عاد موضوع الانقطاعات المتكررة ل الماء الشروب وسوء توزيعه بين أحياء مركز جماعة تيزي نيسلي ودواويرها إلى واجهة الأحداث مباشرة بعد الانتخابات الجماعية الأخيرة، التي أفرزت تشكيلة جديدة بالجماعة على رأسها النائبة البرلمانية مريم أحساة عن حزب التقدم والاشتراكية.وتراهن ساكنة تيزي نسلي على المجلس الجماعي الجديد، الذي يتوفر على أغلبية مطلقة وتترأسه نائبة برلمانية، لإيجاد حل جذري لأزمة الماء الشروب، وإعادة تأهيل شبكة التوزيع التي أضحت قنواتها مهترئة، ما زاد من قلق الساكنة ومن منسوب شكوكها حول مدى جودة الشبكة وعلاقة ذلك ببعض الأمراض المتفشية مؤخرا، من ضمنها داء الفشل الكلوي.
وبحسب ما جاء في تصريحات متفرقة لهسبريس، يشكو سكان الجماعة التابعة لإقليم بني ملال من ضعف البنى التحتية واستمرار الطابع القروي في المركز، ومن مشكل الانقطاعات المتكررة للماء الشروب، وسياسة الحلول الترقيعية التي نهجتها المجالس الجماعية السابقة لوضع حد لمختلف الإكراهات التنموية التي كانت وماتزال تقض مضجع الساكنة.وفي هذا الصدد، حمّل عبد العزيز التوبي، مجاز معطل من بلدة تيزي نسلي، المجالس المتعاقبة على تدبير الشأن المحلي المسؤولية الكاملة في عدم إنجاز حزمة من المشاريع التنموية التي كانت الساكنة قد ترافعت عنها منذ سنوات واعتبرتها قضايا مطلبية ذات أولوية.
وقال التوبي في تصريح لهسبريس إن “تيزي نيسلي في حاجة إلى الصرف الصحي، وملاعب رياضية للقرب بمعايير الجودة، وتقوية حافلات النقل المدرسي، وفضاءات الترفيه، والربط بشبكة قوية للأنترنيت، وتوسيع شبكة الكهرباء، وإحداث حديقة عمومية، وتزويد المنطقة بوكالة بريدية، وايجاد مكان ملائم للمحطة الطرقية وللسوق الأسبوعي، وحل مشكل النفايات المنزلية، وتعزيز قطاع الصحة بسيارات الإسعاف، وتبليط الأزقة”.
ويأمل السكان، وفق المتحدث، في حل أزمة العطش بشكل جذري وليس اعتمادا على حلول ترقيعية، مشددا على أن “هذا الموضوع أفاض الكأس أكثر من مرّة، وكان وراء مسيرات احتجاجية تطالب بحلحلة المشكل والحد من معاناة الأحياء المتضررة، في ظل استمرار اعتماد الجماعة الترابية على مبدأ تقسيم مياه العين على الأحياء بالساعات، وعلى الدواوير بالصهاريج المتنقلة، وكذا في غياب تفاعل جدي من طرف المسؤولين مع مراسلات الساكنة”.
من جهته، قال موسى العابد، وهو من النشطاء المهتمين بالشأن المحلي، إن “السكان يراهنون على المجلس الجماعي الجديد لإعادة تأهيل المقطع الطرقي الذي يربط مركز تيزي نسلي بالمحيط الذي خضع لعدة إصلاحات لم تخرج عن إطار الترقيع، ما يتطلب إعادة برمجته من جديد لتحقيق أمل الساكنة في مدخل رئيسي بمعايير الجودة متضمن لكل المنشآت الفنية”.وأضاف موسى أن “السكان يأملون في إيجاد حل نهائي لضعف صبيب المياه الصالحة للشرب، وتبسيط مساطر البناء بالنظر إلى الطابع القروي للجماعة، كما يدعون إلى تأهيل البنى التحتية الأساسية، الرياضية والثقافية والترفيهية، والحد من ظاهرة انتشار الأزبال في الأزقة وبالقرب من المرافق الحساسة، خاصة منها دار الأمومة، وربط المسؤولية بالمحاسبة فيما يتعلق بالمشاريع المتأخرة أو التي شابتها اختلالات، ويراهنون على إيصال مطالبهم إلى قبة البرلمان ولم لا إلى باقي مراكز القرار من خلال الرئيسة المنتخبة”.
وفي معرض تعليقها على مطالب الساكنة، قالت رئيسة جماعة تيزي نيسلي مريم أحساة، في تصريح لهسبريس، إن “أعضاء المجلس الجماعي الذين نالوا ثقة الساكنة في انتخابات الثامن من شتنبر الماضي، يتفهمون مطالب الشباب لأنهم كانوا على تواصل دائم معهم وهم من طينتهم، ومن ثمة لا شك في أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب رغم الإكراهات الموجودة”، مشيرة إلى أن “هذا المشكل ليس وليد اللحظة بل يعود إلى سنوات خلت”.
وأوضحت أحساة أن “ما يزيد من حدة الأزمة، ضعف مياه الآبار والمنابع جراء النقص الحاصل في الفرشة المائية بالمنطقة ككل، فضلا عن العشوائية في استغلال الشبكة”، مشيرة إلى أنها تعمل على تدبير الأزمة بحلول ترقيعية، وأن الرهان لتصحيح هذا الوضع مرتبط بتفويض القطاع للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب.وكشفت الرئيسة الجديدة، المنتمية لحزب التقدم والاشتراكية، أن “أكبر عائق يواجه المجلس الجماعي الحالي يتعلق بضعف ميزانية الجماعة الترابية التي لا تسمح بحل كل هذه الإشكالات المطروحة في هذه الظرفية بالذات”، مضيفة أنه “دون تنمية مداخيل الجماعة، والرفع من الضريبة عن القيمة المضافة للجماعة التي لا تتجاوز 250 مليونا لساكنة تتجاوز 13 ألف نسمة، وإشراك كافة المتدخلين في التنمية المحلية، بما في ذلك السلطات المحلية والإقليمية، يصعب تحقيق آمال الساكنة في التنمية المنشودة”.
وفي يخص باقي الإشكالات التنموية التي تشكو منها الساكنة، أوضحت النائبة البرلمانية رئيسة المجلس الجماعي لتيزي نيسلي أنها تترافع رفقة باقي أعضاء المجلس الجماعي على تنزيل مشروع الصرف الصحي في أقرب وقت ممكن، وتطمح إلى تفعيل الدراسة الخاصة بمشروع التبليط التي كانت قد توقفت بسبب الجائحة.وبخصوص مشروع التأهيل، أبرزت المتحدثة أن “اتفاقية في هذا الإطار قد تمت، لكن إلى حد الساعة لم يتم تنفيذها”، مشيرة إلى أن التأهيل يُعد من بين انشغالاتها بالنظر إلى أهميته، إلى جانب ورش التحفيظ الجماعي، الذي قالت إن من حق الساكنة الاستفادة منه على غرار إحدى الجماعات المجاورة.
وأكدت المتحدثة أنها في حوار مع مجلس الجهة والمجلس الإقليمي من أجل برمجة عدد من المشاريع الهادفة إلى تحسين عيش الساكنة، وإعداد المنطقة لاستقبال عدد من المشاريع التنموية ذات صبغة فلاحية وسياحية، وذلك بمساهمة عدد من المؤسسات الخاصة، ما سيمكن الجماعة من تحقيق قفزة نوعية على مستوى البنية التحتية وتوفير فرص التشغيل.وأشارت إلى أن والي جهة بني ملال خنيفرة، الخطيب الهبيل، قام بتدشين المدرسة الجماعاتية تيحونة، وداخلية بطاقة استيعابية تصل إلى 120 سريرا بجماعة تيزي نسلي، بتكلفة بلغت حوالي 10 ملايين درهم، سيستفيد منها ما يزيد عن 87 تلميذا وتلميذة.
ولدعم البنيات التحتية الرياضية بالعالم القروي، تم إعطاء انطلاقة أشغال بناء ملعبين للقرب بجماعتي تيزي نسلي والقصيبة، بتكلفة قدرت على التوالي بـ 900 ألف درهم و960 ألف درهم، يندرجان في إطار برنامج إنجاز 26 ملعبا للقرب بإقليم بني ملال بتكلفة ناهزت 20 مليون درهم، وذلك بشراكة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة، والمجلس الإقليمي لبني ملال، وصندوق التجهيز الجماعي.
قد يهمك أيضَا :
أزمة ماء الشرب تخيم على ساكنة إغرم في تارودانت المغربية
شركة "ليدك" تعلن عن أشغال كبرى لتحويل شبكات ماء الشرب في البيضاء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر