واشنطن - المغرب اليوم
جاء في تقرير أعدته اللجنة التابعة لمجلس البحوث الوطني الأمريكي أن تغيرات المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري تشكل خطورة كبيرة على البشرية في القرن الحادي والعشرين. وتكمن الخطورة الكبرى برأي الباحثين في الغموض المتعلق بأوقات الانعطاف في نظام المناخ العالمي. ومن أجل فرض السيطرة على تلك الانعطافات تنصح اللجنة بإنشاء منظومة الإنذار المبكر التي من شأنها إنذار البشر عن المخاطر الجديدة المتعلقة بتغيرات المناخ ، الأمر الذي سيقلل بالطبع من الغموض المذكور. ويشدد التقرير على ضرورة التكهن في التغيرات السريعة بالمناخ ويقول :" يجب أن نكون مستعدين لما تفاجئنا الطبيعة من الكوارث". وقال الباحث جايمز وايت الذي ترأس فريق البحوث في جامعة كولورادو:" تشكل تغيرات المناخ خطورة جديدة علينا. وقد بدأنا مكافحتها. وتنحصر الخطوة الأولى في الاعتراف بأننا على عتبة حدوث تغيرات جدية في مناخ الأرض". ويشير مجلس البحوث الوطني إلى بعض المشاكل الناجمة عن تغيرات المناخ التي حدثت على مدى العقود الأخيرة، وبينها ارتفاع مستوى المحيط العالمي الناجم عن ذوبان الجليد الشمالي، الأمر الذي يؤدي إلى تغيير خارطة الحدود البحرية وانهيار بعض المنشآت البحرية وتدمير الطرق وأنابيب النفط والغاز والماء. وكان الفريق الدولي الخاص بتغير المناخ قد قدم العام الجاري تقريرا جاء فيه أن اعمال حرق الوقود الطبيعي وغيره من أنواع النشاطات الصناعية تسببت في ظاهرة الاحتباس الحراري حيث ارتفع متوسط درجة الحرارة في العالم كله منذ 1951 بـ 0.72 درجة مئوية. ويشير التقرير إلى آثار مفاجئة أخرى لهذه الظاهرة ، وبينها انكماش طبقات الجليد في منطقة القطب الشمالي، مما يؤثر على شتى نواحي الحياة في تلك المنطقة، بدءً من المنظومات البيئية الشمالية وانتهاءً بحفر آبار النفط. تتطور ظاهرة الاحتباس الحراري بسرعة فائقة، مما يؤثر على البيئة حيث تتعرض أنواع الحيوانات الكثيرة لخطر الاختفاء النهائي من وجه الأرض لفقدان بيئتها الأصلية . ويتوقع التقرير أن يشهد العالم خلال 30 – 80 عاما حدوث تغيرات مفاجئة في المناخ. وذكر الخبراء بعض السيناريوهات المحتملة الخطيرة الناجمة عن تغير المناخ، وضمنها توقف التيار الدافئ في المحيط الذي يجلب طقسا دافئا إلى بلدان شمال أوروبا، والتحرر المفاجئ لغاز الميثان الذي يحتوي عليه حاليا الجليد في منطقة القطب الشمالي. ويقول الخبراء إنه من الضروري إنشاء منظومة الإنذار المبكر عن الكوارث الطبيعية من أجل اتخاذ الاجراءات المسبقة للحيلولة دون وقوع آثار ضارة تسببها تغيرات المناخ. فيما تعترف اللجنة ان هذه المنظومة ستكون غالية جدا. لذلك تقترح الاكتفاء حاليا باتخاذ خطوات التنسيق في البرامج السارية المفعول.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر