واشنطن ـ المغرب اليوم
ربما تكون بعض الديناصورات العملاقة قد نشأت في أمريكا الجنوبية، وانتقلت عبر القارة القطبية الجنوبية إلى أستراليا، قبل نحو 100 مليون سنة.
واستطاعت الديناصورات القيام بهذه الرحلة، حينما سمحت فترة الدفء لها بالمرور فوق الأراضي المتجمدة، التي تشكلت بين القارات.
وألقت حفريتان مكتشفتان في أستراليا ضوءا جديدا على هذه النظرية.
وترجع العينتان إلى ما يسمى الصربوديات، وهي مجموعة من الديناصورات الضخمة آكلة الأعشاب، تتميز برقابها الطويلة ورأسها الصغير.
وتصنف هذه المجموعة بشكل أكثر دقة ضمن مجموعة الـ "تيتانوصور"، وتعد من بين أضخم الديناصورات التي مشت على الأرض.
ويقول الدكتور "ستيفن بروبات" المشرف على الدراسة، ويعمل بالمتحف الاسترالي لعصر الديناصورات، إن العينتين تضيفان إلى معرفتنا عن ذلك العصر، الذي مضى عليه ما بين 95: 98 مليون سنة.
ويضيف: "لقد أخذنا فكرة أفضل بكثير عن هذه الحيوانات عموما".
وأتبع: "وكنتيجة لذلك يمكننا أن نستنتج كيف أثر المناخ على تلك الديناصورات، وكيف أثر عليها موقع القارات، وكذلك كيف تطورت عبر الزمن".
شجرة عائلة الصوربوديات
وعُثر على إحدى الحفريتين في بلدة وينتون، في ولاية كوينزلاند باستراليا، وسميت باسم سافاناصورس إيليتورام، على اسم أعضاء من عائلة إيليوت، الذين وجدوا الحفرية في كومة من العظام، حينما كانوا يرعون الغنم في أرضهم.
وجمع الهيكل العظمي من 17 قطعة من العظام كانت مغطاة بالصخور، في عملية استغرقت عشر سنوات.
واكتشف العلماء أيضا عظام الرأس من حفرية أخري للصربود، سميت "ديامانتناصورس ماتلداي".
ويقول الدكتور بروبات: "ساعدت عينة ديامانتناصورس على سد العديد من الفراغات، في معرفتنا بتشريح الهيكل العظمي لهذه المجموعة من الديناصورات".
وأضاف: "سمح لنا الجزء من الجمجمة الذي يغلف الدماغ بتعريف موقع الديامانتناصور، في شجرة عائلة الصوربوديات".
عبور القارة القطبية
وتساعد الحفريتان على إثبات أن التيتانوصورات كانت تعيش في كافة أنحاء العالم، قبل نحو مئة مليون سنة.
وقد يكون ذلك ممكنا بسبب ترتيب القارات والتغيرات المناخية في العالم.
ويقول الدكتور "بول أبتشيرش"، من كلية لندن الجامعية، إن قارتي أستراليا وأمريكا الجنوبية كانتا متصلتين بالقارة القطبية الجنوبية، طوال معظم العصر الطباشيري.
وحينما كان السافاناصورس حيا قبل نحو 95 مليون سنة، كان متوسط درجة حرارة العالم أدفأ من العصر الحالي، لكنها كانت باردة جدا عند القطبين.
وأضاف: "نحن نعتقد أن أسلاف السافاناصورس كانوا من أمريكا الجنوبية، ولكن لم يكن باستطاعتهم ولم يدخلوا أستراليا إلا قبل نحو 105 مليون سنة".
وأتبع: "في ذلك الوقت زاد متوسط درجات الحرارة في العالم، بما سمح للصوربوديات باجتياز اليابسة عند خطوط العرض القطبية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر