لندن ـ المغرب اليوم
ارتفعت منشآت الطاقة الكهرومائية بنسبة 300٪ عبر غرب البلقان في العامين الماضيين، وفقًا لتحليل جديد، ما أثار المخاوف من اختفاء الأنهار الجبلية وفقدان التنوع البيولوجي ، ويجرى حاليًا إنشاء نحو2.800 سدود جديدة عبر منطقة تمتد من سلوفينيا إلى اليونان، ومن المقرر أن يتم بناء 37٪ منها في مناطق محمية مثل الحدائق الوطنية أو مواقع ناتورا 2000.
وقال باحثون من شركة "فلوفيوس"، وهي شركة استشارية لمشاريع الأمم المتحدة والمدعومة من الاتحاد الأوروبي، إن الآلات الثقيلة تقوم بالفعل بتوجيه تدفقات جديدة للمياه في 187 موقعًا للبناء، مقارنة بـ 61 موقعًا فقط في عام 2015، وأوضح أولريش أيشلمان، مدير منظمة "ريفيرواتش" غير الحكومية، التي كلفت القيام بهذا البحث، أن طابع النطاق الصغير لمعظم المشاريع - التي غالبًا ما تكون في التضاريس الجبلية - كان له أثرًا مدمرًا على الطبيعة، وأضاف "إنهم يحولون المياه عبر خطوط الأنابيب بعيدًا عن النهر ويتركون وراءها قنوات فارغة حيث كانت الأنهار، مبينًا "أنها كارثة للسكان المحليين وللبيئة. بالنسبة لكثير من أنواع الأسماك والحشرات مثل اليعسوب وذباب الحجر، هذه هي النهاية. "
وقد تم اكتشاف نوع واحد من ذبابة الحجر، إيزوبيرلا فيوساي، في نهر فيجوسا الشهير في ألبانيا هذا العام، خلال رحلة استكشافية قام بها 25 عالمًا، وجدوا أيضًا سمك لم يكشف عن اسمه من قبل. مثل سمك السلمون الدانوب وسمك التونة بريسبا، الذي كان يعتقد بالفعل أنه في خطر من ما يسميه ايشلمان "تسونامي السد".
ووصف تقرير العلماء فيجوسا بأنها ملاذًا بيئيًا فريدًا وديناميكيًا لعشرات الأنواع المائية التي اختفت في أوروبا، وأضاف "من المتوقع أن تنقرض غالبية هذه المجتمعات القابلة للحياة بشكل غير قابل للاسترداد نتيجة لسدود الطاقة الكهرومائية المخطط لها".
غير أن وزير الطاقة الألباني داميان جيكنوري، قال إن اثنين من السدود الضخمة المخطط لهما على نهر فيجوسا سيسمحان "بمرور الأسماك عبر مجرى الأسماك أو ممرات الأسماك"، وقال "إن هذه التصاميم استندت إلى أفضل الممارسات البيئية التي يتم تطبيقها اليوم لتقليل آثار السدود العالية على انتشار الحيوانات المائية"، وعارض النتائج التي توصل إليها التقرير الجديد على أساس أنه لم يتم بناء سوى "سدود عالية" في ألبانيا، في حين أن معظمها "تدار بالطاقة المائية في النهر".
وتولد هذه الطاقة أقل من 10 ميغاوات من الطاقة، وبالتالي لا تتطلب أي تقييمات للأثر البيئي، كما يقول حفظة البيئة، غير أن نطاقها الصغير غالبًا ما يحول دون وضع ميزانيات لتدابير التخفيف ويسمح بوضع صفائف من التوربينات على فترات على طول الممرات المائية، مما يتسبب في ما يسميه الصندوق العالمي لحماية الطبيعة "آثار تراكمية شديدة".
وبعيدًا عن الحياة المائية، فإن طفرة السدود قد تهدد البشر أيضًا، ومنذ عام 2012، أدت الصراعات العقارية بين شركات الطاقة الكبرى وصغار المزارعين إلى جريمة قتل واحدة ومحاولة قتل، وفقًا لدراسة تمولها الاتحاد الأوروبي، وسجلت الدراسة ثلاث حالات وفاة مرتبطة بالعمل، وعشرات الاعتقالات المرتبطة بموجة ألبانيا من مشاريع الطاقة الكهرومائية.
وتعد ألبانيا نقطة ساخنة إقليمية حيث يوجد 81 سدًا قيد الإنشاء، ولكن صربيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك تقوم أيضًا بتركيب 71 محطة مائية، وصربيا لديها 800 مشروع آخر قيد التصميم، وأضاف جيكنوري أن الحكومة الألبانية ملتزمة بإعلان حديقة وطنية على جزء من فيجوسا المنبع من سد كاليفاسي الذي يبلغ ارتفاعه 50 مترًا، مما يمنع المزيد من البناء المائي هناك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر