يطلق الامير الملياردير السعودي الوليد بن طلال المعروف بمواقفه الجريئة واستثماراته العالمية، غدا الاحد قناته الاخبارية الجديدة "العرب" التي تهدف الى منافسة القنوات الاخبارية الرائدة في العالم العربي.
والامير الوليد هو نجل الامير طلال بن عبد العزيز، الاخ غير الشقيق لملك السعودية سلمان.
والامير الذي لا يشغل اي منصب رسمي في المملكة، معروف بمواقفه الجريئة التي يعلق فيها خصوصا على الشؤون الاقتصادية لبلاده.
ويبدأ البث الحي للقناة الساعة 13,00 بتوقيت غرينيتش من مقرها في البحرين، لتدخل "العرب" بذلك معترك المنافسة في فضاء القنوات الاخبارية العربية الذي تهمين عليه قناتا الجزيرة القطرية والعربية التي تبث من دبي والتابعة لمجموعة ام بي سي السعودية.
وكانت الجزيرة اصبحت قبل 19 سنة اول قناة اخبارية عربية، اما قناة العربية فقد بدأت البث في 2003 تزامنا مع الحرب في العراق.
ويأخذ مراقبون على القناتين الاخباريتين الرئيسيتين انهما تعكسان الى حد كبير التوجه القطري بالنسبة للجزيرة، والسعودي بالنسبة للعربية.
فقد اتهمت الجزيرة على سبيل المثال بدعم الاخوان المسلمين في مصر، فيما اتهمت العربية باتخاذ خط تحريري معاكس يتماشى مع السعودية التي دعمت عزل الجيش للرئيس الاخواني محمد مرسي.
واكد المدير العام للقناة جمال خاشقجي ان "العرب" ستكون على مسافة واحدة من الجميع.
وقال لوكالة فرانس برس "لن نقوم بالاصطفاف الى جانب اي طرف".
واضاف "اعتقد انه لا يتعين على اي قناة ان يكون لديها اجندة سياسية ... يجب ان نكون القناة الاخبارية التي تقدم تغطية دقيقة وموضوعية".
وخاشقجي اعلامي سعودي مخضرم اضطر للتخلي عن منصبه كرئيس لتحرير صحيفة الوطن عام 2010 بعد مقالة اغضبت التيار الديني المحافظ.
ولم يكشف خاشقجي عن ميزانية القناة الا انه قال انها ستحظى ب280 موظفا بدوام كامل بما في ذلك مراسلون في 30 بلدا.
وسيكون مكتب الرياض الاكبر بين مكاتب القناة في العالم وهو يضم 20 موظفا.
وبما ان السعودية لا تسمح بقيام قنوات تلفزيونية مستقلة على ارضها، تعين على قناة "العرب" الانطلاق من مقر آخر، ووقع الاختيار على البحرين.
وقال خاشقجي "البحرين كانت المكان المناسب".
والبحرين تعد من اقرب الدول سياسيا الى المملكة، ويربط بين البلدين جسر.
وتحتل السعودية المرتبة 164 بين 180 بلدا على مؤشر منظمة مراسلون بلاد حدود لحرية الصحافة للعام 2014.
اما البحرين، فهي تحتل المرتبة 163.
وقال محمد الوافي المتخصص في شؤون الاعلام العربي في جامعة السوربون الجديدة في باريس انه سيكون من الصعب على قناة "العرب" ان تغير الوضع الحالي في المشهد الاعلامي.
وبحسب هذا الخبير، فان الدليل على ذلك هو الموقع الهامشي نسبيا الذي تحتله البي بي سي العربية التي تقدم تغطية "موضوعية".
وذكر الوافي ان قنوات اخرى مثل "سكاي نيوز العربية" لم تتمكن بدورها من اختراق هيمنة قناتي الجزيرة والعربية على المشهد الاعلامي الاخباري.
وبحسب الوافي، فان قناة "العرب" هي "مشروع سياسي" لتعزيز موقع الوليد بن طلال مع الترويج ل"خطاب ليبرالي" في قضايا حقوق المراة وغيرها.
والسعودية هي البلد الوحيد الذي لا يسمح للنساء بقيادة السيارات ويفرض فصلا كاملا بين الجنسين في الحياة العامة.
ويرأس الوليد مجموعة المملكة القابضة التي تملك حصصا في عدد كبير من الشركات العالمية بما في ذلك منتجع ديزني في باريس وفنادق فورسيزنز مجموعة سيتي بنك المصرفية وشركة نيوز كورب الاعلامية.
كما يملك الوليد مجموعة قنوات روتانا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر