الرباط - المغرب اليوم
مجددا، ودون تغييرات كثيرة، كشفت التساقطات المطرية الأخيرة ضعف البنيات التحتية للعديد من المدن المغربية، التي أغرقتها الملمترات في المياه، خصوصا التي لم تنل حظها من التهيئة الحضرية، وبقيت حبيسة منطق "تدبير الدواوير".وتظهر صور منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي أحياء من مدن الدار البيضاء وتيزنيت وسلا وأكادير وخريبكة تعاني جراء التساقطات التي تتسبب دوريا في مشاكل عديدة، بقطع الطرق ودخول المياه إلى المنازل الخاصة، وكذا الفضاءات العامة.ورغم تكرر المشهد تستمر شكاوى الناس من عدم التزام كثير من الجماعات بوعود تهم تأهيل قنوات الصرف الصحي؛ فيما تظل دواوير معزولة تقاسي الأمرين بين الانهيارات وضعف البنيات المنزلية، ثم الحاجة الماسة إلى الأمطار فلاحيا.
وأمام بداية فترة تساقط الأمطار، يطالب متضررون من مدن مختلفة باستدراك النقص الحاصل قبل فوات الأوان، وارتفاع حدة الملمترات، التي تشل حركة السير أحيانا وتتسبب في عزلة أحياء ومنازل، كما أودت بأرواح كثيرة خلال السنوات الماضية.توفيق سميدة، فاعل مدني متتبع لاشتغالات المجالس الجماعية، أورد أن المشكل يتكرر بشكل دوري كلما تساقطت الأمطار بالمملكة، مسجلا في هذا الباب خروقات عديدة على مستوى تدبير التساقطات التي تحتاجها البلاد بعد موجة جفاف.وأضاف سميدة، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المشكل الرئيسي يكمن في اختراق الوديان لمدن كثيرة؛ "ففي أكادير على سبيل المثال تحمل السيول كل مخلفات الناس في هذه الوديان إلى وسط المدينة ومناطق سياحية حساسة".
وأوضح المتحدث ذاته أن أشغال المجالس المتعثرة كذلك تحول المدن إلى مسابح متسخة، تعرقل حركة المرور في أحيان كثيرة، فضلا عن الاختناقات المتكررة لقنوات الصرف الصحي، ما يحول الأحياء إلى برك كبيرة من المياه المتسخة.واعتبر سميدة، في ختام تصريحه للجريدة، أن "المسؤولين غائبون تماما، فرغم البرامج المتكررة مازالت المدن تشهد مشاكل عديدة بفعل تساقطات بسيطة"، منبها إلى "التراخي الحاصل"، كما طالب بضرورة تسريع برامج الحماية من الفيضانات.
قد يهمك ايضا:
رياح قوية وزخات رعدية وثلوج بعدة مناطق مغربية
زخات مطرية وزوابع رملية مرتقبة بعدة مناطق مغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر