الجزائر ـ سميرة عوام
تتحول أراضي الرعي المهملة، مع تهاطل أمطار الشتاء في الجزائر، إلى قبلة حقيقية للحرفيين، وأهل القرى الباحثين عن الطين، لتحويله إلى أواني فخارية، لاستعمالها في المنازل، أو عرضها كمنتوج في سوق الخزف.وتستغل العائلات فصل الشتاء لاستغلال الطين الحمراء، التي تكون قد تشبعت من مياه أمطار الشتاء، حيث تؤخذ هذه الطين من المناطق البعيدة عن النخيل والمساكن، وبعيدة أيضًا، حسب العارفين لها، عن وصول الحيوانات، أو حتى الناس إليها، لتكون طرية وجاهزة للاستعمال، بعد تشبعها من المطر، واحتكاكها بأشعة الشمس، حيث تتحول إلى كتل طينية صغيرة.ويستعمل أهل القرى آلة حادة تمكنهم من استخراج الطين، ونقله في أكياس مصنوعة من البلاستيك، وبعد يومين، تعرض هذه المادة في السوق، وهو مكان كبير تابع للأسواق الشعبية، أين تباع للحرفيين وشركاء الصناعات التقليدية، بأسعار يحددها الباعة، حسب الكميات المطلوبة، وقد تفوق 500 دينار.
أما سكان القرى فيحولون مادة الطين إلى منازلهم، لصنع الأواني الفخارية، وإعادة بيعها في السوق، علمًا أن مهنة صنع الفخار توارثتها العائلات عن الأجداد، منذ مدة طويلة، أين يستعملون عجلة يتم تثبيتها في حفرة كبيرة في الأرض، حيث تشكل الأواني، ثم يتم إدخالها في أفران حرارية مصنوعة من الفحم والحجر، وحتى الحديد، التي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، وبعد الانتهاء من هذه العملية، تصفف الأواني، التي تم صنعها وتسخينها على النار في الشمس.ويكثر الطلب على الأواني الفخارية، مثل الإبريق والطاجن الخاص بطهي الخبز، والكسرة، والجرار، التي تصنع لحفظ اللبن وتبريده، وكذلك حصالة النقود، فضلاً عن أشكال أخرى، وأنواع مطلوبة في السوق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر