برشلونة - المغرب اليوم
أكد خبراء في الطاقة والمناخ والبيئة والتواصل المجتمعي في مجال التنمية أن العالم يحتاج إلى تسارع معدل التحول الحالي نحو الطاقة المتجددة حوالي 6 أضعاف المعدلات الحالية؛ من أجل القضاء على الانبعاثات الكربونية تماما بنهاية الخمسين عاما القادمة الذي أصبح يمثل هدفا دوليا ملحا.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى للاجتماع الثالث لصحفيي البيئة في وكالات الأنباء في منطقة البحر المتوسط الذي يستضيفه، اليوم الثلاثاء، وعلى مدى يومين الاتحاد من أجل المتوسط، في برشلونة، بالتعاون مع الاتحاد العالمي الحفاظ على الطبيعة؛ وذلك لإتاحة الفرصة لتحليل ومناقشة بعض التحديات البيئية؛ بما في ذلك تغير المناخ والتحول في مجال الطاقة، والمبادرات التي يتم تنفيذها على المستوى الإقليمي في هذا الصدد.
وأشار الخبراء إلى ضرورة التحول في مجال الطاقة بالاعتماد على الطاقات المتجددة ورفع كفاءتها والترشيد في الاستهلاك من أجل تنمية مستدامة تخدم البشرية على مدى القرن القادم.
وحذر الخبراء من تزايد انبعاثات الكربون حول العالم، مشيرين إلى أن منطقة البحر المتوسط هي الأسرع في معدل تزايد ارتفاع الحرارة، وتزايد ارتفاع سطح البحر في المنطقة، ونوهوا بأن السواحل والمواقع التاريخية معرضة للخطر، إضافة إلى تزايد حموضة مياه البحر المتوسط وحول العالم أيضا.
وشدد الخبراء، على ضرورة التحول في مجال استدامة الطاقة على ضوء تزايد ارتفاع انبعاثات الكربون من الوقود، مشددين على الحاجة إلى تسريع معدل التخلص من الكربون في المتوسط، وتوفير مرونة التمويل في جميع أشكاله لصالح المشاريع المعنية بهذا المجال، وتشجيع استثمارات القطاعين الخاص والعام في هذا الصدد حول العالم.
وتناولت الجلسة تحديات التحول في مجال الطاقة في منطقة البحر المتوسط، حيث ناقش الخبراء أهم القضايا المتعلقة بالتحول في مجال الطاقة في المنطقة من خلال التحول إلى الطاقات المتجددة والاعتماد على رفع كفاءة الطاقة في أعقاب اتفاقية باريس والآثار الاجتماعية والبيئية.
من جهتها، قالت رئيسة الجلسة نهال القويسني، الخبيرة المصرية في مجال التواصل المجتمعي في مجال التنمية، والمسئول الإعلامي والصحفي في البنك الدولى بمكتب القاهرة سابقا، إن التوصل إلى نمط تنموي خالي تماما من انبعاثات الكربون يمثل أحد التحديات القوية في مجال التنمية والتكيف مع التغيرات المناخية على سطح الأرض.
وأضافت أن هذا يأتي في إطار توقعات نمو الاقتصاد العالمي ثلاثة أضعاف حجمه الحالي، مما يلقي عبئا كبيرا على حكومات العالم التي تحاول اللحاق بالركب المتسارع للتنمية في نفس الوقت الذي يتحتم عليها خلق توازن على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي لمواطنيها.
وتابعت "لحسن الحظ فإن الانتقال إلى النمط العالمي الحديث لتوليد الطاقة النظيفة سوف يتيح فرصا جيدة للعمل والصحة العامة بالإضافة إلى تحقيق العدالة وفرص العيش الإنساني الآمن".
بدوره، قدم وولفجانج كرامر، من شبكة خبراء البحر المتوسط حول تغير المناخ والبيئة (MedECC)، عرضا علميا حول موارد الطاقة في منطقة المتوسط تناول الاتجاهات السابقة والأوضاع الحالية ونقاط الضعف والمخاطر.
وقدمت أولجا أوكوموس، من الاتحاد من أجل المتوسط، عرضا لمشروع الاتحاد الأوروبي عن إطار منطقة جنوب وشرق المتوسط "SEMED" الخاص بالطاقة المتجددة (SPREF) الذي يهدف إلى تحفيز أسواق الطاقة المتجددة الخاصة في مصر والأردن والمغرب وتونس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر