صيد الخنزير في الجزائر هواية ووقاية من تكاثر الحيوان
آخر تحديث GMT 11:34:21
المغرب اليوم -

صيد الخنزير في الجزائر هواية ووقاية من تكاثر الحيوان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صيد الخنزير في الجزائر هواية ووقاية من تكاثر الحيوان

صيد الخنزير في الجزائر
ثنية - أ.ف.ب

ثلاثون صيادا مسلحين ببنادقهم وكلابهم غزوا غابة في منطقة الثنية (50 كلم شرق الجزائر العاصمة) لصيد الخنازير البرية التي تكاثرت باعداد مخيفة في خلال فترات العنف التي شهدتها البلاد في العقدين الماضيين.
ففي تسعينيات القرن الماضي، عندما اندلعت اعمال العنف في الجزائر، كان صيد الخنزير او حتى امتلاك بندقية صيد غير ممكن، فالمجموعات الاسلامية المسلحة بدأت في الاستيلاء على البنادق المنتشرة في القرى ما اضطر السلطات الى حجز كل الاسلحة لدى المدنيين.
قبل هذا التاريخ كان صيد الخنزير البري هواية محببة لدى 60 الف جزائري على الاقل، فقد كانوا يصطادون سنويا 50 الف حيوان وانضووا في 320 جمعية. اما عدد المدنيين المالكين لبندقيات صيد ففاق المليون.
وذكر رئيس فدرالية الصيد يوسف حمي بأن "ممارسة الصيد توقفت في 1993 بسبب الارهاب" موضحا ان المنع مازال ساري المفعول، باستثناء صيد الخنزير البري بشرط الحصول على ترخيص.
وحتى في حالة الحصول على ترخيص يصعب ايجاد الذخيرة، الممنوعة من التسويق ما يدفع الصيادين الى "التصرف"، كما يروي ضاحكا يوسف حمي.
وبفعل التكاثر المتزايد لاعداد الخنازير في العقدين المنصرمين، اصبح الولاة مضطرين لتنظيم حملات صيد جماعية للحد من الاضرار التي يسببها هذا الحيوان بعد ان وصل الى المدن.
لكن هذه الحملات تتم تحت رقابة مشددة حتى لا يتم الخلط بين الصيادين و"الارهابيين" الذين مازالوا ينشطون في الجبال المجاورة لمنطقة القبائل حيث قتلوا 11 عسكريا في 19 نيسان/ابريل، في عملية تبناها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
عمي السعيد بجسمه القوي وشاربه الكثيف هو زعيم مجموعة الصيادين، فقد وجد هذا العسكري الذي تقاعد من الجيش بعد 32 سنة من الخدمة، في هواية الصيد استمرارا لعمله السابق، كما انه يحظى باحترام جميع رفاقه.
وأثناء الصيد، هو الذي يقود العمليات بالبقاء على اتصال دائم بجهاز اللاسلكي مع الجيش حتى لا يقع اي خطأ، كما يقدم نصائحه لرفاقه الهواة الذي ينصتون لما يقول بكل اهتمام.
وبالنسبة ليوسف حمي فان " اليوم الجميل يجب ان ينتهي جميلا بلا اي حادث" مشددا على ضرورة الحفاظ على الامن.
اما الكلاب فتحوم حول الصياد الموجود في المقدمة وتتبع خطواته لاخراج الخنازير من مخابئها في الغابة.
وبعد مجادلات محدودة مع عمي سعيد، يتموقع الصيادون في اماكنهم على هضبة تعلو مجرى مائيا. مكان جيد لاطلاق النار. فالجو حار جدا في هذا اليوم وسيضطر الخنزير للخروج من اجل الارتواء، كما ان صيادي المقدمة بكلابهم توجهوا الى الجهة الاخرى من الغابة لاخافته.
ويتذكر احد الصيادين انه خلال سنوات 1990 وحتى 2004 لم يكن الكثير من الناس يخاطرون بالولوج الى مثل هذه الاماكن، في اشارة الى انتشار الاسلاميين المسلحين في المنطقة الجبلية المكسوة بالغابات.
ويفتخر عمي سعيد بالعمل الذي قام به مع مجموعته قبل سنوات عندما اتصلت بهم ادارة جامعة العلوم والتكنولوجيا بباب الزوار (الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية) لتطلب منهم تخليصهم من الخنازير المنتشرة في هذه الجامعة الشاسعة. وقال "في يوم واحد قتلنا 74 خنزيرا".
ومن موقعه على سفح صخرة شاهد عمي سعيد خنزيرا يتجه نحوه، فاطلق عليه رصاصة، توقف الحيوان عن الركض واطلق قباعا (صوت الخنزير) استمر لثوان ثم سمعت صوت طلقتين اخريين اسقطتاه ارضا.
قائد الفرقة ينزله من صخرته للتاكد ان الحيوان نفق فعلا ويتفقد اثار الطلقات على جسمه، ومن فرحته أخذ صورة مع فريسته.
وتنبأ يوسف خمي بمستقل زاهر لهوايته قائلا "غدا ان شاء الله عندما يعود الصيد بصفة رسمية سيصبح الخنزير مصدر دخل معتبر ويساهم في انعاش السياحة المحلية".
وفي الجزائر البلد المسلم الذي يحرم فيه تناول لحم الخنزير، يصعب حتى تصديره، لعدم وجود اطباء بيطريين يمكنهم التصديق على خلو اللحم من اي امراض.
وقال الدكتور البيطري طارق لعجوز "البيطريون الجزائريون لم يدرسوا الامراض المتعلقة بالخنازير.. لا يمكننا تقديم شهادات" تثبت صحة اللحم.
ولحم الخنزير يباع بشكل غير قانوني لبعض الاجانب وخاصة الصينيين، كما يوجد بعض الجزائريين الذين يستهلكونه خفية، اما الكمية الكبرى فيستفيد منها حدائق الحيوانات، كما اوضح احد الصيادين.
واكد احد الصيادين، عبد المجيد، انه "بعد كل صيد نقطع الخنازير في المكان وكل واحد ياخذ نصيبه" مؤكدا انه يقوم بطبخ اللحم في الحديقة بعيدا عن زوجته واولاده "حتى لا يزعجهم" لانهم اكثر تمسكا بتعاليم الدين الاسلامي التي تحرم اكل لحم الخنزير.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيد الخنزير في الجزائر هواية ووقاية من تكاثر الحيوان صيد الخنزير في الجزائر هواية ووقاية من تكاثر الحيوان



GMT 09:28 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب
المغرب اليوم - نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب

GMT 23:49 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
المغرب اليوم - فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي

GMT 22:07 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"عنكبوت" فيراري ينطلق بقوة 1000 حصان نسخة مكشوفة من SF90

GMT 08:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 11:17 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال القطرى أمام الجنيه المصرى اليوم الأربعاء 23-11-2022

GMT 14:49 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

4 ساعات غطس للرجل المغامر

GMT 03:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

منظمة الصحة العالمية تزف بشرى سارة بشأن "كورونا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib