برلين ـ د.ب.أ
يسبب الخلل في الجهاز المناعي التهاب الغدة الدرقية وتتمثل أعراضها في الشعور بالتعب والإرهاق والإجهاد النفسي مع تقلبات مستمرة في المزاج وزياردة في الوزن.
غالباً ما يتم تشخيص المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض بالإصابة بداء هاشيموتو، حيث أُطلق على هذا النوع من التهاب الغدة الدرقية اسم الطبيب الياباني الذي وصف المرض لأول مرة في عام 1912، وقد يُطلق عليه اسم الغدة الدرقية المناعية الذاتية أو التهاب الغدة الدرقية المزمن.
أوضح البروفيسور كارل ميشيل ديرفال، من قسم الطب الباطني بمستشفى سانت هيدفيغ بالعاصمة الألمانية برلين، قائلاً: "يتم في هذا النوع من الالتهاب تنشيط خلايا الجهاز المناعي وخلايا T وكذلك بناء الأجسام المضادة من خلال ما يعرف باسم الخلايا B". وأضاف الطبيب الألماني أنه لم يتم بحث أسباب التهاب الغدة الدرقية بشكل دقيق حتى الآن.
ووفقاً للبيانات الصادرة عن الجمعية الألمانية للطب النووي (BDN) فإن داء الغدة الدرقية هاشيموتو يعتبر أكثر أمراض المناعة الذاتية انتشاراً، إذ يؤدي إلى تزايد التلف بأنسجة الغدة الدرقية، الذي يحدث تدريجياً وبدون ألم. وكلما زاد تلف الغدة الدرقية، فإنها تنتج هرمونات أقل، وعندئذ يمكن ملاحظة أعراض المرض من خلال قصور وظيفة الغدة الدرقية.
وأشار كارل ميشيل ديرفال إلى أن النساء أكثر عُرضة للإصابة بالمرض، حيث تبلغ نسبتهن 3 إلى 4 أضعاف الرجال، وبسبب الاستعداد الوراثي للمرض فإن داء الغدة الدرقية هاشيموتو يظهر في محيط العائلة؛ فإذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بالمرض، فيجب إجراء فحوصات على جميع الأفراد الآخرين بالأسرة.
وعادةً ما يتم تشخيص المرض عن طريق فحص الدم أو الكشف بالموجات فوق الصوتية. وإذا كانت نسبة الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH)، فإن ذلك يشير إلى قصور في وظيفة الغدة الدرقية.
ولا يمكن إصلاح تلف الغدة الدرقية بواسطة الأدوية والعقاقير، ولكن يمكن علاج تأثير هذا التلف بشكل جيد، وفي تلك الأثناء يتم إمداد الجسم بهرمون الغدة الدرقية الناقص، الذي يعرف باسم ليفوثيروكسين أو إل-ثيروكسين. وأضاف البروفيسور الألماني قائلاً: "عادةً ما يكفي تعاطي قرص يومياً قبل الإفطار مع كوب من الماء". وقد يستمر ذلك مدى الحياة.
وأضاف البروفيسور ديتليف موكا، عضو الجمعية الألمانية للطب النووي، قائلاً: "هناك بعض المرضى لا يشعرون بصحة جيدة، على الرغم من أنه تم معادلة نسبة الهرمون في الجسم وفقاً لنتائج تحاليل المختبر".
وفي مثل هذه الحالات يمكن اللجوء إلى تناول السيلينيوم، الذي يعتبر من العناصر النزرة الضرورية لوظيفة الغدة الدرقية، ويعمل هذا العنصر الغذائي على التحفيف من أنشطة الالتهاب، ويعمل على موازنة نشاط الجهاز المناعي. وعندئذ يشعر المرضى بتحسن الحالة العامة، ولكن ذلك يتوقف فقط على المرضى، الذين يرتفع لديهم تركيز الأجسام المضادة.
ويجب على المرضى تجنب تناول كمية كبيرة من اليود نظراً لأنه قد يزيد من عمليات المناعة الذاتية، وأضاف كارل ميشيل ديرفال أن تناول وجبة أسماك بحرية لا تؤثر بأي حال من الأحوال على مسار المرض.
وينبغي فحص نسبة هرمون TSH مرتين في السنة؛ نظراً لأنه قد تحدث تغيرات في مسار المرض، وعندئذ يجب مواءمة جرعة الأدوية. ويظهر ذلك بصفة خاصة مع النساء اللاتي يعانين من داء الغدة الدرقية هاشيموتو في مرحلة انقطاع الطمث، أي عندما ينخفض مستوى هرمون الاستروجين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر