تعرف تكساس بانها ارض الحفارات والنفط، لكنها اليوم باتت قادرة على انتاج التيار الكهربائي مجانا في الليل، بفضل تطورها في مجال الطاقة الهوائية.
فمنذ العام 2012 بات بامكان المنازل والمؤسسات في تكساس ان تستخدم اعتبارا من السابعة مساء وحتى السابعة صباحا التيار الكهربائي مجانا، مشغلة الغسالات وجلايات الصحون وغيرها من الاجهزة المنزلية التي تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة الكهربائية.
ويجري ذلك بموجب عروض يطلق عليها اسم "تايم اوف يوز"، يحض السكان على تأجيل استهلاك الطاقة الكهربائية بوتيرة كبيرة الى الليل حين تكون الكلفة متدنية.
ويقول جوش ليش مدير التسويق في مجموعة اوباور التي تقدم عروضا عدة للتيار الكهربائي "ساعات اليوم ليست متساوية، الطاقة الكهربائية اغلى في النهار مما هي عليه في الليل، واغلى في الصيف مما هي عليه في الشتاء".
ويقول مايكل باترسون المتحدث باسم مجموعة "تي اكس يو انرجي" التي تعرض على زبائنها صيغا مختلفة من الطاقة الهوائية، منها التيار المجاني ليلا وفي نهاية الاسبوع "يتيح هذا الامر الا نرهق شبكة التيار الكهربائي".
وعلى غرار المنافس المحلي "ريليانت انرجي"، تزود "تي اكس يو انرجي" زبائنها بتيار كهربائي قوي تولده من المحطات الهوائية، وتقدمه مجانا في الليل حين تهب الرياح عاتية في سهول تكساس.
ومن فوائد هذا النظام انه يسمح ايضا بتخزين الطاقة الكهربائية.
ويرى باترسون ان هذا النظام مربح لكل من المستهلك والمنتج، ولاسيما ان انتاج التيار في ساعات الذورة مكلف جدا، وهو يشكل القسم الاكبر من المصاريف التي يتكبدها متنجو التيار للاستجابة لطلبات زبائنهم.
ويفول جوش ليش "ان لم يكن لديكم ما يكفي من القدرة لانتاج الطاقة المطلوبة، عليكم ان تنشئوا محطات جديدة او توربينات هوائية، وهذا الامر ليس شائعا كثيرا في الولايات المتحدة".
ويدفع تقديم التيار الكهربائي مجانا في الليل الى تخفيض استهلاك الكهرباء في ساعات الذروة في النهار، وبذلك تتوزع وتيرة الاستهلاك على مدار الساعة.
في منطقة الانتاج الكهربائي التي لا تتصل بشبكات ولايات اخرى، والتي تديرها شركة "ايركوت"، وصل عدد المشتركين في خدمة "تايم اوف يوز" الى 135 الف منزل من اصل ستة ملايين في العام 2013، بحسب ما يقول الخبير بول واتلز لفرانس برس.
وقد ارتفع هذا الرقم الى 290 الفا و328 في السنة التالية.
وتعتمد مشاريع مماثلة في ولايات اخرى، ولاسيما على الساحل الشرقي، مثل في بالتيمور حيث تكافئ مجموعة "بي جي اي" المزودة للكهرباء زبائنها على استهلاكهم الرشيد للطاقة.
لكن ولاية تكساس تشكل حالة فريدة في استقلالها شبه التام عن باقي مناطق الولايات المتحدة في انتاج الطاقة وتوزيعها، وهي نادرا ما تحتاج الى استيراد الطاقة الكهربائية من ولايات اخرى رغم معدل الاستهلاك المرتفع فيها والذي وصل الى 55,4 كيلووات ساعي للفرد الواحد فيما هذا المعدل لا يزيد عن 40,2 في عموم مناطق البلاد.
اضافة الى الغاز الطبيعي، يمكن لتكساس ان تعتمد على الطاقة المولدة من المحطات الهوائية، والتي ارتفعت اكثر من 12 ضعفا بين العام 2002 والعام 2011.
وفي الاجمال، تتمتع تكساس بالقدرة على انتاج التيار الكهربائي من الرياح بقوة 12 الف ميغاوات. وبهذا تكون، بحسب الخبراء، القوة الخامسة في العالم في انتاج الطاقة بعد المانيا والصين وباقي مناطق الولايات المتحدة والهند.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر