دمشق ـ سانا
ضم العدد الجديد من المجلة العلمية المحكمة “الحوليات الأثرية العربية السورية” عددا من المقالات العلمية التي تعرف بالآثار والتراث الأثري السوري.
وتحدث مقال الدمى الطينية المكتشفة بالمسح الأثري لتل غزالة -السلمية- حماة- للباحث مصطفى عودة عن أجزاء الدمى الطينية الست التي اكتشفت في التل والمصنوعة من الجص والتي يمثل عدد منها دمى حيوانية وأخرى دمى بشرية وهي دمى بعضها مصنوع يدويا وأخرى بالقالب واستعملت في عدد منها تقنية تجريدية اعتمدت كما تدل الدراسات في أغلب المواقع التي تعود لعصر البرونز (الوسيط ب) وهو نمط أدى دورا أساسيا في تطور صيرورة الفن في سورية بوجه عام وسورية الداخلية بوجه خاص.
هذا الفن التجريدي في صناعة الدمى يعد مرحلة أساسية في تطور تاريخ الفن وهو الذي ابتكر دمية عشتار العارية التجريدية التي غزت سورية بالمجمل.
وأشار المقال إلى أن عددا من هذه الدمى يعود إلى العصر البرونزي القديم (الرابع ب) وآخر للفترة الهلنستية إضافة للفترة الإخمينية الفارسية.
ويبرز المقال أن أهم الخصائص العامة للدمى المكتشفة استخدام عجائن الفخار من الأنماط الشائعة وهي ليست أنماطا مميزة بنقائها وتنوع الدمى من حيث النوع وطريقة التصنيع وآلية التشكيل والدمى المكتشفة في التل تعد استكمالا للمدارس الفنية في سورية الداخلية ويمكن ضمها الى المدارس الفنية في منطقة
حماة والمشرفة وافس وخان شيخون وقدمت نماذج فنية محلية تطورت محليا وهو طابع سوري مشرقي وتحمل سمات اللباس السوري المشرقي التي ماتزال تستخدم حتى الان بما فيها الية الزركشة.
ولفت الباحث أحمد ديب في مقالته مدافن بئرية من عصر البرونز الحديث في تل نهر العرب (الشامية) إلى اللقى الجنائزية في الموقع ومنها الفخارية والبقايا العظمية واللقى الأخرى من البرونز وخرزات الفريت والعقيق الاحمر.
وأشار إلى أن آثار اللقى في الموقع توءكد وجود استيطان واضح خلال عصر البرونز الحديث في التل واكتشاف مدفن جماعي يشكل أهمية خاصة لأنه مدفن جماعي محفور في الصخر الطبيعي وله مدخل جانبي مرتبط بعمارة حجرية بينما المدافن التي تم الكشف عنها في المنطقة المجاورة والتي كانت بئرية بمدخل عمودي من الأعلى تعود إلى عصر البرونز الحديث حيث إن هذا النمط من المدافن العائدة لذلك العصر نادر في الساحل السوري ووجود نسبة كبيرة
من الفخار المستورد (المسيني والقبرصي) يشير إلى أهمية العلاقات الثقافية والتجارية الوثيقة التي كانت منتشرة بين ساحل المتوسط والعالمين اليوناني والقبرصي.
وقدمت الباحثة سمر شماس في دراستها لآنية من موقع تل سكا دراسة وصفية نمطية عرفت خلالها بالسمات التقنية والفنية المميزة لأحد انماط المنتجات الفخارية المهمة والمعروفة في سورية وفلسطين في نهاية فترة البرونز الوسيط وبداية الحديث.
وأفرد الباحث همام شريف سعد في مقالته الشواهد الجنائزية التدمرية المجال للتركيز على شواهد القبور وخاصة الفردية لأنها تعد أول الصروح الجنائزية واقدمها في تدمر ومعها بدأ ظهور التمثيل الانساني الذي عم وانتشر بكثرة ضمن الانواع الاخرى اللاحقة ولتنوع الرموز ومعانيها خاصة ما يتعلق منها بعالم الموت والمفاهيم المرتبطة بها.
واقترح الباحث اسامة نوفل ضم ارضيتي الفسيفساء المكتشفتين عام 2009 من القرن الأول الميلادي في تل مكسور جنوب غرب مدينة افاميا في سياق القرن الأول الميلادي وذلك بفضل المقارنات المتعلقة بالاسلوب مع عدد من اعمال هذا الفن ولاسيما في افاميا.
وألقى الباحث طارق أحمد في مقالته “تأسيس المعابد الريفية في سورية الكلاسيكية وارتباطها بعناصر الطبيعة” الضوء على انعكاس الظواهر الطبيعية وعناصر الطبيعة في الوعي الجمعي الديني وصولا الى فهم اعمق للعلاقة المتافيزيقية القوية بين العناصر والمظاهر الطبيعية من جهة وتأسيس أماكن العبادة
والطقوس والشعائر المرتبطة بها لدى الشعوب القديمة من جهة أخرى.
كما رصدت الباحثة عفاف ليلا الأطر العامة للزخرفة المعمارية السكنية في قرية شنشراح شمال سورية خلال العصر البيزنطي والتي تتميز بأهمية استثنائية لما تحويه من انماط زخرفية كثيرة ومتنوعة منحوتة على شكل نتوءات منقوشة بالافاريز الهندسية والنباتية او خالية منها تعلو سواكف فتحات الابواب والنوافذ
والمستوحاة من نباتات الاكنثيا والكرمة والزهور.
وسجل الباحث الدكتور غزوان ياغي جملة التغيرات السياسية والاقتصادية والادارية التي مرت على مدينة دمشق بشكل خاص والدولة العربية الاسلامية بشكل عام عبر ما حملته الفلوس النحاسية المضروبة بدمشق في القرنين الاول والثاني الهجريين من كتابات وزخارف.
وبين الباحث مسعود بدوي في مقالته أواني الشرب في مسرح جبلة في الفترة العثمانية تميز هذه الاواني بوجود مصفاة او شبك بهدف تنظيم تدفق الماء اثناء الصب ومنع دخول الحشرات او الاوساخ إلى الماء داخل الاناء.
وجدد الباحث ايريك كوكينيو من المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا التأكيد على اهمية الرسوم الجدارية التي تعود لأحد عشر ألف عام والمكتشفة في جعدة المغارة لانها اقدم رسوم جدارية معروفة في الشرق الادنى واقدم رسوم تزيينية مطبقة على ارضية منشأة بيد الانسان وبذلك تختلف عن رسومات العصر الحجري القديم المكتشفة في اوروبا والتي تعد الاقدم حاليا إلا أنها منفذة على ارضية طبيعية.
واستعرض الباحثون ج.د فورست ور.فاليه وج..س. بالدي محصلة الأعمال في ثلاث حملات تنقيب في تل الفرس الشرقي موقع كالكوليتي حديث في حوض الخابور 2006-2008.
وألقت الباحثة ماري كريستين كومت الضوء في مقالتها على اكتشافات المذاخر الأخيرة في سورية عبر المكانة الكبيرة التي شغلتها المذاخر السورية والعبادات التي كانت تتعلق بها والتي تتمايز تماما عن تلك التي كانت ترتبط بالمذاخر في الجزيرة العربية او في فلسطين.
ودرس الباحثون الدكتور مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف وبيير وارميل بيلدجين وجان بيير غوبير منظومة تزويد المياه في قرية سرجيلا خلال العصرين الروماني والبيزنطي مبينيين العلاقة بين توزع البيوت وامتدادها على شبكة المياه الجوفية المتواجدة في الموقع وتأثرها بالزلازل التي ضربت
المنطقة وكانت سببا في تدمير البنى التحتية للمياه الجوفية.
بينما تحدث الباحث توماس ريس عن الشبكة القديمه لتغذية دمشق بالماء والتي يرجح أن تعود بتاريخها إلى العصر الآرامي.
واستعرض الباحث فرانسيسكو كاراميلو اهمية قناة سميراميس على نهر الفرات فيما قدم ب. بوترلان نظرة جديدة حول المركز الديني في ماري كنموذج بدئي حقيقي للزقرات اللاحقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر