بكين ـ أ.ف.ب
تنتظر سبعة حيوانات وحيد القرن نقلت من مواطنها في السافانا الافريقية، ان تطلق في غابات الصين، في خطوة تثير الشكوك في البلاد حول سلامة هذه الحيونات، في بلد يرتفع فيه الطلب على قرونها بشكل كبير، مساهما في تعزيز الصيد غير المشروع في افريقيا.
ووصلت هذه الحيوانات الى الصين في شهر اذار/مارس الماضي، واودعت في الحديقة الوطنية في بوير الواقعة وسط تلال مقاطعة يونان جنوب غرب البلاد.
لكن الانتقادات توالت مشككة بالدوافع الحقيقة لهذه العملية، ومحذرة من ان حيوانات وحيد القرن في افريقيا، التي نقل منها نحو 150 الى الصين في السنوات الاخيرة، قد لا تفلح في التأقلم مع بيئتها الجديدة.
في احد مكاتب الحديقة، يحذر كيان فوشون احد الموظفين المكلفين بالعناية بالحيوانات الافريقية قائلا "حيوانات وحيد القرن لا يمكن ان تعرض للجمهور، لا يمكنك ان تذهب لرؤيتها".
وتعمل مجموعة "ميكونغ غروب" المشرفة على الحديقة على تحويل 23800 هكتار من الغابات التي لم تطأها قدم انسان، الى وجهة سياحية، تقطنها مئات الانواع من الطيور والزواحف.
في حدائق جنوب افريقيا، حيث تقيم اعداد كبيرة من حيوانات وحيد القرن، يحظر على السياح النزول من سياراتهم، ويفرض عليهم ان يكونوا برفقة حارس مسلح اذا ارادوا ان يخطوا بضع خطوات خارج مركبتهم.
اما في الحديقة الصينية، فان المشرفين على هذا المشروع يأملون في ان تتكاثر هذه الحيوانات في الأسر، ثم تطلق بعد ذلك في الطبيعة.
ويأتي هذا المشروع في الوقت الذي يبلغ فيه الصيد غير الشرعي لحيوانات وحيد القرن البيضاء حدا لم يسبق له مثيل، في ظل تزايد الطلب في دول آسيا على الطب التقليدي الذي يعتمد على مسحوق قرون حيوان وحيد القرن.
وبات وحيد القرن من الحيوانات المهددة المهددة بالانقراض، اذ لم يبق في الطبيعة سوى عشرين الفا من حيوانات وحيد القرن البيضاء. وتقول سلطات جنوب افريقيا ان اعداد حيوانات وحيد القرن ضحايا الصيد غير الشرعي ارتفعت من 13 حيوانا في العام 2007، الى 668 في العام الماضي. أما في العام الجاري، فقد قتل 242 منها منذ كانون/الثاني الماضي، في حديقة كرونغر الوطنية وحدها.
أما في آسيا، فان فصيلة وحيد القرن قد اختفت تماما في اوخر القرن الماضي، وذلك بسبب الصيد ايضا.
بين العامين 2007 و2012، استوردت الصين من جنوب افريقيا 150 وحيد قرن، بحسب الارقام الصادرة عن اتفاقية التجارة الدولية في الانواع المهددة بالانقراض من الحويانات والنباتات البرية، والتي تسمح بتصدير هذه الحيوانات الى دول "مناسبة ومقبولة" لها.
لكن هذا المشروع الصيني اثار قلقا وشكوكا عدة. فحديقة يونان تضم حيوانات عمرها بين ستة اعوام وثمانية، كلها تم استيرادها من افريقيا الجنوبية في العام 2010، بحسب صحيفة اوفيشال تشاينا ديلي.
ونقلت الصحيفة عن موظف مكلف الاشراف على حيوانات وحيد القرن قوله ان هذه الحيوانات تحب "التدليل".
وقرعت هذه الانباء جرس الانذار في صفوف المهتمين بالحيوانات والبيئة، وقال توم ميليكين الخبير في حيوانات وحيد القرن في منظمة "ترافيك" البيئية ان حديقة يونان تشكل بيئة غير صالحة لوحيد القرن.
وقال "بكل بساطة، لا يمكن لهذه الحيوانات ان تعيش في هذه البيئة، نحن قلقون حول طعامها، وحول قدرتها العامة على التكيف مع هذه الظروف، فاذا لم يكن الغذاء متوافرا، قد تنفق من الجوع".
ووافقه عدد من الخبراء الصينيين مثل البروفسور زانغ لي الذي نقلت عنه الصحافة المحلية قوله "انه مشروع تجاري وليس بيئيا او علميا".
ورفضت مجموعة ميكونغ المشرفة على المشروع مرات عدة الاجابة على اسئلة وكالة فرانس برس حول هذه القضية، اما السلطات المحلية فاكتفت بالقول ان المشروع "نال الموافقة اللازمة" دون الادلاء بأي توضيح او مزيد من التفاصيل.
وقد جرت محاولات سابقة لاستيراد حيوانات وحيد قرن الى الصين في جنوب افريقيا بداعي انشاء محميات، الا ان الصحافة اشارت الى انها مشاريع سرية هدفها الحصول على قرون هذه الحيوانات لاستخدامها في مجالات صناعية مختلفة.
واثر هذه المعلومات، عمدت جنوب افريقيا الى التشدد في تصدير حيوانات وحيد القرن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر