يعتقد البعض أنهم يتميزون بشخصيات فريدة من نوعها، تختلف عن الآخرين، إلا أن أحدث الدراسات العلمية تؤكد أننا جميعًا نقع في نطاق 4 مجموعات محددة من أنماط الشخصيات.
وقام فريق بحثي بجمع إجابات من 1.5 مليون شخص حول العالم بشأن أنماط شخصياتهم، وكشفت نتائج الدراسة الجديدة أن الإجابات تندرج تحت أنماط 4 فقط وهي: "متوسط أو متحفظ أو أناني أو قدوة"، وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويؤكد الفريق البحثي أن نتائج دراستهم تتحدى الأفكار السائدة حالياً في علم النفس، ويمكن للنتائج أن تكون ذات أهمية كبيرة لأصحاب الأعمال والمديرين، الذين يتطلعون لتعيين موظفين جدد، وكذلك لمقدمي الخدمات في مجال رعاية الصحة العقلية.
وقام الفريق البحثي، في إطار الدراسة التي أجريت في جامعة "نورث وسترن" الأميركية، بتفحص البيانات من أكثر من 1.5مليون شخص، حيث تبين أن السمات الشخصية تندرج تحت 4 مجموعات محددة وفقاً للإجابات على استبيان بنسب متفاوتة من أهم 5 سمات رئيسية للشخصية، وهي مدى الانفتاح ويقظة الضمير والانبساط النفسي والاستمتاع والعصبية.
كثافة أعلى لأنماط شخصية معينة
وقال عضو الفريق البحثي بروفيسور ويليام ريفيل، أستاذ علم النفس في كلية فاينبرغ للآداب والعلوم، والذي كان متشككًا في بداية الأمر في صحة فرضية الدراسة "تظهر البيانات التي تم جمعها في إطار تلك الدراسة أن هناك كثافة أعلى لأنماط معينة من الشخصية".
ولا يزال مفهوم أنماط الشخصية مثير للجدل في علم النفس، خاصة في ظل صعوبة العثور على دليل علمي حاسم.
ويقول بروفيسور لويز آمارال، الذي قاد الفريق البحثي، والأستاذ في الهندسة الكيميائية والبيولوجية في هذا السياق "إن أنماط الشخصية تواجدت فقط في الأدبيات الذاتية، ولم يكن لها وجود في الدوريات العلمية. ومن المتوقع أن الحال سيتغير بسبب هذه الدراسة".
وتم استنباط النتائج عن طريق الجمع بين كل من استخدام مقاربة بديلة، باستخدام الكمبيوتر، وخلاصة نتائج 4 نماذج استبيان لأكثر من 1.5 مليون مشارك في الدراسة من جميع أنحاء العالم. وتضمنت نماذج الاستبيان، التي تم تطويرها بواسطة المجتمع البحثي، ما بين 44 و300 سؤال.
وشارك المتطوعون في الاختبارات عبر الإنترنت حيث كان لديهم شغف في الحصول على تقييم وتعليقات حول شخصية كل منهم.
وترجع أهمية الدراسة أيضاً إلى أن نتائجها وقاعدة بياناتها أصبحت متاحة لباحثين آخرين للقيام بالمزيد من التحليلات المستقلة ولاستنباط مزيد من النتائج.
وقال بروفيسور آمارال "إن استخدام الإنترنت ساعد بشكل رائع على إنجاز دراسة بهذا الحجم، وهو ما لم يكن متاحاً في الماضي".
وأضاف "ففي الدراسات السابقة، كان الباحثون يعتمدون في أغلب الأحيان على جهود الطلاب الجامعيين المتطوعين، وربما لم يكن هناك فرص لملء الاستبيانات إلا من بضع مئات من الأشخاص. أما الآن فقد أصبح لدى الفرق البحثية كل هذه الموارد المتاحة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى تبادل ومشاركة البيانات".
4 أنماط للشخصية فقط
وتم استحداث خوارزمية جديدة لفرز العديد من المجموعات، التي تم تصنيفها وفقاً لأساليب التجميع التقليدية، ولكن بعد ذلك تم غربلتها بفرض قيود إضافية، ما أدى إلى التوصل إلى 4 أنماط شخصية فقط.
وتطرح الدراسة الجديدة بعض المقارنات مع الاستبيان الشهير لمؤشر "مايرز-بريغس لأنماط الشخصية MBTI"، الذي يسلط الضوء على الاختلافات في كيفية إدراك الأشخاص للعالم واتخاذ القرارات، استناداً إلى إجاباتهم على أسئلة معينة.
ويهدف الاستبيان إلى مساعدة الأشخاص على استكشاف وفهم إظهار المشاعر كالإعجاب، والكراهية، والقوة، والضعف، والتفضيلات المهنية الممكنة، والتوافق مع الآخرين.
ولا تعني نتائج استبيان MBTI، بشكل حاسم، أن هناك نمط شخصية أفضل، من نمط آخر أو أن هناك نمطا للشخصية يصنف بأنه الأفضل، حيث إن الاستبيان غير مصمم للبحث عن خلل أو نقص في الشخصية، وإنما هدفه ببساطة هو المساعدة في معرفة المزيد عن نمط الشخصية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر