التلميذ المغربي يكلف خزينة الدولة من 36 إلى 40 درهم يوميًا
آخر تحديث GMT 18:29:37
المغرب اليوم -

التلميذ المغربي يكلف خزينة الدولة من 36 إلى 40 درهم يوميًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التلميذ المغربي يكلف خزينة الدولة من 36 إلى 40 درهم يوميًا

التلميذ المغربي
الرباط - المغرب اليوم

أصبح بحث أزمة التعليم في المغرب استنادًا إلى التقارير الوطنية والدولية والدراسات المؤسساتية مبتذلًا؛ بما فيها الإحصائيات المخجلة عن ضعف تعلمات التلاميذ، وتدني قدراتهم المهارية. ويلاحظ ؛ وهذا هو المؤشر الخطير؛ أن التلميذ المغربي الواحد يكلف خزينة الدولة 13000 دهـ سنويا أي من 36 إلى 40 دهـ يوميا ، وبميزانية عامة وصلت سنة 2017 إلى قرابة 45 مليار دهـ . ويعد قطاع التعليم الأكثر استنزافا للنفقات العامة ، بيد أن مخرجاته تكبد الدولة خسائر فادحة في شكل معطيات عن تدني مستوى الكفايات لدى التلاميذ والأطر التعليمية ، وتمس بشكل مباشر أداء الأطر المغربية حاليا في جميع القطاعات الخاص منها والعام .

ولمقاربة موضوع الأزمة التعليمية ؛ سننتهي حتما إلى مداخل أو بالأحرى مفاتيح تعد ؛ برأي المراقبين ؛ المسؤولة عن الوضع الكارثي الذي تتردى فيه الوضعية التعليمية الحالية ؛ منها قضية الحكامة وضعف أو بالأحرى غياب المحاسبة ؛ وتحكم البيروقراطية والنظرة العمودية المركزية إلى جانب غياب واستثمار البحوث الميدانية الخاصة بتقصي ومتابعة أوجه الاختلالات القطاعية ؛ وتشتت القرار عبر مستويات متعددة ؛ من المركزي إلى الجهوي فالإقليمي ثم المحلي .. مع ما ترافقه من ميزانيات ؛ تتآكل أحجامها بتعدد أيادي تدبيرها وصرفها ، فضلا عن غشيان ظواهر لاتربوية داخل المؤسسات التعليمية كغياب الجسور بين المؤسسة التعليمية والأسرة .

الوسائل الديداكتيكية وتقادمها

لعل من أبرز وجوه الاختلالات التي يشكو منها القطاع حاليا وجود محفظة ديداكتيكية متقادمة ؛ ما زالت معتمدة في تدريس كثير من المواد التعليمية كالسبورة السوداء والكتاب والأستاذ/المعلم بالرغم من وجود حصص باهتة في مادة التعرف إلى أوليات استخدام الحواسيب وهي معطلة في معظم المؤسسات التعليمية للنقص الحاد في الأطر التقنية التربوية .

قراءة في المشروع الحكومي

تعتزم الحكومة ؛ في الأيام القادمة ؛ تدشين السنة الإدارية 2018 بالتصويت على مشروع بنزع مجانية التعليم في " السلكين العالي والثانوي التأهيلي " مع التأكيد على " ضرورة استمرارية مجانية التعليم الإلزامي ... ومنح تسهيلات جبائية للتعليم الخاص " .

ويأتي هذا المشروع في ظل وضعية تعليمية قاتمة ، ويضمر المشروع نية بالتعاطي "العادل والمستحق مع الرسوم المستحقة عن التعليم لفائدة الأسر ذوات الدخل المحدود ..."

ونلاحظ أيضا تكريس عامل التفاوت الطبقي بين التعليمين في القطاعين العمومي والخاص ، مع منح هذا الأخير امتيازات في الأداء الضريبي ... وستكون من تداعياته منح فرص أكثر للتلاميذ المنتمين إليه ، مما سيحدو بالآباء إلى تفضيل التعليم الخاص رغم علاته التي يمكن إجمالها فيما يلي :

- تنميط التعلمات وتركيزها على مهارات معينة ؛

- حصر اهتمام التلميذ في مواد خاصة دون سواها ؛

- تهيئ التلميذ منذ البداية لمواد الامتحان ؛

- تساهل في تنقيط أنشطة التلميذ ؛

- صعوبة مسايرة تلميذ التعليم الخاص في التعليم الجامعي ؛

- أطر التعليم الخاص بما فيها الإدارة والأطر التربوية لا تخضع لتكوينات منتظمة ؛

نزع المجانية لكن بشروط

حتى إذا تم التصويت لفائدة المشروع الحكومي بنزع مجانية التعليم ، فسنلاحظ في أعقاب إنزاله وتفعيله تحول جماعي إلى التعليم الخاص ؛ ما دام الأداء سيشملهما معا في السلكين الثانوي التأهيلي والعالي (في الخاص والعمومي)

لكن هذا الأداء ؛ سيكون على جمعيات آباء وأولياء التلاميذ الرفع من سقف شروطه التربوية والتوظيفية ، منها على وجه الخصوص:

* تطوير الأساليب الديداكتيكية حتى لا تبقى قصرا على الكتاب المدرسي والسبورة ؛

* إعادة تأهيل الأطر التربوية وعدم القبول بالأساتذة المتعاقدين أو المؤقتين لضعف تكوينهم ؛

* التزام الدولة بفتح آفاق الشغل في وجه الطلبة الخريجين ، وعقد شراكات التعاون بين المؤسستين المقاولاتية والتعليمية ؛

* منح جهاز جمعيات آباء وأولياء التلاميذ صفة المراقب والمستشار في إعداد البرامج التعليمية والديداكتيكية ؛

* منح تسهيلات مشجعة أمام مؤسسات الاستثمار في حقل التعليم ؛

* منح الجهوية الموسعة أحقية في اختيار الخصوصيات التعليمية لكل جهة دون تدخل المركز ؛

* ضرورة انفتاح المؤسسات التربوية التعليمية على مؤسسات مماثلة خارج المغرب ، والسعي إلى منتوج تعليمي بمواصفات دولية ومعتمدة لدى أسواق الشغل .

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التلميذ المغربي يكلف خزينة الدولة من 36 إلى 40 درهم يوميًا التلميذ المغربي يكلف خزينة الدولة من 36 إلى 40 درهم يوميًا



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 16:36 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
المغرب اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 01:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 24 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 01:40 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

زين الدين زيدان يرفض عروض التدريب بعد رحيله عن ريال مدريد

GMT 20:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فيسبوك يضيف "عدد المشاهدات" للصور والنص في المنشورات

GMT 02:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم زياش أكثر من سجل للمنتخب المغربي في ملاعب إفريقيا

GMT 03:52 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يسحق نظيره اللاتفي بسداسية

GMT 11:52 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

تونس تحتضن المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية 21 الجاري

GMT 23:56 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

أغذية تساعدك على الإقلاع عن التدخين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib