستان إن امرأة من أصول سودانية كانت منضوية في صفوف تنظيم "داعش" اعتقلت في 10 يناير/كانون الثاني 2018 سلمت للسفارة السودانية في العاصمة السورية، حسب رغبتها.

وبحسب مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية فإن الفتاة كانت معتقلة في مخيم روج الواقع جنوب مدينة المالكية والخاص بأفراد عائلات المتطرفين، وتم تسليمها مع رضيعها إلى سفارة بلدها بناء على طلبها. وكانت ندى ضمن 550 امرأة معتقلة وطفلها الرضيع ضمن 1200 طفل من 44 جنسية ينتظرون أن تتسلمهم دولهم.

قد تبدو النهاية سعيدة لطالبة الطب التي كانت تدرس في جامعة يرتادها الصفوة وأبناء المغتربين، لكنها ترفع الستار الحزين عن قصة 17 طالباً جندهم التنظيم المتطرف بطريقة محيّرة، ولقي أغلبهم حتفهم في ساحات المعارك الرهيبة، بينما لا يزال القليل منهم محتجزاً أو مجهول المكان.

وقال الهادي محمد الأمين، الصحافي المتخصص في الجماعات المتطرفة، إن ندى سافرت ضمن الفوج الثاني لطلاب جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، للالتحاق بداعش وعدد أفراد المجموعة 17 طالباً.

وأضاف أن "هذه الدفعة من المجندين حالة غريبة كونها ضمت عدداً من الأشقاء من أسرة واحدة بجانب ندى وشقيقها أحمد كان هنالك لجين وتامر أحمد أبو وإبراهيم عادل عقيد وشقيقه محمد عادل عقيد وحمزة سرار وشقيقه محمد سرار". ولم يتضح حتى كتابة هذه السطور كيف استطاع التنظيم اختراق الجامعة التي تضم طلاباً من حملة الجوازات الأجنبية لكن لاحقاً اتهمت الحكومة السودانية طالباً بريطانياً من أصول فلسطينية واسمه محمد فخري الجباص التحق بالجامعة الطبية الخاصة في عام 2008، وتخرج في عام 2013 بأنه هو الذي جنَّد الطلاب عبر تطبيق "سكايب".

ولكن الدبلوماسي السوداني الرفيع عبدالله الأزرق الذي ألف كتاباً بعنوان "داعش وإدارة التوحش" يقول إن "خلايا تم تجنيدها من خلال وسائل الإعلام الحديثة، تستهدف أصحاب التخصصات العلمية الرفيعة من مهندسين وأطباء للوفاء باستحقاقات الدولة الحديثة، حيث يتم توظيف الفتيات في أعمال ديوانية ولا يسمح لهن بحمل السلاح، ويتم الزواج من خلال المكتب الاجتماعي طوعاً وليس بالإكراه".

ولقي أغلب أفراد هذا الفوج الأكاديمي حتفهم خلال العمليات العسكرية بالعراق وسورية وكان ضمنهم أحمد سامي خضر الذي تتهمه تقارير صحافية بإقناع أخته ندى بالالتحاق بالتنظيم. وكان التحاق عدد من الأشقاء بالتنظيم المتطرف تطورًا مثيرًا، لكن نشأة أغلبهم في مجتمعات غربية منحتهم حرية الاختيار كما يقول أستاذ جامعي فضل حجب اسمه. ولكن بالنسبة لهؤلاء الطلاب فإنهم كانوا يبحثون عن هوية جديدة، كما تعتبر تقارير بريطانية.

وتقول السيرة الذاتية لمعظم هؤلاء الطلاب اليافعين إنهم ولدوا في بريطانيا، وعادوا ليدرسوا في الجامعات السودانية لرغبة أسرهم في مزيد من الانتماء الوطني، ولتعزيز هويتهم الثقافية وربطهم بالجذور. ولكن القائمة بالأعمال بالسفارة البريطانية في الخرطوم تقول إن هؤلاء الطلاب العائدين إلى بلادهم يعانون من أزمة في الهوية، وذكرت أن "هنالك أناساً ولدوا ونشأوا في بريطانيا في أسر تنبع من مكان آخر. الشباب الذين لا يشعرون بالانتماء إلى بريطانيا، يمكن للجماعات المتطرفة أن تقدم لهم الشعور بالانتماء".

وكان أحمد بشهادة أستاذه في الكلية من النوابغ في الصف، درس في مدرسة ويلنغتون لقواعد اللغة بجنوب لندن، وتخرج في جامعة الخرطوم للعلوم الطبية والتكنولوجيا في يوليو/تموز 2014. ويوصف بأنه طالب منظم ومنضبط، وعندما يقدم عرضاً لمادة طبية بالكلية كان يلفت أنظار الأساتذة، وعندما التحق بالتنظيم المتطرف نقل مواهبه الفذة إلى هناك، وشوهد في تسجيل بثه التنظيم يقدم محاضرات لملتحقين جدد.

وظهر أحمد بنفس ملامحه المنضبطة التي يعرفها عنه كل من يعرفه في الكلية، وكان يجلس خلف طاولة وحول عنقه سماعة الطبيب. ولكن شقيقته ندى كانت فتاة مرحة وكانت ملامحها الطفولية تمنحها المحبة والاستلطاف من مدرسيها ولم يدر بخلد أحد في الجامعة أن الفتاة التي كانت تردي ملابس بسيطة غير متكلفة سوف تخوض تلك التجربة الرهيبة.

وعندما تحدثت عنها إحدى الطالبات في الكلية، في تصريحات لـ "العربية"، لم تخفِ ملامح الإعجاب بشخصيتها اللطيفة المرحة، وقالت مبتسمة وكأنها تتذكرها وهي تتجول في الكلية "كانت تأتي في ملابس بسيطة وغير متكلفة وكانت طلتها محبوبة". وبعد 3 سنوات من اختفائها تظهر الفتاة التي ترعرعت في بريطانيا بعد اعتقالها في العاشر من يناير/كانون الثاني 2018 من قبل قوات كردية ترتدي ملابس فضفاضة، وينحسر النقاب بالكامل على وجهها وتحمل طفلاً وبكامل إرادتها تختار أن تعود إلى أسرتها وإلى وطنها.

ويبدو أن الطالبة اليافعة سوف تعرف لاحقاً أنها كتبت بسفرها إلى سورية والالتحاق بداعش تاريخًا طافحًا بالألم والدموع لأسرتها، وأنها كانت جزءاً من التاريخ الرهيب للحرب السورية وظهور "داعش" وأن ما سيكتبه التاريخ بعد سنوات عن هذه الحقبة سوف تسرده هي على طفلها بطريقتها الخاصة كشاهدة لكن هل ستشعر الطالبة اليافعة بالندم؟

وكشفت الصحافية السودانية، لينا يعقوب، التي تقصت بصورة واسعة عن قصص هؤلاء الطلاب إنها "تراجيديا غريبة". وتضيف "بعد 3 سنوات لقي أغلب هؤلاء الطلاب حتفهم والقليل منهم نجا من القنابل، لكن المستقبل الزاهر الذي كان ينتظرهم أصبح الآن مجهولاً، لكن بعضهم شعر بالخديعة عندما رأى بعينه الواقع هناك".

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جهاز الأمن والمخابرات السوداني نجح في تحرير الطبيبة ندى سامي سعد جهاز الأمن والمخابرات السوداني نجح في تحرير الطبيبة ندى سامي سعد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib