قسنطينة - واج
يتعين على الأولياء تربية أولادهم تربية سليمة تتماشى مع معايير الحس السليم لتفادي اللجوء إلى طرق تقويم السلوك حسب ما أشار إليه الأربعاء المشاركون في ملتقى دولي حول الإعياء المجتمعي و تأثيره على بنيوية شخصية الطفل و المراهق.و اعتبر المشاركون أن الإعياء المجتمعي الذي يكون ضحيته الطفل و المراهق ينجم عن التربية القاعدية التي "لا تتطابق و المعايير التي يمليها الحس الجيد" داعين الأولياء إلى "الرجوع إلى نموذج التربية المطبق من طرف الأسلاف من أجل تفادي اللجوء إلى طرق تقويم السلوك لتصحيح السلوكيات المنحرفة".و لا يولي الأولياء أهمية كبيرة لتربية الطفل في عالم يتقدم بسرعة على حساب العادات و الذهنيات حسب ما أشار إليه بعض النفسانيين حيث دعوا الأولياء إلى "غرس جميع القيم الأساسية لتربية صحيحة و سليمة في نفوس أبنائهم".و تبقى أسباب الإعياء المجتمعي "متشعبة و متعددة" حسب ما أوضحه البروفيسور فريد الماسيوي من جامعة باريس 8 (فرنسا) الذي أشار أن الأمر لا يتعلق بإصدار أحكام ولكن بإعطاء الظروف المخففة للأولياء الذين أضحوا مع مرور السنوات مشاركين في التربية.و دعا ذات المتدخل الذي تحدث عن "انحلال للقيم" الأطراف المعنية بهذه الآفة (الأسرة و المدرسة و النفسانيون على وجه الخصوص) إلى "ملاحظة و فهم الوضع الحقيقي و هذا من أجل الانتقال إلى عالم أفضل".و بعد أن تطرق إلى "حجم التقدم و التحولات متعددة الأشكال التي طرأت على المجتمع المغاربي على وجه الخصوص" أوضح البروفيسور ماسيوي أنه " لا القانون و لا المجتمع يسمحان للأولياء بلعب دورهم كاملا كمربين على اعتبار أنهم يفقدون مصداقيتهم في البيئة الخارجية".و من جهته تطرق البروفيسور موسى هاروني رئيس مخبر البحث و التكوين في علم النفس و العلاج النفسي منظم هذا الملتقى إلى "ضرورة المشاركة السياسية في مكافحة الإعياء المجتمعي الذي بدأ ينتشر في مجتمعنا وحيث يجد الطفل و المراهق في إطار بحثهما عن "مثال يقتدون به" نقصا لدى أوليائهم يدفعهم للبحث عن قدوة من البيئة الخارجية و التي عادة لا تكون موثوقا بها و هنا تبدأ الحوادث المؤسفة".ودعا البروفيسور هاروني الأولياء إلى "تحقيق التوازن بين السلطة و المرونة". كما أكد ذات المحاضر أن هذا الملتقى الدولي يهدف أساسا ل"تدعيم أصحاب القرار ببنك معلومات عادل و موثوق به حول التنشئة الاجتماعية للفرد من أجل السماح بتكفل أفضل بالأطفال و المراهقين". و أشار من جهته البروفيسور عبد الحميد كربوش من قسم علم النفس بجامعة قسنطينة 2 في ذات الصدد أن "الإرادة السياسية تشكل عنصرا هاما في معادلة حماية الطفل و المراهق من حالات الإعياء المجتمعي الملاحظة".و من جهتها سلطت البروفيسور نورة كاشة من نفس الجامعة الضوء على ضرورة "إشراك السياسات في مكافحة الإعياء المجتمعي الذي له انعكاسات سلبية على بنيوية شخصية الطفل و المراهق".و تطرق هذا الملتقى الدولي إلى عدة مواضيع أخرى ذات صلة مباشرة مع الإعياء المجتمعي منها "زنا المحارم" و "الأمراض العائلية" و" فقدان الإحساس" و" الأشكال الجديدة للانحراف" و" المشاكل المدرسية" و" اضطراب الشخصية لدى المراهق".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر