الرباط – إبن عيسى إدريس
كشفت صحيفة "لا راثون" الأسبانية، أول أمس السبت، أن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 63 لثورة الملك والشعب ، كان له صدى كبيرًا بين المثقفين لاسيما الأوروبيين. وأوضحت الصحيفة الإسبانية، في مقال وقعه الصحفي والناشر، أحمد الشرعي، أن ملك المغرب كان أكثر وضوحًا عندما شدد على ضرورة "تشكيل جبهة مشتركة من أجل مواجهة كل أشكال التطرف".
وأضافت الصحيفة أن الأمر يتعلق بإيجاد "جسور وزاوية عمل مشترك"، خصوصًا وأنه في إسبانيا، يشكل المغاربة أكبر جالية مسلمة بهذا البلد، مشيرة إلى أن "المعركة ضد الإرهاب ليست أمنية فقط بل متعددة الأوجه"، وذكرت أن التعاون المغربي الإسباني، في مجالي الهجرة والإرهاب يشكل "نموذجا يحتذى بالمنطقة"، مشددة، مع ذلك، على أن نجاح مصالح المخابرات في تفكيك الخلايا لمنع الهجمات، لا يعني أن الخطر قد خفت.
وأوضحت أن "دوائر الجهاديين المرتبطة فيما بينها تشكل مصدر قلق حقيقي"، وأنه لوحظ أن الخلايا الجهادية الأولى التي تم تفكيكها، كانت تهدف لتجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى سورية والعراق، لكن منذ وقت قريب سعت هذه الخلايا لشن هجمات على المواقع الحساسة بالبلدين”.وبالنسبة لهذه اليومية الأسبانية، فإن شكل المخاطر يتغير، خصوصًا مع التلقين والتجنيد المكثف لليافعين والنساء، مضيفة أن الأحداث تظهر، أيضًا، أن الإرهاب لا يبحث بالضرورة عن القيام بعمليات معقدة من خلال شبكة مشكلة.
وأظهرت أن "بعض العناصر التي تتواصل في ما بينها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو شخص واحد متعصب، يمكن أن يرتكب مجزرة كما حدث في أورلاندو الأمريكية أو نيس الفرنسية"، وأشارت إلى أن ذلك يعتبر أحد المجالات حيث يتعين على التعاون بين المغرب واسبانيا أن يكون أكثر قوة. وخلصت "لاراثون" إلى أنه حتى الآن، إسبانيا، ورغم الهجمات الفظيعة لـ11 مارس الماضي، لم ينتشر بها خطاب حول وصم الإسلام بالعنف والتطرف، وهو دليل على النضج الديمقراطي الكبير للمجتمع، إلا أن الديمقراطية لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدى أمام خطر التطرف.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر