الدار البيضاء - المغرب اليوم
رفرفت روح عالم المستقبليات المفكر الراحل المهدي المنجرة فوق رؤوس المشاركين في المسيرة الاحتجاجية، التي نظّمها الأحد مئات الأطر التربوية المعنيين بالبرنامج الحكومي لتدريب 10 آلاف إطار تربوي، من خلال حمل متظاهرين لكتاب المنجرة “قيمة القيم”؛ وذلك في إشارة ضمنية إلى فكرة الكتاب الرئيسية، المتمثلة في تحكم الإيديولوجية في الصراعات المستقبلية.
وليس المنجرة وحده من حضر خلال أطوار هذه المسيرة الاحتجاجية، التي نفذتها أطر تربوية بشارع محمد السادس في منطقة درب السلطان بقلب العاصمة الاقتصادية، بالرغم من غيابه عن الحياة الدنيا منذ أشهر خلت؛ بل أيضا “الكوميرة” كانت “نجمة” المسيرة الاحتجاجية، حيث رفعها عاليا أكثر من إطار تربوي، نددوا جميعا بما سموه التجاهل الحكومي لمطالبهم التي يرون أنها مشروعة، وبالتي تهديد لقمة عيشهم.
وانطلق المتظاهرون، على الساعة الرابعة والربع من بعد زوال يوم الأحد، من منطقة القريعة التجارية في اتجاه تقاطع شارع محمد السادس وشارع الفداء، مرددين شعارات مطالبة بإدماج جميع المعنيين بالبرنامج الحكومي 10.000 إطار تربوي في الوظيفة العمومية.
“لا للاستفزاز” و”لا للتفقير”، و”لا لتضليل الرأي العام”، و”لا للحكرة”، و”الشعب يريد إدماج الأطر التربوية”.. كانت شعارات وأخرى رددتها حناجر العديد من الأطر التربوية، طالبوا جميعا برفض اقتراح وزارة التربية الوطنية المتمثل في العمل وفق مسطرة “التعاقد” في التوظيف.
ونادى المحتجون بضرورة توقف الحكومة عن استفزاز الأطر التربوية، وبإدماجهم في سلك الوظيفة العمومية بالمؤسسات التعليمية التي تشهد خصاصا كبيرا في الأطر التربوية، خاصة في الموسم الدراسي الحالي، وإيجاد حل جذري وسريع لحالة الاكتظاظ التي تعرفها معظم أقسام المؤسسات العمومية بالمغرب.
وطالبت الأطر التربوية، طيلة المسيرة الاحتجاجية، الحكومة بالتخلي عن قرارها وضع شرط إعادة التكوين في مراكز التكوين الجهوية قبل الالتحاق في الأقسام الدراسية، باعتبار أن الخريجين خضعوا للتكوين ذاته، وبصرف النظر عن فكرة التعاقد عوض التوظيف المباشر.
وظلت مصالح الأمن في الدار البيضاء تتابع عن كثب خط سير المحتجين في شارع محمد السادس، الذي يشهد تدنيا كبيرا في حركة السير نهاية الأسبوع، دون أن تنفذ أي تدخل في حق المحتجين، بخلاف المسيرة الاحتجاجية السابقة الموسومة بمسيرة الغضب والتي شهدت تدخلات أمنية وُصفت بالعنيفة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر