الرباط - المغرب اليوم
تفاجأ العديد من المواطنين المغاربة، مساء أمس الخميس، بظهور العشرات من النقاط المضيئة في السماء، تسير في خط مستقيم وبشكل منظم، بشكل غير معهود، سادت معه حالة من الدهشة، سيما وأنها تأتي في ظل فقدان الصين السيطرة على أحد صواريخها الذي يزيد وزنه عن الـ 20 طناً، في مدار الأرض، ووجود احتمال لسقوطه بشكل عشوائي، في الأيام المقبلة.وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في عدد من المدن المغربية بالجهة الشرقية، وأيضا بالغرب الجزائري، تدوينات وصوراً ومقاطع فيديو، تتحدث وتظهر النقاط المضيئة التي تسير بشكل مستقيم وفي نفس الاتجاه، عكس النيازك، التي تسقط من أعلى لأسفل، معربين عن دهشتهم من هذه الظاهرة الغربية.
تفسير الأوضاء في السماء…
ويرجع تفسير هذه الأضواء، والتي ليست المرة الأولى التي تظهر فيها، حيث سبق للعديد من الأشخاص، في العالم، والمغرب أن شاهدوها في السنة الماضية، وقبلها أيضا، إلى الملياردير الأمريكي من أصل جنوب إفريقي، إيلون ماسك، الذي أطلق في 2019 مشروعاً ضخماً لتوفير شبكة الإنترنت، بسرعة كبيرة جدا، في مختلف أنحاء الكوكب.ويتضمن هذا المشروع المسمى بـ”Starlink” إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية صغيرة الحجم، والتي يزن كل واحد منها حوالي 227 كيلوغرام، حيث ستتواجد على مسافة تقل عن الـ 500 كيلومتر من سطح الكوكب، الأمر الذي يتيح للأشخاص على الأرض، في أزمة وأماكن محددة، رؤيتها بالعين المجرد، على شكل نقاط مضيئة.
تفاصيل مشروع إيلون ماسك
ويعمل ماسك، عبر شركته “SpaceX“، على توفير إنترنت عالي السرعة لكوكب الأرض بأكمله، وهو ما سبق وأعلن أنه يحتاج، ما بين 10 آلاف و12 ألف قمر صناعي من النوع المذكور، يدور حول الكوكب على المدى البعيد، حيث شرع في إطلاق أقماره الصناعية، منذ ماي 2019، بواقع حوالي 60 قمراً في كل دفعة، وهو ما يفسر بروز هذه الظاهرة، في أكثر من بلد، وفي أوقات مختلفة من السنة منذ تلك الفترة.
مشروع ماسك، الذي سيتيح له، أن يكون صاحب أكبر عدد أقمار صناعية في التاريخ، أثار الكثير من الجدل في الأوساط العلمية الفلكية، حيث اعتبر خطأ من قبل العديد من العلماء، نظرا لما قد يشكله من اكتظاظ في مدار الأرض، من شأنه أن يتسبب في صدامات بين الأقمار الصناعية بين الفينة والأخرى، وهو ما قرر معه إيلون، تخفيض مسافة أقماره لتكون على بعد 500 كيلومتر، بدل أزيد من ألف التي طلبها في البداية.
جدل علمي..
وتسببت خطوة ماسك، في إثارة جدل كبير، نظرا لما يمكن لآلاف الأقمار الصناعية، أن تتسبب فيه من أضرار كبيرة على البحث العلمي، بسبب التشويش المحتمل لها على التيليسكوبات، إلى جانب تشويهها لمنظر السماء، واحتمال حيلولتها دون الاستمرار في استكشاف الفضائي، بسبب عددها الكبير جدا.وسبق لدينيس هوبر، وهو عالم فلك فرنسي، أن قال إن مشروع ماسك، لا يحظى بالإجماع في الأوساط العلمية، منبهاً إلى أن هذه الأقمار الصناعية، وعددها الكبير، يمكن أن يتسبب في تشبع السماء، إلى جانب التلوث الضوئي، وأضرار أخرى محتملة على البحث العلمي.
وأشار هوبر، إلى أن هذا النوع من الأقمار الصناعية لا ينتج ضوءاً، وبالتالي لا يمكن رؤيتهم طوال الوقت، ويظهرون حين تنعكس أشعة الشمس على الألواح الشمسية، في الصباح الباكر أو في بداية المساء، حيث تكون مرئية بشكل واضح، حتى إن كان هناك ضباب خفيف.
لرؤيتها مجدداً..
ويمكن للراغبين في مشاهدة هذه الأضواء من جديد، الولوج إلى المواقع المخصصة لتتبع ممرات الأقمار الصناعية في مدار كوكب الأرض، وتحديد المنطقة التي يقطنون بها، من أجل أن يحظوا بفرصة جديدة لرؤية قطار الأقمار الصناعية “Starlink”، التابع لشركة “SpaceX”، التي يديرها إيلون ماسك
قــــــــــد يهمـــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر