الجزائر - واج
خصصت مجلة "نقد" السنوية المهتمة بالدراسات والنقد الاجتماعي في عددها الأخير ال31 لدراسة التحديات الرهانات التي تطرحها المعطيات الاستراتيجية الجديدة في المناطق الأكثر حساسية في العالم وذلك في طبعة مزدوجة باللغتين العربية والفرنسية.
وتناولت المجلة الموضوع عبر العديد من الدراسات والمقالات بأقلام جزائرية وعربية وغربية متخصصة عبر أربعة محاور رئيسية طرحت عددا من المقاربات النقدية التي سلطت من خلالها الضوء على "المعطى الاستراتيجي الجديد في منطقة المشرق والمغرب وصحراء الساحل" التي تعرف "اضطرابات" عديدة. وإستهل المؤرخ دحو جربال مقدمة المجلة التمهيدية بالإشارة إلى ضرورة محاولة استخلاص الدروس من "الاضطرابات الخطيرة "التي تشهدها هذه المناطق لان "خطر زعزعة استقرار الدول وإعادة النظر في السيادات الإقليمية والوطنية" كما قال "يرمي بكامل ثقله على حاضرنا ومستقبلنا القريب".
وحسب المؤرخ فقد أضحى من الجلي أن "موازين القوى في المستوى العالمي قد بدأت تتغير تغيرا جذريا". وفي عرض لتطور منطقة الهيمنة عبر التاريخ تناول الباحث آلان جوكس (مدير دراسات شرفي لمدرسة الدراسات العليا لعلوم الاجتماع في باريس ) في مقال عنونه "نهاية المطاف والديمقراطية" مسألة استبدال الواقع للمحيط الحيوي بالمجال الافتراضي غير المحدود للأسواق المالية.
من جهته اعتبر الأستاذ بجامعة سان جوزيف ببيروت السيد جورج قرم في مقاربته (الدين والجيوسياسية : علاقة منحرفة) انه يمكن أن تحدد القوة من خلال إرضاء المصالح المادية وابرز انه لتحقيق ذلك يجب على الدولة القوية أن تفرض قيودها السياسية وحتى العسكرية على الدول الأخرى لادخالها في نطاق نفوذها وهيمنتها مضيفا انه يصبح في هذا الإطار من المفيد جدا استغلال "الأديان" في هذا البحث عن القوة. وللراغبين في فهم ما يحدث في العالم العربي سيجدون في المقال الذي عرضه المختص في دراسة الصراعات والجيواستراتيجية جيرار شاليان في (العاب الشطرنج في الشرق الأدنى والأوسط) توضيحا شافيا عن الأوضاع في مناطق الشرق الأدنى والأوسط فيما قدمت الباحثة سعيدة بدار المختصة في علوم الاجتماع والمسائل الإستراتيجية عرضا مفصلا لإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ومنطقة الخليج العربي.
اما عن منطقة الساحل والصحراء التي خصص لها مجالا واسعا في المجلة فقد اعتبر في هذا السياق الباحث سليم شنة أن الفضاء الصحراوي الساحلي هو اليوم احد النقاط الساخنة في السياسة العالمية في افريقيا فيما ركز برنار جنوني في (مقاربة جديدة للجيواستراتيجيا الافريقية) على آليات الاستراتيجيا الفرنسية في المنطقة. وعالج بدوره اندريه بورجو مختص في علوم الانثروبولوجيا موضوع الصحراء باعتبارها فضاء جيواستراتيجي والرهانات السياسية في النيجر بينما تحدث مانليو دينوتشي عن الاداة العسكرية التي نصبتها الولايات المتحدة في افريقيا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر