مراكش - وكالات
هي الحرائق تأتي تباعا بالتوازي مع موجة الحر الشديدة التي أرخت بكلكلها على غير موعد على فضاء المدينة الحمراء، ففيما أصحاب دار ضيافة بساحة جامع الفنا، منكبون على إحصاء خسائرهم، بعد الحريق الذي امتد إلى المطبخ ، و تطلب الاستعانة بمجهودات الوقاية المدنية،حل الدور على سوق “لافيراي” جوار الحي الصناعي بمنطقة المسار.كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة من صبيحة الأربعاء الماضي، وأهل السوق كما الزبناء منصرفون لعرض واستعراض، أجزاء من المتلاشيات،من مختلف الأدوات والمعدات، فيما ضجيج حركية البيع والشراء، يكاد يغطي على ما عداه،بهذا الفضاء المثخن بنفحات” اللي فاتك بنفتاحة،يقول الحديد غالي”.فجأة وبدون مقدمات بدأت ترتفع سحابة دخان لتغطي الأفق، مصدرها أحد المحلات المخصص لبيع بعض المعدات البلاستيكية وتجهيزات السمكرة، مع تدفق صبيب من ألسنة النيران، التي تضافرت حرارتها ، مع حرارة الجو، لتحول المكان إلى جحيم لايطاق.ارتفعت أصوات الاستغاثة من هنا وهناك، فيما جاهد بعض أصحاب المحلات المجاورة،في إبعاد سلعهم ومعداتهم، درءا لأن تمتد إليها عوادي النيران، وتجعل من الخسارة خسارتين.مع تضخم حجم الحريق، بامتداد النيران إلى مختلف تجهيزات المحل، وتشكل سحابة دخان خانقة،مع ما استتبع الأمر من ارتفاع صوت طقطقة البلاستيك،بدأ الحريق يخرج عن السيطرة ولم تنفع كل المجهودات الذاتية في إخماد الحريق، ما تطلب ربط الاتصال بمصالح الوقاية المدنية. حلت ثلاث شاحنات صهريج كبيرة، وعدد من رجال الإطفاء بقيادة قائدهم الجهوي، مع الاستعانة بقنينات الأوكسيجين والأقنعة الواقية من الدخان، لتنطلق فصول مجهودات جبارة لمحاصرة النيران المندفعة في حيز مكاني ضيق، ومنع امتداداتها لباقي المحلات المجاورة.إلى غاية الثانية من زوال اليوم ذاته، ظلت عناصر الوقاية المدنية في سباق محموم ضد النيران، مع بذل مجهودات جبارة، لتحييد المحلات المجاورة، قبل أن تتمكن من وضع حد لغضب النيران، وكبح جماحها.انقشع المشهد عن مظاهر حريق مهول، أتى على محتويات ثلاثة محلات تجارية، متخصصة في عرض وبيع المواد والمعدات نفسها، حيث تبين أن ملكيتها تعود لتاجر واحد، إذ كان منسوب الخسائر المادية مرتفعا، تم تحديده في أزيد من 200 مليون سنتيم.المصالح الأمنية التي حلت بفضاء المكان، انكبت بدورها على ترصد كل شاردة وواردة وسط حطام الحرائق، بغية تحديد الظروف والملابسات وكذا الأسباب الحقيقية،التي رمت سوقا بحجم”لافيراي” بدمار حريق مفاجىء، ورميه بسهام” آش عند العافية ما تعطي،غير الصهد”.مباشرة بعد انتهاء عملية الإخماد، كان لعناصر الوقاية المدنية موعد مع حريق جديد،لكن هذه المرة بزنقة ابن عائشة حين قررت “العافية” نقل حربها المعلنة، إلى قلب المنطقة السياحية جيليز، فكشرت عن أنياب نيرانها، بمحل راق للحلاقة، أتت على جزء من محتوياته، مع إدخال الساكنة المجاورة دائرة الخوف والفزع، حيث تسابق بعضهم للنجاة بجلده،وهو يشاهد ألسنة النيران تنبعث من داخل المحل ،مصحوبة بركام دخان غطت تلاوينه فضاء المحل والمناطق المجاورة.تمكن رجال المطافىء من السيطرة على الحريق، الذي تم تحميل مسؤوليته لجهاز التسخين المائي، وحملوا أنابيبهم وأمتعتهم، ولسان حالهم يردد” شحال قدك ما تصبر للصهد الحامي،امولاي التهامي؟”
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر