الرباط - المغرب اليوم
قرابة نصف الأساتذة المُمارسين داخل المدارس العمومية المغربية أطلقوا حكما مسبقا على تلامذتهم بالفشل وعدم القدرة على تعلم القراءة والكتابة، أو هذا على الأقل ما كشفت عنه دراسة USAID-MENFP التي أنجزتها وزارة التربية الوطنية بشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية خلال السنة الحالية.
النتائج المتوصل إليها بشأن مكتسبات التلاميذ، التي استَعرَض مَضامينها مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية فؤاد شفيقي خلال ندوة دولية تحت شعار "المقاربات الجديدة في تدريس القراءة بالعربية"، كشفت أن 47 بالمئة من الأساتذة يعتقدون أن تلامذتهم غير قادرين على تعلم القراءة، في حين أن 32 بالمئة من الأساتذة المتدربين في مراكز التربية والتكوين لهم ذات الرأي.
وقال شفيقي، خلال ذات الندوة المقامة بشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وجامعة الأخوين، إنّ المدارس المغربية تضم 23 ألف قسم متعدد المستويات من مجموع 130 ألف قسم، حيث أن "جل الأساتذة غير راضين عن الوضع مع اعترافهم بعدم امتلاك الكفاءة اللازمة لتعليم تلاميذ من مستويات متعددة" تقول ذات الدراسة.
ووفق دراسة ثانية، أكد شفيقي أن المعدل الوطني بخصوص مهارات تلاميذ الابتدائي في تأويل ودمج المعلومة وإعادة توظيفها يقترب من الصفر، حيث احتل المغرب الصف الأخير ضمن 55 دولة مشاركة في التقييم الدولي " PIRLS"، وفسر المسؤول الوزاري ذات النتائج بكونها تعود في 83 بالمئة منها إلى عدم الملاءمة بين اللغة الأم ولغة التدريس، إلى جانب 70 بالمئة بسبب غياب المكتبة المدرسية، و17 بالمئة بسبب غياب أنشطة مبكرة للقراءة داخل البيت.
وكشفت دراسة مسماة " البرنامج الوطني لتقويم التعلمات "PNEA"، عن حصول تلامذة المستوى الرابع ابتدائي لمعدل 30.71 على مئة في اللغة العربية، في حين حصل المستوى السادس ابتدائي على معدل 37.45 على المئة لتبقى النتائج جد متدنية ودون المتوسط 50 على مئة. وهي الدراسة المنجزة على حوالي 26 ألف تلميذ مغربي بـ 452 مؤسسة تعليمية.
وفي تعليق له على ذات الدراسات، قال رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن المغرب يعيش معضلة على مستوى منظومته التعليمية، داعيا من الجميع التفكير بجدية في مشكلة التعليم، " هذا المستوى المتدني الذي وصل إليه التعليم بالمغرب لا يترُك لنا الوقت للنقاشات الفارغة".
ويرى بلمختار، بوجوب مناقشة الأسباب التي أفضت إلى مثل هذه الأرقام غير المقبولة، وأن الأساتذة يقدمون حكما مسبقا على أطفال المغاربة بالفشل وعلى عدم قدرتهم على تعلم القراءة والكتابة مع أنهم يحملون مسؤولية تعليمهم وتلقينهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر