فيينا - كونا
تنظم الغرفة التجارية العربية النمساوية هنا الخميس فعاليات منتدى الطاقة المتجددة بين النمسا والدول العربية للبحث في أفضل السبل لتلبية الحاجة المستقبلية للطاقة المتجددة في الدول العربية.
ويأتي عقد هذا المنتدى الاول من نوعه الذي تنظمه الغرفة ليوم واحد بعنوان (منتدى الطاقة المتجددة ابتكارات وحلول) من أجل استكشاف سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية من ناحية وبينها وبين النمسا من ناحية أخرى وكيفية إحياء شراكة فاعلة بين الطرفين في مجالات الطاقة المتجددة والصناعة الخضراء .
وسيقوم رئيس الغرفة التجارية النمساوية وعضو المجلس الاتحادي السيناتور الدكتور ريشارد شانز بافتتاح هذا المنتدى فيما يلقي رئيس بعثة الجامعة العربية رمزي عزالدين كلمة باسم الدول العربية يقدم فيها شرحا موجزا لتطور استخدام الطاقة المتجددة في العالم العربي .
ويحضر أعمال المنتدى عدد كبير من ممثلي الهيئات الرسمية الحكومية والخاصة المعنية بشؤون الطاقة على مستوى الدول العربية والاوروبية.
وسيقدم عدد من ممثلي الدول العربية كالجزائر وتونس والاردن ومصر وغيرها ورقات تستعرض واقع ومستقبل الطاقة المتجددة في دولهم وكيفية تقنينها.
ويدير أعمال المنتدى وزير الدفاع النمساوي السابق هربرت شايبنير الذي يعتبر من أبرز الناشطين في مجال الطاقة الصديقة للبيئة .
وفي هذا الصدد قال الامين العام للغرفة التجارية العربية النمساوية المهندس مضر خوجة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المنتدى سيبحث في جملة من المواضيع المتصلة بالطاقة المتجددة وكيفية الاستفادة منها.
وأوضح ان المشاركين سيبحثون مسألتين رئيستين الاولى حول الحالة القانونية الاستثمارية في مجال الطاقة المتجددة لبعض الدول العربية المتوسطية ومسألة الحوافر التي تقدمها الدول العربية لتشجيع المستثمر الاجنبي بشكل عام والنمساوي بشكل خاص على الاستثمار في هذا القطاع الواعد الذي سيدر في المستقبل ارباحا ضخمة على الدول العربية اذا ما تم اعتماده بشكل منهجي.
واضاف ان المنتدى سيسلط الضوء على حقيقة الامكانات المتاحة لبعث شراكات اقتصادية تكنولوجية في مجال الطاقة المتجددة بين الدول العربية والنمسا وكيفية خلق تعاون وثيق بين الجانبين يتناسب مع علاقات الشراكة المتميزة بينهما خصوصا وان عدة دول عربية خطت خطوات واعدة نحو تحقيق وفرة في الطاقة البديلة والمتجددة بما يلبي احتياجاتها مثل السعودية والامارات ومصر والمغرب وتونس.
وشدد خوجة على اهمية تامين احتياجات العالم من الطاقة بشقيها التقليدي والمتجدد باعتبارها تشكل نقطة ارتكاز اساسية في سياسات الدول لحماية امنها القومي وضمان الحاجات المستقبلية للطاقة للاجيال المقبلة بما يضمن نجاح المخططات التنموية الاقتصادية والاجتماعية.
وتطرق الى الاقبال المتزايد في العالم العربي على الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة مشيرا بهذا الخصوص الى ان نحو 20 مليون مواطن عربي يفتقدون اليوم الى مصادر الطاقة التي بات الطلب عليها ينمو بشكل سريع.
ولفت الى أهمية مصادر الطاقة البديلة التي تزخر بها الدول العربية مشيرا الى مصادر متنوعة من الطاقة وأهمها الطاقة التقليدية اضافة الى ما تتمتع به من المصدر الاكبر للطاقة البديلة وهي الشمس حيث ضمن نطاق الحزام الشمسي الذي يستوعب كل متر مربع فيه كمية من الاشعاع الشمسي تصل الى 6 كيلوات في الساعة .
وأضاف ان الغرفة التجارية العربية النمساوية التي تقدم المشورة للدول العربية الاعضاء حرصت على تنظيم هذا المنتدى لتعزيز العلاقات المتميزة بين الجانبين في مجال الطاقة المتجددة نظرا لما تمتلكه النمسا من كوادر فنية وتجربة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة جعلها اليوم قادرة على تامين ما يقارب 33 بالمئة من اجمالي احتياجاتها السنوية من الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة.
وقال ان المنتدى يهدف ايضا الى مساعدة الدول العربية على الاستفادة من الدور الريادي للنمسا في هذا المجال بفضل ما تزخر به من خبرات ومراكز ابحاث وصناعات في مختلف مجالات الطاقة المتجددة الشمسية والهوائية والرياح وغيرها المنتشرة في مختلف ارجاء البلاد مشيرا الى ان نسبة الاحتياجات في اوروبا تنمو بنسبة 5ر0 في المئة مقابل 5ر2 في الدول العربية.
وراى ان الحضور اللافت لفعاليات المنتدى من قبل الخبراء والمستثمرين النمساويين يعد دليلا على مدى اهتمام النمسا لمسالة دعم و تعزيز تعاونها مع الدول العربية في هذا المجال وفي مجالات اخرى حققت فيها النمسا نجاحات كبيرة بينها مسالة تدوير النفايات وحتى في مجال تحلية المياه عبر الطاقة الشمسية.
واشار الى ان هناك العديد من الشركات النمساوية العملاقة التي تقوم بمشاريع كبيرة في الدول العربية كالمشروع القائم حاليا في الامارات وهو من اكبر المشاريع في تحلية المياه عبر الطاقة الشمسية.
واشار خوجة الى خطط الدول الخليجية الطموحة كالسعودية والامارات وقطر وغيرها للاستفادة من الطاقة الشمسية خلال السنوات المقبلة مشيرا على سبيل المثال الى ان دولة الكويت تطمح من خلال اول مشروع لها لانتاج الطاقة الشمسية الى انتاج 70 ميغاوات بحلول عام 2016 فيما تتطلع الى ان يصل انتاجها من الطاقة الشمسية الى 2000 ميغاوات بحلول عام 2030.
واعرب خوجة عن ثقته بان هذا المنتدى سيكون ناجحا بكل المقاييس معتبرا ان دعوة الغرفة لعقد هذا المنتدى وما لقيته من تجاوب كبير من قبل المشاركين العرب والنمساويين يعد دليلا على ان النمسا ستدشن حقبة جديدة من التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة المتجددة.
يذكر ان غرفة التجارة العربية النمساوية تقوم بدور السفير بين الشركات والمؤسسات الاقتصادية والمالية النمساوية والعربية بهدف تعزيز مناخ الثقة المتبادلة وإيجاد الظروف الملائمة للارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الشركاء النمساويين والعرب فضلا عن دعم أواصر التعاون الاقتصادى والتبادل الثقافي والتجاري بين النمسا والدول العربية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر