انتشرت تقنيات جديدة للدروس الخصوصية، من خلال قيام معلمين باستئجار مواقع إلكترونية تتضمن تقنيات الاتصال الجماعي المفتوح، يتم من خلالها بث دروس خصوصية عن بُعد لطلاب لديهم أرقام سرية للدخول إليها، ويحق لمستأجر الموقع رفض أي طلبات، ومنع دخول أي طالب آخر لحضور الدرس بشكل مجاني.
ورصدت «العرب اليوم» اشتراك طلبة في تلك المواقع التي يتم استئجارها شهرياً من قبل معلمين مقابل مبالغ رمزية، حيث تمكن المعلم من شرح الدروس والمناهج الدراسية بالصورة والفيديو، والرد على استفسارات الطلبة ومداخلتهم الصوتية والكتابية، إذ يمكن للطالب تحميل الموقع الإلكتروني عبر هاتفه المحمول أو جهاز الكمبيوتر.
فيما أفاد طلبة بأن رسوم الدروس الخصوصية الإلكترونية أرخص من الدروس الحضورية، إذ يصل سعر الدرس الإلكتروني إلى 200 درهم للساعتين، فيما يصل الدرس الخصوصي لأكثر من 300 درهم قبل الامتحانات النهائية.
من جهتها، ردّت وزارة التربية والتعليم على إعطاء المعلمين للدروس الخصوصية، بأن قانون الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية يمنع أي موظف من تضارب نشاطاته الخاصة مع المصالح الحكومية، وأنه يمنع على الموظف الاشتراك في أي قرار قد يمنحه أي منافع، أو تحقيق أهداف معينة.
وأكدت أنها وفرت أفضل الوسائل التعليمية المختلفة للطلبة في سبيل مكافحة الدروس الخصوصية التي تستنزف أموالهم، وقد تضع المعلم المخالف تحت المساءلة القانونية.
وتفصيلاً، قال معلمون لـ«الإمارات اليوم»، فضلوا عدم نشر أسمائهم، إنهم لجأوا إلى الدروس الخصوصية الإلكترونية بعد تعرضهم لضغوط كبيرة من قبل الطلبة الراغبين في رفع مستواهم ببعض المواد العلمية الصعبة، قبل بداية امتحانات العام الدراسي الجاري، ولفتوا إلى أن معظم الطلبة يطلبون من معلميهم إعطاءهم دروساً خصوصية طمعاً في فهم المسائل العلمية المعقدة في بعض المناهج الدراسية.
وأوضحوا أن فكرة استئجار مواقع إلكترونية جماعية مفتوحة بأسعار رمزية جاءت من قبل بعض الطلبة، من رواد التواصل الاجتماعي والمتفاعلين على المواقع الإلكترونية، حيث بدأ المعلمون في الحصول على أفضل الوسائل الإلكترونية لاستخدامها في تطبيق الدروس الخصوصية.
وأشار معلم في مادة الرياضيات إلى أنه استأجر موقعاً إلكترونياً مفتوحاً لعدد من الأعضاء بسعر رمزي، من أجل إعطاء طلابه دروساً خصوصية في المعادلات الرياضية الصعبة، قبل بداية امتحانات الثانوية العامة، وتابع أن الدروس الخصوصية الإلكترونية تعتبر الوسيلة الأفضل والأسرع للتواصل مع الطلب الراغبين في حضور الدرس الخصوصي بمقابل مالي.
وأوضح أنه يقوم بحجز واستئجار الموقع الإلكتروني لمدة شهر، وإرسال رقم الدخول السري للموقع للطلبة المشتركين لحضور الدرس الخصوصي مقابل 200 درهم للدرس، لافتاً إلى أن كل طالب فور دخوله للموقع يقوم بالتعريف باسمه، لضمان دخول الطلبة المشتركين، ولا يتم قبول أي طلبات للدخول للموقع بشكل مجاني.
وأضاف أن الدروس الخصوصية الإلكترونية لاقت رواجاً بين الطلبة لأنها وفرت الوقت والجهد عليهم، وأسهمت في إعطائهم الدروس الخصوصية بمنازلهم من دون الحاجة إلى التجمع في منزل أحد الطلاب، خصوصاً أن الامتحانات جاءت في شهر رمضان، وأن معظم الطلبة يشعرون بالإرهاق والتعب نتيجة المذاكرة الطويلة.
ورأى معلم لغة إنجليزية أن الدروس الخصوصية الإلكترونية لا تتعارض مع وظيفة المعلم الأساسية، لأنه يقوم بممارسة الدروس الخصوصية استجابة لرغبة الطلاب لرفع مستواهم في المواد العلمية، قبل بداية امتحانات العام الدراسي الجاري.
ولفت إلى أن استخدام الوسائل الإلكترونية خفض من سعر الدرس الخصوصي من 350 درهماً إلى 200 درهم، إذ إن المعلم يضطر في رمضان إلى الذهاب لمنزل كل طالب، وإعطائه الدرس، وتحمل نفقات المواصلات، وإن وسائل التواصل الإلكترونية أسهمت في استخدام الاتصال الجماعي مع الطلبة وإعطائهم الدرس الخصوصي، كل من منزله.
وأوضح أن الدروس الخصوصية الإلكترونية ليست بديلة عن الحصص في الفصل الدراسي، لكنها تمنح الطلبة الوقت الكافي لفهم الدرس، وفرصة طرح الأسئلة، وصولاً إلى فهم الطالب واقتناعه بالإجابة العلمية من قبل المعلم.
وذكر معلم فيزياء أن استخدامه للدروس الخصوصية الإلكترونية جاءت بناء على رغبة طلبة في فهم أعمق لمادة الفيزياء، باعتبارها مادة مهمة في امتحانات الثانوية العامة، ولفت إلى أن المواقع الإلكترونية الجماعية أسهمت بشكل كبير في منح الطلبة مزيداً من الفهم ومراجعة المنهج الدراسي عن بعد، خلال وجودهم في المنزل، من دون الحاجة إلى الذهاب لمكان آخر، إذ إن تقديم الامتحانات في شهر رمضان يزيد من انتشار الدروس الخصوصية، نتيجة إصابة الطلبة بالإرهاق والتعب من المراجعة المتواصلة للمناهج الدراسية.
وتابع أنه يقبل دخول طلبة إلى الموقع الإلكتروني والمشاركة في الدرس الخصوصي بشكل مجاني، نظراً إلى ظروفهم المالية الصعبة، وعدم قدرتهم على تحمل المصروفات اللازمة للاشتراك في الموقع، ولفت إلى أن المعلم يهمه رفع مستوى الطالب وتفوقه في الامتحانات، لأن تميز الطالب يعتبر تميزاً للمعلم، بعد حصوله على الثانوية العامة.
وأشار الطلبة: محمد أمين وياسر خليفة ورائد العسلي وعبدالله السعدي، إلى أن الدروس الخصوصية الإلكترونية وفرت عليهم الوقت والجهد، وأسهمت في مراجعة المناهج الدراسية بشكل أفضل، من دون الحاجة للخروج من المنزل، وتابعوا أن الطالب يأخذ راحته في الاستماع لشرح المعلم عبر الموقع الإلكتروني منفرداً، من دون تعرضه للإزعاج من زملائه الطلبة.
وأضافوا أنهم يضطرون إلى أخذ الدروس الخصوصي الإلكترونية لكسب المزيد من الفهم للمسائل والمصطلحات العلمية في المواد العلمية، خصوصاً أن وقت مراجعة الدروس في المدارس ضيق، ولا يكفي للإجابة عن جميع أسئلة الطلبة في الفصل الدراسي.
ورأوا أن تلقي الدروس الخصوصية الإلكترونية يسهم في رفع مستواهم التعليمي، ويمنحهم مزيداً من الثقة في الامتحانات النهائية، لتدريبهم من قبل المعلم على أساليب قراءة وفهم السؤال، لتكوين إجابة صحيحة قبل تسليم ورقة الامتحان، مشيرين إلى أنهم يبحثون عن أي وسيلة تعليمية كانت لرفع أدائهم وتحصيلهم أعلى الدرجات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر