نيويورك - د ب أ
بينما يعتقد الكثيرون أن سبب انقراض الإنسان البدائي راجع إلى ضعف قدراته الفكرية وتخلفه الاجتماعي مقارنة بالإنسان الحديث، خلص باحثون إلى أن السبب قد يكون نتيجة تحول في جينات الإنسان البدائي من خلال عمليات التزاوج.
شكك باحثان في فرضية شائعة مفادها أن الإنسان البدائي، جنس بشري يعتقد أنه عاش في منطقة أوراسيا قبل 350 إلى 40 ألف عام، انقرض لأنه كان أدنى فكريا من الإنسان الحديث. وتقول باولا فيلا، أمينة متحف التاريخ الطبيعي في جامعة كولورادو في الولايات المتحدة، و فيل رويبرويكس، عالم آثار في جامعة ليدن في هولندا، أن سبب فناء البشر البدائيين يرجح أن يكون مرجعه إلى أمر معقد. وقد يشمل هذا السبب التزاوج مع الإنسان الحديث من الناحية التشريحية، والذي كان عدده أكبر بكثير، الأمر الذي أدى إلى هيمنة جينات الإنسان الحديث على البشر البدائيين واستيعابهم بشكل كامل داخل مجتمع الإنسان الحديث.
وقد نشرت هذه الدراسة في دورية "بلوس وان" العلمية في الولايات المتحدة . ويتزامن اختفاء البشر البدائيين من السجلات الأحفورية مع هجرة الإنسان الحديث، الإنسان العاقل، من أفريقيا إلى أوروبا وغرب آسيا. وقد تم مؤخرا عن طريق البيانات الوراثية إثبات أن البشر البدائيين تزاوجوا مع الإنسان الحديث، مما جعلهم يشكلون ما يقدر بـ 2 في المائة أو نحو ذلك من إجمالي جينات الناس خارج قارة أفريقيا.
وحتى الآن، استخدم الكثير من العلماء الاكتشافات الأثرية عن البشر البدائيين والإنسان الحديث المعاصر ليشيروا إلى أن القادمين الجدد كانوا متفوقين في مجموعة واسعة من المجالات - بما في ذلك اللغة والأسلحة ومهارات الصيد واستراتيجيات المعيشة والقدرة على الابتكار ونطاق الشبكات الاجتماعية - مما أدى إلى فناء الإنسان البدائي.
لكن فيلا رويبرويكس قالت إنهما لم يعثرا على "أية بيانات تدعم (فرضية) دونية البشر البدائيين من الناحية التكنولوجية والاجتماعية والمعرفية" وذلك بعد قيامهم بما اصطلحا على تسميته بالـ "مراجعة المنهجية للسجلات الأثرية ". وأضافا أن التفسيرات "المعيبة" لانقراض البشر البدائيين يمكن عزوها إلى ضآلة كم البيانات المتاحة أمام الباحثين السابقين، أو على الأقل يمكن عزوها جزئيا إلى، تقليد قائم منذ زمن طويل في التفكير المتعلق بالاختلافات بين الإنسان البدائي والإنسان المعاصر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر