دبي - المغرب اليوم
التقى مؤخراً عدد من الحرفيين اليدويين من منطقتين مختلفتين بالعالم في واحد من أقدم مواقع صناعة السفن الشراعية التقليدية بمنطقة الشرق الأوسط وذلك لإلقاء الضوء على بعض المهارات التقليدية والتأكيد على استمرار ازدهارها حتى أيامنا هذه. فأثناء تواجدهما في المنطقة، حظي خبراء Bentley المحترفين في الصناعات اليدوية للأخشاب والجلود لدى الشركة البريطانية العريقة لتصنيع السيارات الفاخرة، بفرصة التعرّف على طرق صناعة السفن الخشبية الشراعية العربية التقليدية في واحدة من أبرز مواقع صناعة هذه السفن في المنطقة.
فقد قام كل من الخبيرين بتصنيع المقصورات الداخلية للسيارات الأفخم في العالم، ديفيد مادوكس، أخصّائي الأعمال الحِرفية اليدوية لصناعة القشرة الخشبية التي تشتهر بها Bentley Motors، ونويل ثومبسون، خبير صناعة المقصورات والذي انضم إلى المصنّع البريطاني العريق كمتدرّب بينما كان مؤسّس الشركة و.أ. بنتلي لا يزال على قيد الحياة، بزيارة ’مؤسّسة عبيد بن جمعة بن سلوم لتصليح السفن الشراعية‘ في خور دبي واستعرضا مهاراتهما أمام الحِرفيين المحلّيين.
تتميّز كل سيارة Bentley بالمهارة الحِرفية اليدوية التي تشكّل جزءً أساسياً من خصائصها، مع التأكيد على المعنى الحقيقي لعبارة ’مصنوعة يدوياً‘. وتُعدّ Bentley عالماً فريداً يجمع بين الخبرات والتخصّصات في ابتكار السيارات الرائعة بأيدي أبرز الحِرفيين في مصنع الشركة بالمملكة المتحدة. من جهتها، تفخر ورشة صناعة السفن الخشبية التقليدية التي يوجد مقرّها في الإمارات العربية المتحدة باستمرار اعتمادها على الأساليب اليدوية التقليدية التي تم صقلها على مر أجيال طويلة. ولقد أدى التقدير الكبير للأساليب القديمة المعتمَدة في الأعمال الصناعية والشغف بالمهارات الحِرفية بين مختلف الفنّانين حول العالم إلى قدوم الخبيرين البريطانيين من كرو في إنكلترا لزيارة هذا المكان المميّز في الإمارات.
وبينما استعرض حِرفيا Bentley مهاراتهما في الأعمال اليدوية الراقية المتعلّقة بالتطريز والخياطة وصناعة عجلات القيادة الخاصّة والكسوات الخشبية الراقية أمام الحِرفيين في دبي، تعرّفوا بدورهم من خلال عرض تفاعلي سريع على طرق صناعة السفن الشراعية التقليدية، حيث شاهدوا الأساليب وتقنيات النجارة المعتمَدة في ابتكار هياكل وغرف هذه السفن المصنوعة كاملاً من الأخشاب، مما زاد من تقديرهما للحِرف اليدوية التقليدية التي تميّز منطقة الخليج العربي.
بعد هذه الزيارة، علّق ثومبسون قائلاً: "نقوم في Bentley بنقل المهارات والخبرات من جيل إلى آخر. وأكان الأمر يتعلّق بالصناعة اليدوية للأخشاب التي تسمح لنا بمعالجة الكسوات الخشبية لتحاكي الشجرة الأصلية التي أتت منها، أو الحياكة اليدوية للجلود الناعمة حول عجلات القيادة، فهناك دوماً انتباه نادر لأدق التفاصيل والذي يمكن تحقيقه فقط عبر اعتماد المهارات التقليدية للتعامل مع الأخشاب، الطلاء والجلد. لذلك تشرّفنا فعلاً بالتعرّف على الحرف اليدوية العربية التقليدية، وهي مهارة يجب أن تكون شخصياً محترفاً لتقديرها بالكامل."
يقوم الأخوان أحمد وماجد الفلاسي بتشغيل ’مؤسّسة عبيد بن جمعة بن سلوم لتصليح السفن الشراعية‘، وهما يأتيان من عائلة غنية بالخبرات في مجال بناء السفن الشراعية الخشبية تمتد لثلاثة أجيال، ويأملان بدورهما بنقل هذه الخبرات والأعمال إلى الجيل الرابع. وهذا الالتزام بنقل المهارات من جيل لآخر قد حظي باهتمام وثناء الحِرفيَين البريطانيَين كون هذا التوجّه ذاته هو ما يعتمدانه في مشغلهما في المملكة المتحدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر