لندن - المغرب اليوم
في مقال مطول بإمضاء إحدى أكبر محررات صحيفة غارديان البريطانية، لي غليندينينغ، وبعنوان: "مذكرة حول المراسل الذي خان ثقتنا" اعتذرت الصحيفة البريطانية الشهيرة لقرائها عن سلسلة من التقارير والحوارات والأخبار الصحافية التي تبين أنها "مُفبركة ومفتعلة" بإمضاء مراسلها في القاهرة جوزيف مايتون.
وقالت الصحيفة، التي عرجت أيضاً على ظروف تعاونها مع هذا المراسل، إن الشكوك خامرت الصحيفة في فبراير(شباط) الماضي في نزاهة وصدق المراسل لتتوجه إليه الصحيفة بإثبات ما يؤكد صحة المعلومات التي نشرتها الصحيفة بإمضائه، وفي غياب ردّ مقنع قالت الصحيفة إنها اضطرت إلى مراجعة 37 مقالاً مشبوهاً بين 2015 و2016، إلى جانب 7 مقالات أخرى كتبها بالاشتراك مع صحافيين آخريين، و20 مقال رأي نشرها على أعمدة الصحيفة بين 2009 و2015.
حوارات وهمية
وباتساع المراجعة، اضطرت الصحيفة إلى التعمق أكثر والتأكد من حوالي 50 حواراً صحافياً للمراسل نفسه، وتبين للجنة التي شكلتها غارديان لمراجعة صدق المواد المنشورة، أنها "مُفتعلة" إلى جانب اكتشاف أحداث زعم المراسل تغطيتها وحضورها، في الوقت الذي تأكد فيه للصحيفة أنه لم يفعل، ولم يواكبها إطلاقاً عند تحرير التقارير عنها.
وبمزيد من التحقيق والمراجعة قالت الصحيفة إن 13 مقالاً على الأقل نُشرت للمراسل في القاهرة، مُختلقة ومُفتعلة بشكل كامل، وتأكد رغم نفي المراسل، أنه أجرى حوارات ولقاءات صحفية وهمية، وأكدت بعض ا لأسماء التي أوردها الصحافي أنها لم تتحدث إليه أبداً ولم تلتقه أبداً.
وبالتعاون مع جهات تحقيق مستقلة ورغم مطالبة المراسل بتبرير موقفه وبعد رفضه، تأكد لصحيفة أن عشرات الاقتباسات والتصريحات التي نقلها المراسل، كانت مفتعلة ومفبركة من قبل الكاتب ولم تصدر عن جهات مسؤولة ولا عن جهات خاصة تحدث إليها كما زعم هذا الصحافي.
اعتذار
وبعد عرض طويل لسياسة الصحيفة في انتداب الصحافيين لديها والمتعاونين بالقطعة أو المراسلين من مختلف الاختصاصات ومن جميع أنحاء العالم، طلبت صاحبة المقال بالقراء بقبول اعتذارات المؤسسة الصحافية البريطانية العريقة، وذكرت بحرص فريقها الإداري والصحافي على تفادي مثل هذه الأخطاء في المستقبل، ولكنها تغافلت بالمناسبة عن الحديث عن أي أضرار حقيقية أو آثار سلبية لممارسة هذا الصحافي بسمعة الصحيفة في مصر، أو الاعتذار لمن يهمه الأمر في القاهرة عن هذه الممارسة أو قرائها في مصر والعالم العربي عن هذا التجاوز الخطير لأخلاقيات المهنة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر