تربية عصافير المالينوا فى تونس حكاية غرام
آخر تحديث GMT 17:43:56
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

تربية عصافير "المالينوا" فى تونس حكاية غرام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تربية عصافير

تونس - المغرب اليوم

مع بداية فصل الربيع فى تونس يدخل مربو عصافير "المالينوا" فى دوامة من الضغط والصبر فى انتظار أولى الفراخ التى ستفقس وتدشن جيلا جديدا من هذه الفصيلة لدى محبيها.عصفور "المالينوا"... نوع من الطيور التى تعود أصولها إلى منطقة مالينز فى بلجيكا، وعُرف بسلالته النقية، وبصوت ونغمة خاصة لا يتقنها أى طير آخر، ما شجع بعض المربين التونسيين على جلبه لتونس منذ أكثر من 40 سنة، ومساعدته على التكيف فى بيئته الجديدة.الأناضول زارت أحد مربى "المالينوا" فى العاصمة تونس فى محاولة للتعرف عن قرب على عالم هذه الطيور، وتفهم سر علاقة المربى بهذا النوع من الطير والتى أقل ما توصف بأنها "حكاية عشق". أحمد الكوكى، خريج جامعى، فى العشرينيات من العمر. بمجرد أن تدخل بيته، تستدرجك زقزقة خافتة، تصحبك لغرفة خلف منزله، حيث يختلى بطيوره فى محضنة (حضانة) التفريخ، فهنا يربى طيوره حتى تكبر.يقول الكوكى "منذ سن السابعة، بدأ يتكون عندى ميل لهذه الطيور، حيث استهوتنى بألوانها الزاهية". ويضيف: "تطورت العلاقة بيننا، وجذبنى هذا النوع من العصافير بصوته الجميل الذى يهدئ الأعصاب المتشنجة"، على حد وصفه.تبدو علاقة أحمد بعصافيره الصغار أشبه بعلاقة أم تربى أبناءها، يقول "عندما أدخل المحضنة لأقدم لها الماء والغذاء، تبدأ بعضها بالزقزقة المتواصلة، تطالبنى أن أخصها هى بالطعام أولا، وقبل أخواتها، وكأنها طفل رضيع". ويضيف: "القاعد الأولى فى تربيتهم هى ضرورة مراعاة الجانب الصحى، فالبيئة الصحية، والنظافة، والاستحمام اليومى، والتطعيم بالفيتامينات أساس العلاقة لكل من يرد المواصلة مع المالينوا."يشرح الكوكى كيفية تلقين الفراخ الصغار دروس الغناء لدى المالينوا، فيقول "عند مرحلة التفريخ فى الأقفاص، نحرص على البحث عن أساتذة الغناء من المالينوا، وهى العصافير البالغة المتألقة بنغمات خاصة، نقربها للفرخ كى يحفظها عنهم، ويتمكن من المقاطع الغنائية بطريقة جيدة، ما يؤهله ليلتحق تبعا بصف أساتذة الغناء".تقام لهذا النوع من العصافير مسابقات للغناء، حيث تسند لها نقاط للتقييم من قبل محكمين دوليين، فإما أن يصبح من أساتذة الغناء أو يصنف فى خانة فحول التفريخ فقط. ويشترط عُرف الغناء عند هذه الطيور حفظ ثلاث مقاطع صوتية من مجموع 12 نغمة مسجلة ومعترف بها دوليا فى المسابقات الرسمية، سواء كانت محلية أو عالمية وهى نغمة "الكلوك" و"البولند" و"الرولند". يقول الكوكى: "نعمل فى تونس منذ 20 سنة على تنقية سلالة تونسية للمالينوا، والفضل فى ذلك يعود لشخص يدعى "محمد زروق" بادر منذ سنوات لإتمام هذا العمل."عند مربى المالينوا فى تونس تسلسل وراثى يجب احترامه، ولكل مرب "خواتم" خاصة به، تحمل ترقيمه ومعرفه الدولى الوحيد لسلالته، وعندما يبلغ الفرخ يومه السابع يتم تلبيسه خاتما يحمل معرفا يلازمه طيلة حياته لكى يحفظ حقوق مربيه الأول، إن فاز فى مسابقات دولية.مصطفى الطرودى (70 سنة)، مهندس ميكانيكا مختص فى الطيران المدنى والعسكرى، بدأت علاقته مع المالينوا قبل 40 سنة، يتحدث عنه بشغف واهتمام بالغين، يقول: "المالينوا.. عصفور يأكل قليلا ويغنى كثيرا، ليس كباقى الطيور، فعندما يغنى لا يفتح منقاره كثيرا، صوته العذب يخرج من الحنجرة مباشرة". يسرد الطرودى قصصه مع العصفور ويقهقه ضاحكا "هو كالبشر، ففى مرحلة التزاوج نأتى بالأنثى ونقدم لها عرضا متواصلا من الذكور الفتية، الواحد تلو الآخر، إن قبلت بواحد فستبادله الغناء، وإن رفضتهم جميعهم فلن تلتفت لأى منهم". ويضيف "أتذكر أنى بدأت عملية مزاوجة بين زوجين، وكانت أنثى عنيدة لم تأبه لأى فحل من الذين قدمتهم بالرغم من حسن غنائهم وألوانهم لكنها وفى الأخير عشقت ذكرا قبيح اللون لا يغنى جيدا".يوضح الطرودى طبيعة أصوات العصافير مقلدا الصوت بحركات فمه "نغمات المالينوا مشتقة من الطبيعة، وبشكل أدق حركة المياه، فنغمة الكلوك هى تدرج (أشبه) بصوت الماء عندما ينزل قطرة قطرة، أما البولند فتمثل محاكاة لصوت الماء فى حالة غليانه وهو يسرى فى الجداول".يعطى الطرودى مرتبة مهمة للمالينوا فى حياته فيقول خبير الطيران "يأتى قبل عائلتى، وقبل أبنائى بالرغم أنى بالطبع أحب عائلتى كثيرا، إلا أن المالينوا يبقى رقم واحد، وقبل الكل وبدون منازع".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تربية عصافير المالينوا فى تونس حكاية غرام تربية عصافير المالينوا فى تونس حكاية غرام



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:52 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ناسا تطلق مهمة أوروبا كليبر إلى قمر المشترى بحثًا عن حياة

GMT 21:22 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 00:43 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الذكاء الاصطناعي يحاكي الموسيقى دون إبداع

GMT 02:15 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترفع سعر شراء القمح المحلي 10% للموسم الجديد

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib