الرباط_ المغرب اليوم
أقدمت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على إغلاق واحدة من أعرق المؤسسات التعليمية في مدينة الدار البيضاء في درب السلطان، ليجد أزيد من 500 تلميذ أنفسهم مضطرين إلى متابعة دروسهم في مؤسسات تعليمية أخرى فيب المنطقة التي تعاني أصلا من اكتظاظ كبير يتجاوز في المعدل 54 تلميذا، وفق تأكيدات من مسؤولين محليين تابعين للوزارة الوصية.
وجاء قرار إغلاق هذه المؤسسة ليطرح مجموعة من التساؤلات حول مستقبل مؤسسات تعليمية عمومية في الأحياء الراقية، خاصة في منطقة آنفا التي شهدت التخلي عن العديد من المؤسسات الأخرى التي تحولت إلى مباني عقارية أو ملاعب مؤقتة لكرة القدم؛ حيث يؤكد موسى سيراج الدين، رئيس جمعية أولاد المدينة، أن هذا الإغلاق يدخل في إطار سلسلة من الإجراءات التي استهدفت ضرب المدرسة العمومية.
وأكد سيراج الدين إن منطقة أنفا شهدت إغلاق أكبر عدد من المؤسسات التعليمية العمومية، بواقع 22 مدرسة تم إغلاقها بشكل كلي، لينخفض عددها من 56 إلى 34 مؤسسة تعليمية، وهو الرقم الذي أكده أيضا مسؤول من نيابة التعليم لأنفا الذي قال إن تراجع عدد المدرسين يظل هو السبب الرئيسي وراء لجوء الوزارة الوصية إلى هذا الإجراء.
لكن رئيس جمعية أولاد المدينة يؤكد أن السبب الحقيقي وراء هذه القرارات التي طالت مؤسسات آنفا التعليمية والآن مؤسسة لارميطاج بمنطقة درب السلطان، يعود بالأساس إلى المضاربات العقارية التي تقودها مجموعة من الجهات، من ضمنها لوبيات العقار التي تسعى إلى الحصول على مثل هذه العقارات من أجل تحويلها إلى مشاريع مربحة ضاربة بعرض الحائط القيمة التاريخية والاجتماعية والعلمية لهذه المدارس التي بنيت منذ عقود.
وتابع موسى سيراج الدين: “من المدارس التي تم هدمها هناك مدرسة القبة الشهيرة بالمدينة القديمة التي تحولت إلى ملاعب كروية، إلى جانب مدرسة ابن عباد التي تحولت إلى عمارات لإيواء طلبة كلية الطب الخاصة، ومدارس أخرى”.
وسجل المتحدث أنه لا يمكن تقبل قرار هدم مدارس تعليمية في وقت تسجل فيه الدار البيضاء خصاصا في هذا المجال، معتبرا أن الهدف من وراء ذلك يعود إلى الرغبة في ضرب المستوى التعليمي لجيل من التلاميذ الذين لا يستطيع أولياء أمورهم إلحاقهم بالتعليم الخصوصي.
مصطفى باحفيظ، عضو الفرع الإقليمي للفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ في المغرب، من جهته اضاف إن “إقدام وزارة التربية على إغلاق المؤسسات التعليمية العمومية يشكل ترجمة واقعية لسوء تدبير القطاع في زمن الاكتظاظ”، مشيرا إلى أن معدل التلاميذ في الأقسام بالدار البيضاء وصل إلى مستويات قياسية.
وأشار الناشط الجمعوي إلى أن المستفيد الأول والأخير من هذه القرارات هم المضاربون العقاريون الذين لا يكترثون سوى للربح السريع، ولو على حساب مستقبل أجيال من رجال المستقبل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر