لندن ـ وكالات
حققت حصة الطاقة المتجددة في الاستهلاك العالمي للطاقة تقدما بنسبة 15' خلال العقد الاخير، لكن الهدف المعلن لمضاعفتها بحلول عام 2030 لا ينال اجماع الخبراء.
وقالت كريستينا فيغيريس الامينة التنفيذية لميثاق الامم المتحدة للتغيير المناخي امام قمة عالمية حول طاقة المستقبل في ابوظبي ان 'الانعطافة باتجاه الطاقة التي تصدر انبعاثا خفيفا للكربون تم اقرارها'.
واضافت 'لكن هذه الانعطافة لم يتم اتخاذها بالمدى والسرعة المطلوبين' بينما اطلقت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) الاثنين خارطة طريق جديدة لمضاعفة حصة مصادر الطاقة المتجددة في العالم بحلول العام 2030.
من جهته اقر عدنان امين, الامين العام للوكالة، ومقرها ابو ظبي، بان 'الهدف طموح' الا انه اعتبر ان الهدف القاضي برفع نسبة الطاقة المتجددة من 16' حاليا الى 30' قد لا يكون ممكنا تحقيقه، مشيرا الى احتمال بلوغه نسبة 21' فقط اذا لم تتم مضاعفة الجهود.
واطلقت 'ايرينا' يوم الاحد الماضي في اليوم الاول من التئام جمعيتها العمومية في ابوظبي اول اطلس عالمي للطاقة الشمسية والهوائية بغرض مساعدة الدول على تقييم امكاناتها.
وافاد تقرير صادر عن شبكة سياسة الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين، وتضم القطاعين العام والخاص، ان حصة الطاقة المتجددة تبلغ حاليا 17 الى 18 في المئة من الطاقة المستهلكة. وتشكل الطاقة الاحفورية من نفط وغاز وفحم حجري 80' والنووي 2 الى 3'، وفقا للتقرير.
وتشهد اراء 170 خبيرا تضمنها التقرير انقساما حول مستقبل الطاقة المتجددة. ويعتبر المتشائمون منهم ان الطاقة المتجددة لن يتجاوز 20' من الطاقة المستهلكة بحلول العام 2050، في حين يشير الوسطيون الى نسبة تتراوح بين 30 و 45' في حين يقول المتفائلون ان النسبة ستكون بين 50 و 90'.
ويبلغ حجم الطاقة المتجددة عشرين في المئة في 30 دولة على الاقل في حين حددت 120 دولة اهدافا مختلفة لادخالها وتطويرها.
بدوره قال فاتح بيرول كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية 'لست متفائلا بالنسبة للهدف المحدد عام 2030 كما لدي العديد من علامات الاستفهام'.
وكشف ان معدل سعر برميل النفط كان 112 دولارا خلال العام 2012 وهو رقم قياسي، مشيرا الى ان الدعم المقدم للطاقة الاحفورية 'هو العدو رقم واحد في النضال من اجل التغيير المناخي'.
واوضح بيرول ان اموال الدعم للمحروقات بلغت 523 مليار دولار العام 2011 اي بنسبة 30' اكثر من العام 2010 مشيرا الى ان هذه الاموال تجعل من الطاقة الاحفورية معقولة الكلفة وتزيد من استهلاكها. وتابع قائلا 'نحن بحاجة ملحة الى طاقة متجددة لكن اذا لم يكن هناك اطر تجعل الاستثمار مجديا فاننا لن نحقق الهدف'.
يشار الى ان الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة تراجعت بنسبة 11' العام الماضي بسبب الهبوط في اسواق المال الاميركية والاوروبية وغيرها. لكن الانكسار كان اقل ضررا مما هو متوقع، بحسب تقرير نشر الاثنين الماضي.
والعام الماضي وصل حجم الاستثمارات في مشاريع الطاقة النظيفة الى 268.7 مليار دولار مقابل 302.3 مليار العام 2011، طبقا لدراسة اجراها مكتب بلومبرغ نيو اينرجي فايننس.
وبحسب تقرير شبكة سياسة الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين فان الاستثمارات السنوية في قطاع الطاقة المتجددة خلال العقد المقبل ستتراوح بين 300 الى الف مليار دولار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر