يبقي العلماء والسكان في الاكوادور اعينهم مفتوحة على بركان كوتوباكسي، اخطر براكين العالم، منذ استعاد نشاطه في آب/اغسطس الماضي.
وقبل ايام، توجه فريق من معهد الجيوفيزياء في الاكوادور المكلف بمراقبة مخاطر الزلازل والبراكين الى موقع قريب جدا من فوهة البركان على ارتفاع حوالى خمسة الاف متر عن سطح البحر.
ووضعت هناك محركات تعمل بالطاقة الهوائية بغية تأمين الطاقة الكهربائية لمحطات مراقبة النشاط البركاني، في حال غطاها الرماد البركاني.
ويقول ماريو رويس مدير المعهد لوكالة فرانس برس "انه البركان الذي يحظى باكبر مراقبة في اميركا الجنوبية، لا يمكن استبعاد اي خطر قد ينجم عنه".
ويشير هذا العالم الى سهل واسع يمتد في سفح البركان تسرح فيه الخيول البرية وتطبعه اثار تعود الى آخر انفجار للبركان في العام 1877.
ويقول "لا توجد مناطق سكنية في شعاع عشرة كيلومترات، لكن هناك خطر ان يقذف البركان مزيجا من الغاز والرماد والحجارة يمكن ان تذيب الجبل الجليدي ما يؤدي الى سيول من الوحل والركام قد تصل الى المناطق السكنية على بعد عشرات الكيلومترات".
يستبعد رويس ان يثور البركان بشكل كبير، ولكن ان جرى ذلك فسيكون له قوة تدميرية تطال منطقة يقطنها 325 الف نسمة، وتؤذي الزراعة والبنى التحتية الاستراتيجية، ومنها انبوب نفط.
اما المرجح، فهو ان يكون مشابها في نشاطه لبركان تونغوراهوا في وسط الاكوادور، والذي يشهد ثورانا معتدلا منذ العام 1999.
- آخر براكين المنطقة "استيقاظا"-
وبركان كوتوباكسي جبل ضخم يرتفع خمسة الاف و897 مترا، وتكسوه الثلوج بشكل مستمر بحيث لم تذب عنه ابدا، وهو آخر براكين الاكوادور الاربعة "استيقاظا".
وبدأت حركته قبل ثلاثة اشهر، الامر الذي ادى الى اجلاء 400 شخص يعيشون قربه، والى اقفال الحديقة الوطنية التي تمتد على 33 الف هكتار.
واتخذت السلطات اجراءات لمواجهة ما قد يحدث، منها ما اثار جدلا مثل قرار الرئيس رافايل كوريا اعلان حال الطوارئ وحجز مئات ملايين الدولارات على سبيل الاحتياط، في الوقت الذي يعاني فيه البلد من ازمة ناجمة عن تدهور سعر صرف الدولار.
وقد اعتاد سكان المناطق المجاورة للبركان على مستوى الانذار "البرتقالي"، وهو ثاني مستوى في سلم من اربع درجات، كما اعتادوا على رؤية اعمدة الرماد تنبعث منه.
ويقول روبرتو فيلوز المقيم في قرية ايل بيدريغال على بعد عشرة كيلومترات من البركان "انا مذهول بهذا البركان، رغم الخوف من ان يكون مدمرا".
وفي المناطق المجاورة، تنظم بشكل مستمر تمارين على جلاء السكان في حال انفجار البركان، وتقام حملات وطنية للتوعية. ولكن لم تنشر بعد ارقام حول اثر استيقاظ البركان على السياحة والاقتصاد.
- حالة من الشك -
تجذب خريطة البراكين البالغ عددها 84 في الاكوادور زوار مركز الجيوفيزياء في شمال كيوتو، ويظهر كل بركان بلون يدل على مستوى نشاطه.
تصل المعلومات الى المركز اولا بأول من ستين محطة مراقبة مقامة حول البركان، وتعمل فرق من الخبراء على تحليلها على مدار الساعة.
ويقول رويس وهو يتابع ست شاشات عملاقة تعرض البيانات المجموعة من عشرات الاجهزة مثل الكاميرات الحرارية "حركة البراكين تجري تحت الارض، ويمكننا قياسها مباشرة".
ويضيف "نحن نقيس القوة الزلزالية وانبعاثات الغاز، ونحاول ان نتوقع مسار الامور".
وبحسب رويس، فان نشاط البركان انتقل في الايام الاخيرة من المستوى المعتدل الى المتدني.
ويقول "نحن في حالة من الشك، ولكننا سنكثف جهودنا في جمع المعلومات لتقليص حجم هذا الشك".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر