القاهرة ـ وكالات
التعلم يزداد مع الحب والرغبة ولا يأتي بالخوف والرهبة، ولا يستطيع أحد أن يجبر غيره على النجاح أو التفوق أو التميز، لأنها اختيارات الإنسان في الحياة، فهناك من يرى نفسه قانعاً باجتياز الاختبارات بأي معدل، وهناك من لا يقنع إلا بالتفوق، وقلة تلك التي لا تهدأ ولا تنام حتى تتربع على عرش القمة.. كل ذلك يعتمد على قوة الإرادة والعزيمة وامتلاك الأدوات التي تسهل أداء المهمة للوصول إلى النجاح، هذه بعض الرسائل التي وردت ضمن كتاب «وداعاً كابوس الاختبارات» الذي وقعته الدكتورة علياء إبراهيم محمود الاستشارية الأسرية وخبيرة التنمية البشرية ومدرب مهارات الحياة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، والذي يستهدف فئة اليافعين.
تقول الدكتورة علياء إبراهيم: إنه مهما تقدمت نظم التعليم وتطورت المناهج والاختبارات، ومع تطبيق نظام الفصول الثلاثة الذي من المفترض أنه يقلل الضغط على الطلبة، لأنه يسمح بتوزيع درجات الاختبارات على مدار العام، إلا أن الطلبة لديهم موروث ثقافي وهو «فوبيا» الاختبارات، والاستعدادات المكثفة لها بصورة تحول بعض البيوت إلى معسكرات، وهو ما أدى إلى خلق تعبير متداول عن الاختبارات بين الطلبة وحتى أولياء الأمور هو «كابوس الاختبارات». وينعكس هذا الخوف سلباً على شخصية الطالب ومعدلاته، ولدى عقد بعض ورش العمل عن إدارة الضغوط، وجدنا أن الضغط الأكبر هو ضغط الاختبارات التي يحلم الطالب أن يستيقظ ويجد نفسه قد تخلص منها.وترى إبراهيم أن غياب الأساسيات في المنهج الدراسي لإكساب الطلبة مهارات مواجهة الاختبارات كجزء من حياتهم في المدرسة، تزيد من رقعة الخوف لديهم في التعامل مع الاختبارات التي يصدمون بها في الحياة كلما تقدم بهم العمر. وباتوا أمام اختبارات الحصول على رخصة القيادة أو التقدم لمسابقة أو الحصول على وظيفة، كلها اختبارات تختلف في طبيعتها، لكنها تحتاج إلى مهارات مشتركة في إدارة الوقت، والأولويات، وأساليب التعامل مع نوعيتها، بالإضافة إلى التركيز وشحن العديد من الطاقات، وإدراك مستنزفاتها، والإلمام بأساليب التخطيط وعوامل كثيرة مثل التغذية والنوم والرياضة والاسترخاء. وتؤكد الدكتورة علياء أن كتاب «وداعاً كابوس الاختبارات» يهدف إلى تقديم مادة تساعد الطالب على اكتساب هذه المهارات، ليس فقط في الاختبارات المدرسية، إذ يمكنه تطبيقها في ما بعد على أية اختبارات سيواجهها في حياته، حتى لا ينفق الطالب بعد تخرجه أموالاً طائلة لتنمية مهاراته، فالتنمية الذاتية عملية بنائية تراكمية لا تأتي فجأة أو بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، فقد تضمَّن الكتاب العديد من القيم التي تشعر الطالب بأهمية العلم في الإسلام وأهمية كفالة العلم.
وتشير الكاتبة إلى أن العقبة الأساسية التي واجهتها هي تراجع القراءة عند الأجيال الحالية بالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة في هذا المجال، خاصة في دولة الإمارات، بالإضافة إلى قلة الكتب التي تستهدف اليافعين، وقد ظل التساؤل لديها محصوراً في كيفية تقديم مادة في مجال التنمية الذاتية لليافعين، تكسبهم مهارات التخطيط وإدارة الوقت وشحن الطاقات، بطريقة تتناسب معهم ومع مفردات عصرهم.
وثَبُت لها من خلال تواصلها معهم أنهم يفضلون القراءة والكتابة من خلال أجهزتهم الإلكترونية التي باتت جزءاً رئيسياً من حياتهم، وأن محتوى الكتاب لا بد أن يقدم لهم بصورة مبتعدة عن النصح المباشر والإرشاد الذي باتوا ينفرون منه.
الجدير ذكره أن أسئلة وتدريبات الكتاب، وضعت بحيث يستطيع من خلالها الطالب أن يتعرف إلى ذاته ومشاعره بنفسه تجاه التخطيط والاستعداد وإدارة الوقت والأولويات، ويستطيع تحليل نتائجه ومعدلاته متعرفاً إلى كيفية التعامل مع ورقة الاختبار، ليسهل عليه التعرف أكثر إلى مشكلاته، واقتراح الحلول لها، ويستطيع في النهاية أن يطبق ما ورد من أساليب الكتاب عملياً، وتضمن الكتاب مادة صوتية على قرص مدمج احتوت على ملخص له مع مجموعة من التدريبات.
وذلك من أجل أن يشعر الطالب بنوع من الحميمية والألفة، ولتسهيل العملية على ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما ممن فقدوا نعمة البصر في فهم المادة، إن تلقوها من غيرهم، وقد سجل المادة الصوتية فريق عمل برنامج يوميات «خالد وخلود» الذي يبث يومياً عبر إذاعة الشارقة، وذلك حتى يشعر الطالب بوجود من هم في مثل عمره ضمن المادة الصوتية المطروحة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر