بيروت - المغرب اليوم
فيما ينتشر الصيد البري على نطاق واسع في مختلف المناطق اللبنانية، مع استمرار عمليات الابادة للطيور المهاجرة والمقيمة، رغم قرار منع الصيد البري الذي لا يزال ساري المفعول بانتظار العمل بالرخص الجديدة وفتح موسم الصيد رسميا من قبل وزير البيئة، عمد مواطنون إلى حماية عش طائر "الدرُّب" ورعاية الأفراخ الصغيرة وحمايتها، في بادرة تؤكد أنه وسط فوضى الصيد ثمة من يولون البيئة أهمية استثنائية ومتابعة لصيقة لبعض الأنواع المهددة بالانقراض.وفي هذا المجال، واكب "غدي نيوز" هذه الخطوة مع أعضاء "نادي طرقات لبنان للقدم المخفية"، وهو نادٍ بيئي يعنى باستشكاف "طرق الرِّجل" التي كان يسلكها الأجداد والأقدمون والحفاظ على معالمها والتعرف على مواقع أثرية ونفض غبار الاهمال عنها ومحاولة تصنيفها كمواقع تراثية ومنها: جسور معقودة ومعاصر زيتون وعنب ومعابد قديمة وغيرها.وما يثير الانتباه أن عش هذا الطائر بدا واضحا في شجرة قطعت كامل أغصانها وفروعها باستثناء الفرع الذي بنى عليه طائر "الدرُّب" عشه، وفيه أربعة فراخ نبت ريشها وبدأ يكتمل نموها دون القدرة على الطيران.وحسب رئيس ومؤسس النادي (الخبير في الحياة البيئية والطبيعية) شمعون مونس، فقد "تم العثور على العش خلال تنظيم مسار بيئي في أحراج بلدة الشبانية في المتن الأعلى مع مجموعة من الشابات والشبان"، وقال: "شاهدنا مزارعا يقوم بقطع شجرة مثمرة معمرة أصابها المرض وتيبست معظم فروعها، لكن انتبهنا إلى وجود عش (الدرُّب) واستمهلناه عدم قطع الشجرة بالكامل ولبى طلبنا بحيث ما يزال العش قائما والأفراخ تنمو وتكبر".واشار مونس إلى أن "طائر (الدرُّب) أصبح على قائمة الطيور المعرضة للانقراض وهو بالفعل انقرض في العديد من المناطق اللبنانية، وفي إطار دراستنا كنادٍ لهذا الطائر وجدنا أنه ما عاد موجودا إلا في الغابات والمناطق المحمية طبيعيا في لبنان، أو المناطق البعيدة الوعرة المسالك، ولا نعلم إن كان هذا العش هو لطيور (الدرُّب) المقيمة أو المهاجرة، ولكن نعتقد وحسب المنطقة التي وجد فيها أنه من الطيور المهاجرة".
ولفت إلى "أهمية هذا الطائر لأنه صديق المزارع ويقتات على أنواع كثيرة من الحشرات الضارة ومن بينها الجراد والفئران وبعض الزواحف".واضاف مونس: "لم ينتهِ عملنا بعد، فنحن تطوعنا لمراقبة العش، فوجدنا أنه تعرض لانكشاف واصبح عرضة لأشعة الشمس فقمنا بحمايته من أشعة الشمس بوضع أغصان تقي الفراخ الصغيرة الحرارة الشديدة وتمنع الطيور الجارحة من رؤيتها، لكن واجهتنا مشكلة جحافل النمل الكثيرة، فقمنا برش الجذع المتبقي من الشجرة بنوع من المبيدات Ecroside غير الضارة للبيئة، لنمنع وصول النمل والحشرات إلى العش".واشار إلى أن "هذا الأمر دفعنا إلى تبني خطة عمل وإقرارها في النادي وسنبدأ بها في الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك لتعريف المزارع على أهمية بعض أنواع الطيور، ومن بينها (الدرُّب)، ليكون المزارع العين الساهرة في مرحلة نجد فيها أن الصيد مستباح بشكل يهدد التنوع البيولوجي، وبدأنا بالفعل إعداد دراسات عن أنواع الطيور المفيدة لنقدم للمزارع مقاربة علمية ليكون على بينة من أهمية هذه الطيور وما قد يوفر من أدوية ومبيدات زراعية لمواجهة الآفات والأمراض التي تصيب الأشجار والمزرعات، فضلا عن تعريفه بمضار المبيدات على الصحة".تجدر الإشارة إلى "الدرُّب" يعرف علميا باسم Shrike، وبالعربية اسمه "النهس الصرد الرمادي"، وهو يصطاد الطيور الصغيرة والحشرات الضارة وصغار الثدييات، وهو طائر يتميز بمنقاره القوي المعقوف قليلاً، ويسمى أيضا الجزّار أو طائر النهس. وهو شغوف بالتغذي بالجنادب والفئران والطيور الصغيرة، بحشرها في الأشواك أو بين الأغصان، كما يفعل الجزّار تماما عند تعليق اللحوم. ثم يقوم الصُّرد بتقطيع فريسته إربا ويأكلها. ولهذا السبب أطلق عليه اسم الطائر الجزار.
يوجد حوالي 70 نوعا من الصُّرد، وهناك أنواع عديدة من هذه الطيور تتمتع بألوان زاهية تسمى "جونوليك". وللعديد من هذه الطيور ريش قوي زاهي الألوان، ومثال ذلك، الصُّرد العملاق الرمادي اللون، الذي يتمتع بريش يتكون من الألوان الرمادي والأبيض والأسود، وهو النوع الذي عثر النادي على عشه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر