إشبيلية - أ.ف.ب
بينما يستمتع البعض بالعطلة الصيفية، يتسلم نحو 20 تلميذا شهادات من مدرسة تقع في إشبيلية وهي من بين عشر مدارس تقريبا أبقت أبوابها مفتوحة في فصل الصيف لتأمين الطعام للأطفال في وقت الأزمة.وينتظر صبية وفتيات تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و14 عاما أن تدعوهم بلانكا غارسيا تابييال القيمة على هذا المشروع في حي توريبلانكا في إشبيلية (جنوب إسبانيا) لكي تقدم لهم جائزة بعد شهرين من العمل الدؤوب.ويقول خوسيه إمانويل وهو صبي في الثانية عشرة من العمر يرتدي قميص فريق كرة القدم المحلي "سوف ألتحق بالدورة الثانوية قريبا وهذه الصفوف ساعدتني كثيرا، ولا سيما في ما يخص اللغات".أما يسينا وهي تلميذة في الثامنة من العمر، فتقر بأنها تحسنت كثيرا في الرياضيات.وبعد تسلم الشهادات، حان وقت النشاط الرئيسي في هذا البرنامج ألا وهو تناول وجبة الغداء.
وتشرح بلانكا غارسيا تابيال أن "إحدى العائلات قالت لنا إنها بحاجة ماسة إلى إلحاق ابنها بالصفوف لكي يتسنى له تناول الطعام... وأغلبية التلاميذ لا يعانون الجوع، بل سوء التغذية".وترفع عدة أياد عندما تسأل المدرسات من يريد الحصول على المزيد من الطعام. ويوزع الطعام المتبقي على أهالي التلاميذ.مارغاريتا باركو هي والدة في الخامسة والأربعين من العمر تاتي لاصطحاب ابنها من المدرسة وهي تأخذ معها حصة من الوجبة. وزوجها عاطل عن العمل منذ العام 2009 ويحصل على 426 يورو كل شهر من الدولة التي تقدم مساعدات الى العاطلين عن العمل الذين تبلغ نسبتهم في الأندلس 35,8%.وتسجل اسبانيا الغارقة في أزمة عميقة منذ انفجارالفقاعة العقارية في العام 2008 نسبة قياسية من البطالة تبلغ 26,26%. ويزداد الوضع سوءا في ظل خطة التقشف المعتمدة لتخفيض عجز البلاد والتي تثير القلق في أوساط الجمعيات الإنسانية.وتشرح مارتا آرياس المسؤولة عن السياسات الخاصة بالأطفال في المكتب المحلي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن "نسبة الأطفال الفقراء كانت اصلا مرتفعة في البلاد وهي كانت تناهز 20% في العام 2008".وتضيف أن "هذه النسبة تتزايد مع الأزمة سنة بعد أخرى". وفي العام 2011، كان 2,3 ملايين قاصر إسباني (27,2%) يعيش في أسر محدودة الموارد.وتؤكد كاغدالينا سانشيز مديرة الخدمات الاجتماعية في حكومة منطقة الأندلس أن "مدراء المدارس وأطباء الأطفال أبلغونا بحالات خطرة من سوء التغذية".وقد اعتمدت حكومة الأندلس في حزيران/يونيو خطة تنص على توفير ثلاث وجبات طعام في النهار للقاصرين المعوزين البالغ عددهم نحو 11 ألف شخص.وقد اتخذت إجراءات مماثلة في مناطق أخرى وفتحت في الصيف مراكز للتلاميذ المعوزين في كاتالونيا وفالنسيا مثلا.لكن مع اقتراب العام الدراسي، يواجه الأهالي مشكلة أخرى ألا وهي كيفية تأمين الكتب المدرسية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر